تأخرت قليلا في الرد عليك عزيزتي سمارت فاذا جماعة من اجمل ناس في الخيام تهب لمساعدة "جميلة" أخرى منهم
و لقد كفوا و وفوا كما ارى فبارك الله في كل واحد منهم
عزيزتي
بعد اذنك طبعا هلاّ تفضلتي و اجبتني على بعض اسئلة جالت في خاطري و انا انتقل بين افكار موضوعك؟
فمشكلتك كما ارى ليست قضية شكل و جمال
مشكلتك اعمق من ذلك و هي مشتركة بيني و بينك و بين من تدخل بالرد هنا و بين جميع البشر
ظهرت عندك على شكل سؤال مرده الى عقدة نقص ترينها في نفسك و تظهر عند آخرين باشكال مختلفة قد تصل الى حد جحد نعم الله.
لا تتسرعي واصلي قراءة الرد الى النهاية ابنتي العزيزة
اريد جوابا على اسئلة ليست بسيطة و ان كان جوابها حرفين لا غير.
هل خيّركِ احدهم في المجيئ الى هذا العالم؟
هل طُلبَ منك تحديد مكان النزول و زمانه؟
هل اِستُشرتِ بعد ذلك هل تريدين البقاء او الرحيل و متى؟
هل اخترتِ اسمك و جنسك و بيئتك (دينك)؟
هل جائكِ احدهم بألبوم صور و قال لك اختاري وعائا و صورة ينفخ فيهما روحك؟
الجواب بسيط يا سمارت
الجواب مخز للكفار و هو لا
و مرضِ للمسلمين و هو لا ايضا؟
كيف و لماذا؟
الأمر في غاية البساطة
نحن مجرد عبيد و اماء لله ليس لنا من الأمر شيء غير الرضى بما قدره الله لنا
ان السلامة ان ترضى بما قُضيَ ** لَيَسْلَمَنّ باذن الله من رَضيَ
ثم تعالي هنا ايتها الغالية
متى كانت هاته الأوعية(الأجسام) التي نسافر داخلها الى دار القرار لبرهة من الزمن (60 ..70سنة يزيدون او ينقصون) .. متى كانت تشكل عائقا للمؤمن الذي اطمئن قلبه بالايمان على شروطه و منها الايمان بالقضاء و القدر؟
لكننا بنو البشر خلقنا من عجل "..خلق الانسان من عجل.." الآية
و طمع "... و لا يملأ فاه ابن آدم الا التراب.."
و جزع و جحود .." ..اذا مسه الخير منوعا و اذا مسه الشر جزوعا"
عزيزتي
كم من بنت "جميلة" ستموت على الكفر؟... الملايير
كم من بنت "جميلة" ستموت بالسرطان؟.. المنلايين
كم من بنت "جميلة" لم تتزوج؟ .. الملايين
كم من بنت "جميلة" شقيت بزواجها و لعنت اليوم الذي فكرت فيه بالزواج؟ ..الملايين
و كم و كم و كم؟
و اخيرا كم بنت "جميلة" ليس لها حظ ان تجد اخوة لها مثل الذين هم في الخيمة الآن و الذين سيساعدونك بكل شيء حتى تجدين راحتك بينهم؟
سأختم بطرح عقدتي انا ايضا لعل الدكتورة Orkida تجد لي حلا شافيا
منذ القرن الماضي بعد لقائي بالكناوة ( طائفة العبيد السود الذين استجلبوا من الممالك الزنجية جنوب الصحراء الى شمال افريقيا) و انا اشعر بالحزن ان الله لم يخلقني مثلهم و بمثل ذلك الرضى و بمثل تلك الفلسفة في الحياة التي تقوم على العطاء ثم العطاء ثم العطاء و ان لا يضجر الانسان من حالته مهمى مرت عليه من الصعاب بل يكون كالشجرة المثمرة ...يقول احدهم : ".. لقد خلقنا الله لنخدم الناس..فاذا توقفنا عن خدمتهم سنمرض"
اتركك تتمعنين في هذه الجملة و في الصورة التي في توقيعي فقد تجدين المزيد من العبر ..لأنك بنت سوية.... و ذكية ايضا.
ASUGWAS AMEGAZ