[تمساح بري]

أولاً يجب أن نتبعد عن الانحياز الى دولة أو حاكم ما و نعترف بأن الحكام العرب جميعهم سيئين و الفروق بينهم لا تتعدى الفروق بين (المتردية) و (النطيحة) و (ما أكل السبع).

قد يتفوق أحدهم على الآخر في درجة الديكتاتورية فصدام حاصل على 10 من 10 و الأسد 9 من 10 و زين الديكتاتوريين بن علي 8 من 10 و غيره ربما 7 من 10و هكذا,
و قد يتفوق أحدهم على الآخر في عدد المسجونين و المعدمين,
لكنهم في نهاية المطاف جميعاً ديكتاتوريين باجماع الجميع.

الديكتاتورية وحدها ليست سبب الهزيمة الدائمة للعرب و المسلمين, فالتاريخ ذكر لنا العديد من الديكتاتوريين المنتصرين كأستالين أحد أكبر الطغاة و الدمويين في تاريخ البشرية لكنه كان مخلصاً لوطنه و انتمائه و كانت المصلحة العامة فوق مصلحته. اذاً مشكلة الحكام العرب ليست في ديكتاتوريتهم فقط بل في خيانتهم لأمتهم و تقديم مصلحتهم الشخصية على المصلحة العامة.

أعتقد أنه لو كان يحكم العرب في وقتنا هذا الحجاج بن يوسف الثقفي لما رأوا الهزيمة و الذل (رغم ديكتاتورية الرجل و تجبره) لأنه يضل في الأخير مخلصاً لقضايا أمته رغم تجبره على الناس.

صدقوني لو كان الطاغية صدام يقدم مصلحة الأمة و بلده على مصالحه الشخصية لتحمله العراقيين و تحملوا طغيانه و جبروته, لكنه جمع بين الديكتاتورية و الخيانة فتخلا عنه العراقيين مع دخول أول دبابة أمريكية للعراق.

أنظروا الى فلسطين الآن
هل لدى أحدكم شك حول ديكتاتورية عرفات و تجبره على الفلسطينيين ؟؟
بالطبع لا ..
لماذا اذاً يلتف الفلسطينيين جميعاً حول عرفات في هذا الوقت؟؟
الاجابة بكل تأكيد هي أن الرجل رغم ديكتاتوريته و انفراده بالسلطة الا أن الفلسطينيين يقرون باخلاصه لقضيتهم و أن طرده سيضعف موقفهم.


أعتقد أننا بامكاننا تحمل قيادات ديكتاتورية لكن ليس بمقدورنا تحمل قيادات خائنة و متخاذلة, و بما أن القيادات الحالية تحمل الصفتين معاً فان تغييرها يعتبر ضرورة ملحة لكن يجب أن يكون ذلك بتعقل و بدون اندفاع و باستخدام شتى أنواع الضغوط بعيداً عن التدخل الأمريكي.