عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 10-12-2002, 01:14 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

- كما يلاحظ - غير عنصري لكنه معادي للصهيونية، ومهاجم لها بعنف، لكن في ذات الوقت لا أهاجم اليهود ولا اليهودية. ورغم هذا قرر الكتاب فيما يقرب 52 جامع، وأقابل حتى الأن مفكرين من الإسرائيليين واليهود الذين قرؤوه في صباهم أو في مطلع شبابهم فغير رؤيتهم للصهيونية ولا دعاءاتها اليهودية.

بعد الكتابة التحليلية والموسوعية في السياسة انتقلتم إلى الكتابة للأطفال. فهل لأطفال الانتفاضة حضور في فكر ووجدان الدكتور عبد الوهاب المسيري؟
عبر تاريخ حياتي وأنا أكتب للاثنين، وإنما بدأت محاولة الكتابة للأطفال لأ حتفظ لأولادي بهويتهم في الولايات المتحدة حتى يمكنهم العودة إلى التراث حينما نعود إلى مصر ثم تطورت الأمور إلى أن استمعت السيدة "أميرة أبو المجد" المسؤولة عن قسم الأطفال بدار الشروق التي نشرت الموسوعة بالقصص، فرغبت أن تقرأها، فتشجعت كثيرا ووعدت بنشرها. فأعدت كتابتها وتطوير بعض القصص، ووجدت بين أوراقي ديوانا للشعر كنت كتبته للأطفال يسمى" أغنيات أشيائي الجميلة " عبارة عن قصائد نثرية من الشعر الحر للأطفال عن الميلاد والحياة والأفراح والأخزان والموت.
وتعاملي مع أطفال الانتفاضة كجزء من النموذج الانتفاضي لكتابة هذا الموضوع، ثم أردفتة بكتاب آخر" من الانتفاضة الى الحزب الأهلية الفلسطينية" لأني أعتقد أن انتفاضة الأقصى تحولت من كونها انتفاضة إلى حرب تحرير.

حرب تحرير وبمقومات ضعيفة. بنظركم هل ستحقق نصرا؟
هي حرب لها أثر نفسي. فيها شهداء وعمليات عسكرية ، وفيها تفكير لتدمير الأسلحة الاسرائيلية، وعادة لست مهمتما بالفعل العسكري بحد ذاته أوبالفعل المسلح وإنما باثره النفسي على المجتمع الإسرائيلي، إذ كان مدمرا بالنسبة له. أما بالنسبة لنا، نحن العرب والمسلمين، فأثره كان فعالا. مثل انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بسبب هجمات حزب الله عليهم. فالمسألة أن الأثر النفسي يأتي نتيجة الحوار المسلح.
فتدرك إسرائيل إن وجودها في هذه المنطقة غير مرغوب فيه، وأنهم جسد غريب، وأنهم مهما ادعوا من أرض الميعاد والوعد الإلهي فهم في نهاية الأمر قد جاؤوا تحت مظلة الغرب العسكرية.

برأيكم هل يشفع لأمريكا ما تدعيه جراء سياستها العدائية للعرب وتحيزها اللامشروع لإسرائيل من هيمنة اللوبي الصهيوني على مراكز القرار بها؟
لواختفى يهود أمريكا واختفت اسرائيل لم يغيرهذا من سياسة أمريكا التي تهاجم كل الديمقراطيات في العالم، والتي دخلت في حرب في الفيتنام، والتي تخرب الحكومات في أمريكا اللاتينية، والتي تقاطع كوبا منذ نصف قرن، والتي غزت أفغانستان، والتي تهدد بضرب العراق.
فلا يمكن أن نقول أن اللوبي الصهيوني مسؤول عن هذا، فهذه استراتيجية عسكرية أمريكيةعامة،والصهاينة قد نجحوا في أن يصبحوا جزءا من هذه الاستراتيجية، وسر نجاحهم هو أنهم أصبحوا جزءا من هذا الكل، ومن الشطط أن يقال عنهم أنهم يسيروا هذا الكل، الأمر الذي يجعلنا لاندرك حجم المواجهة مع الولايات المتحدة والعالم الغربي، ويجعلنا لاندرك أبعاد هذه المواجهة، كما يجعلنا غير قادرين على تطويرآليات هذه المواجهة.

