عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 10-12-2002, 01:15 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

كيف تقيمون محطات الصراع مع العدو الصهيوني عبر مسلسل الانتفاضة؟
بعدما التف العدو الصهيوني حول الانتفاضة الأولى من خلال أوسلو في الثلاثينيات لم تقم قائمة للمقاومة الفلسطينية إلا في الستينيات، ثم بدأت المسألة تتصاعد ابتداءا بحرب الاستنزاف مابعد 67، وتوجد الآن وثائق تدل على أنها كانت بالفعل حرب استنزاف لاسرائيل، وأن القيادة الصهيونية كذبتعلى الشعب الاسرائيلي، ولم تكن تعلمه بالحجم الحقيقي للخسائر، ثم جاءت حرب 73 والتي حقق العرب من خلالوحدتهم قدرا كبيرا من النجاح ، وإن لم يوظف بما فيه الكفاية، ثم جاء الانسحاب من بيروت ولبنان، ثم جاءت انتفاضة 78 ، ثم الانسحاب من جنوب لبنان، ثم انتفاظةالأقصي.
فبعدما كان المنحنى العسكري الإسرائيلي يركض من نصر إلى نصر أصبح يتراجع ويتقهقر من هزيمة إلى هزيمة. وإن كانت هزائم جزئية فإنها تشكل في ذات الوقت الوجدان الإسرائيلي والوعي الإسرائلي بحقيقة موقفه كمحتل لأرض رفض شعبها أن يقبل الهزيمة.

انتفاضة الأقصى المباركة تدخل سنتها الثالثة فهل نعتبر هذا مؤشرا على استمراريتها إن لم نقل على نجاحها. أم للدكتور عبد الوهاب المسيري تنبؤ آخر؟
بالنسبة للشرق الأوسط فالمسألة ليست بهذه السهولة ،لأنه في حالة سيولة شديدة لكن يمكن أن تقول أن انتفاضة الأقصي قد قضت على الحلم الصهيوني، ولا أقول الكيان الصهيوني، وأأكد دائما أن الحلم الصهيوني اساسي للكيان الصهيوني لأن الإنتفاضة ضربت لبنة أساسية في هذا الكيان في وقت كان يمر فيه بعدة أزمات، كأزمة الهوية والأزمة السكانية الاستيطانة، فأصبح يهود العالم يحلمون بالهجرة لأن قطاع الالكترونيات الذي كان أهم قطاع في الاقتصاد الإسرائيلي قد ضرب وخلق أزمة اقتصادية، ثم جاءت الانتفاضة وفجرت كل شيء داخل المجتمع الصهيوني، وفي ظل تصاعدها واستمرارها لأكثر من عامين، أعتقد أن الكيان الصهيوني في أزمة حقيقية، وأن مسألة حل الصراع تتوقف على مدى الدعم العربي الإسلامي للانتفاضة، فالشعب الفلسطيني، ليس قادرا بمفرده على القضاء على هذا الجيب الاستعماري الاستيطاني، ودون دعم سياسي ومادي للشعب الفسطيني أعتقد أن إسرائيل ستنجح في الالتفاف حول هذه الانتفاضة، لكن الاسرائيليين الآن قد اقتنعوا أنه لا يوجد قضاء على هذا الشعب الفلسطيني.

برأيكم ما حاجة الصراع بالشرق الأوسط بعدما باءت المحاولات الدبلوماسية بالفشل واتهم التحرك الشرعي للفلسطينيين بالإرهاب؟
إسرائيل جزء من العالم الغربي، والعالم الغربي حينما بدأت تجربته الاستعمارية كان ينظر لافريقيا وآسيا باعتبارهما مادة استعمالية. فإذا كانوا يرون أن الصهاينة محقون في الاستيلاء على فلسطين، فذلك يعني، ومن وجهة نظر غربية، أن ما يقوم به الفلسطينيون شكل من أشكال الارهاب وليس شكلا من أشكال مقاومة الاحتلال، وأن اقتحام الإسرائيليين لمنازل الفلسطنيين وتقتيلهم هو دفاع مشروع عن النفس قبل أن يقوم الفلسطينيون بالهجوم عليهم. فالقضية أن الادراك الغربي لاسرائيل يختلف عن ادراكنا لها. لأن مصالح الغرب مرتبطة بإسرائيل وليست مرتبطة بنا، ولذلك أدعو دائما كي نخاطب الغرب يجب أن نضر بمصالحه، فإن أضررنا بمصالحه استجاب لنا جيدا.
فالمسألة لها بعد إدراكي عميق وأبعاد اقتصادية عميقة تعمق من هذا الادراك وما علينا، نحن العرب،إلا أن نقوم بواجبنا حتى يتمكن الغرب من تعديل رؤيته، وهذا لايمكن أن يتم إلا من خلال الحوار المسلح.