رغم ما أسفر عنه التقدم الغربي من نتائج مدمرة للبشرية مازالت الحداثة الغربية النموذج المحتدى به لتجاوز التخلف في المجتمعات العربية. فهل من خلاص في غير ذلك؟
أعتقد وأدعو بشكل دائم إلى ماأسميه "ثمن التقدم"، فيجب أن تعرف جماهيرنا بثمن التقدم، إذ أن المنظومة الحضارية الغربية تقدم نفسها على أنها منظومة ناجحة وصالحة لكل زمان ومكان ولا تتحدث قط عن ثمن التقدم، بينما لو تحدثنا عن ثمن التقدم لأصبح موقفنا أكثر اتزانا وتوازنا، ولاكتشفنا أن التقدم على الطريقة الغربية فيه دمار للإنسان ودمار للعالم، واذا لم تقم المنظومة الغربية بالاجابة عن الأسئلة المطروحة سيكون من اللازم أن نبحث عن الإجابة، ومن خلال هذا يبدأ الانسان العربي المسلم بالتنقيب في تراثه وفي تاريخه عن مجموعة من القيم تهدية سواء السبيل.

تضعون رؤية حداثية بديلة في ظل خطاب تحليلي متطور لثمن التقدم كيف السبيل إلى مقاربتها بأرض الواقع؟
المسألة أصبحت واضحة للجميع، فالغزوة الحضارية الغربية لحقت العالم بأسره ولم تكن على مستوى العالم العربي فق. وتأكيد ثمن التقدم يجعل الناس يدركون أن ما يسمى بالحداثة العربية لم يأت لهم بحل لمشاكلهم خاصة وأن الحداثة الغربية لم تفد إلا الطبقات الرأسالية، أما عامة الشعب فالحداثة قد أوردتهم موارد التهلكة، حيث حرمتهم من تراثهم ومن قيمهم ومن أسلوب حياتهم ولم تمنحهم شيئا بالمقابل. وعلى عكس ذلك، نحن أفراد الطبقة المتوسطة العالية، استفدنا من الحداثة حيث أصبحنا نجلس على الكراسي ونستهلك على الطريقة الغربية ونسافر ونأكل الأطعمةالهندية والتايلاندية ونسمع الموسيقى الكلاسيكسة ونذهب إلى المسرح .. أما عامة الشعب فلا علاقة له بهذا. أغانيهم وتراثهم قد هدم وحلت محلها الأغاني المنحطة التي تذيعها التلفزيونات العربية أوالأجنبية. وعلئ هذا الأساس يجب تأكيد ثمن التقدم والآثار السلبية للحداثة لنطرح تصورا جديدا لحداثة إسلامية إنسانية. حداثة ليست مبنية على الاستهلاك وعلى اللذة وإنما هي مبنية على الاتزان مع الذات ومع الطبيعة.
حداثة ليست مبنية على التقدم اللانهائي، لأننا نعرف تماما أنه لايوجد شيء لا نهائي في العالم. وأن المصادر الطبيعية التي افترض الانسان الغربي أنها لا متناهية، وهي على غير ذلك، مصادر متناهية. يجب الحفاظ عليها وتقسيمها بين الشعوب بالعدل.

ورغم الحيف في تقسيم الثروات، ورغم الأزمة البيئية التي أضرت العالم بأسره مازالت المجتمعات العربية تتطلع إلى التقدم على الطريقة الغربية فهل ستدرك ذلك؟
اذا كان 20 بالمائة من سكان العالم الغربي يستهلكون 80 بالمائة من موارد الطبيعة، فإن بقية العالم أي ما يشكل 80 بالمائة من السكان لا يستهلكون 20 بالمائة فقط،، وبالتالي لا يمكن أن نتقدم على الطريقة الغربية لأن أسلوب الاستهلاك الغربي أو نمط الحياة الغربي لا يوفر موارد طبيعية للجميع، والازمة البيئية التي نحياها علامة من الله سبحانه وتعالى على أننا قد طغينا وأنه تجب علينا العودة إلى أنفسنا وإلى عقائدنا كي نصل إلى شكل من أشكال الاتزان مع الذات ومع الطبيعة، وأعتقد أن هذا هوالسبيل لتجنيد الناس وراء رؤية حداثية إنسانية جديدة.
الرد مع إقتباس