تتكرر مطالبة الحكومات العربية بالتدخل العادل للغرب لحل الصراع بالمنطقة ورغم ذلك يظل التحيز لاسرائيل مكشوفا والانتظار بلا جدوى، برأيكم إلى متى؟
إسرائيل أو "الدولة الصهيونية" هي جزء من التشكيل الاستعماري الغربي، لكن هي ليست جزءا لا يتجزأ، وإنما هي جزء يتجزأ، لأن العلاقة مع الغرب ليست علاقة عضوية وإنما هي علاقة وظيفة.فالغرب يتبنى إسرائيل بقدر ما تخدم مصلحته، فإن فشلت في خدمة مصلحته، حيث تصبح مكلفة، سيستغني عنها تماما مثلما فعل مع جنوب افريقيا ومع الجزائر، وأمام هذه الاستراتيجية الغربية فمطالبة الغرب بأن يكون عادلا لا تجدي بقدر مايجدى الضغط على اسرائيل كي تكون مكلفة، وعلى مصالحها في المنطقة، وفي هذه الحالة سيستجيب الغرب للضغوط العربية، وبما أن الغرب لم يعد مسيحيا، حيث أصبح علمانيا نفعيا وثنيا، والإنسان الوثني لايستجيب بعقله ولا بقلبه، وإنما يستجيب بحواسه الخمس. فإن أضررنا بمصالحه الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة سيغير، باعتقادي، من موقفه كثيرا، وهذا ما أسميه "الحوار المسلح"، وهو أن ترسل برسائل مسلحة للآخر، فإذا كان يشعر بحواسه الخمس سيدرك هذه الرسائل لأنه لا يدرك بعقله ولاحتى بقلبه. ولا يجب أن نحاورهم بشكل ديمقراطي. لأن الحوار الديمقراطي يفترض الندية والمساواة، والغرب يرفض هذا الوضع.

" الحوار المسلح" آلية متطورة عن مخاض سابق يعنى بتحسين وتطوير الفكر الاجتهادي، لكن بنظركم أي اجتهاد تولون، ويفي بمتطلبات المرحلة؟ الاجتهاد الفقهي أم السياسي أم الاقتصادي؟
دائما أطالب بتحسين المقدرات التفسيرية للخطاب التحليلي العربي لأنه حينما يحسن الانسان المقدرة التفسيرية فإنه يحسن المقدرة التنبئية والمقدرة التنبئية والتفسيرية تساعدان على توجيه النزعة الجهادية التوجيه الصائب، حيث يجب أن نعرف أن الولايات المتحدة هي العدوالأكبر، وأن الضرب بمصالحها في المنطقة، بسبب تأييدها لإسرائيل، سيشكل ضغطا على الولايات المتحدة، وبالتالي على إسرائيل.
فتعميق الخطاب التحليلي العربي وتعميق مقدرته التفسيرية من صميم العملية الجهادية اليومية.
ولا يمكن الفصل بين الإجتهاد الفقهي والاجتهاد السياسي، ولذلك أفضل أن أقول بالاجتهاد من الناحية المعرفية بمعنى أن الاجتهاد الفقهي والاجتهاد السياسي والاقتصادي كلها أمور لابد أن تدور في إطار معرفي، والمعرفي هو ما يتعامل مع الكلي والنهائي، فلا يمكن للفقه أن يكون فقها دون أن يتعامل مع الكلي والنهائي.
حسن السرات
خديجة دحمني

المؤلف والكاتب عبد الوهاب المسيري في سطور
الدكتور عبد الوهاب المسيري مفكر وباحث معرفي، ولد في دمنهور بمصر عام 1931م، ويعد من أبرز المتخصصين بالحضارة الغربية الحديثة وبالظاهرة اليهودية والصهيونية. وكانت موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" في ثمانية مجلدات صدرت عام1991 هي ثمرة جهده في التعريف بالظاهرة اليهودية والصهيونية والذي بدأه عام 1971 وأتمه عام1998. وقد صدرت له العديد من الكتب في هذا الموضوع أهمها"نهاية التاريخ"(1971) "الايديولوجية الصهيونية" دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة (1988) "الاستعمار الصهيوني وتطبيع الشخصية اليهودية" (1990) "إشكالية التحيز رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد" في جزأين (1995) "الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ" (1997) وقد صدر له مؤخرا (2002) كتاب "الجماعات الوظيفية اليهودية نموذج تفسيري جديد" ويعد من أهم أعمال المؤلف الفكرية. وقد عمل المؤلف خبيرا في الصهيونية في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام (1970ـ 1975) كما شغل منصب المستشار الثقافي للوفد الدائم للجامعة العربية لدى هيئة الأمم المتحدة، ووضع حينها عدة مؤلفات بالانجليزية من أهمها كتاب عن الصهيونية بعنوان (The land of the promise) (أرض الوعد) وقرر في عدد من الجامعات الأمريكية، وكتاب آخر عن "إسرائيل وجنوب افريقيا" وطبعت منه عدة طبعات، وترجم إلى عدد من اللغات الأوروبية.
والمؤلف أستاذ في الأدب والنقد الانجليزي، وله عدة دراسات في النقد الأدبي، وفي تاريخ الحضارة، ويصدر له في الشهر القادم في دار الشروق بالقاهرة "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة" وقد نشر المؤلف مؤخرا (2000) سيرته الذاتية بعنوان (رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر).
الخبير في اليهودية والصهيونية
الرد مع إقتباس