[سم الخياط]

أَلْــــقــُوا اليـَرَاعَ وَ حَــرِّقــُوا الـقـِرْطـَاسَا***أَذْروا الدُّمــُوعَ وَ قـَـطـِّعـُوا الأنفاســاَ

شُــدُّوا الوَثــــَاقَ و فجِّــروا الأنْجـــاســا*** سُــلـُّوا السيوف و مزِّقوا الأرجاســاَ

مـــات الــذي عَشــِقَ الـفــــؤادُ حديثـَـه*** للقلبِ كــــان مُــسـلـِّيًا إيــنــــاســـاَ

ابـــن الخـــلايــلة المُــــطهَّرِ عـِـرْقــُهم*** فـــي الشَّــــــام كـان مُعَلماً نبراســـاَ

فـــي رَوْضةِ التوحيــــدِ قد نشأ الفتىَ*** حتَّـــى غــداَ رمـــــزاً لـــهُ مقياســـاَ

فــــأبى الدنية و المهــــــانة في الدنــا*** لـم َيرض للديــن الحنيف مَســَاســاَ

نـــادته أفــغــــان البطولـــة و الــفــدا***فمضـــى شَمُوخــاً صـامدا عِرْناسَــا(1)

هيرات تروي مجده و عـــِرَاكـــــه *** و السيف يحكي كيف خاض عَمـَـاســا(2)

حتَّــى إذا وطِء الغـــــزاةُ عــراقنـــا***شدَّ الرِّحــــال مُهــَــاجــرا هِرْمـــاســا(3)

فأعــــاد أيـــَّــام البـــراءِ و خــــالدٍ***و بنـَـــى لقـــَاعدة الجهـــادِ أســاســَا

فلُّـــوجةُ الأحـْــــرار تـَـشْهَدُ أنــَّــه***لـِـعشــــائِر الأنبــَـارِ أعـْـلَـَــى الرَّاسَــا

قـَــصمَ الصَّــليب محطـِّـما أرْكــَانـهُ***الرُّعْـبُ حـَــــلَّ بجنـــده وسـْـواســــاَ

و سقـــىَ حميـــمــاً للروافض قاتلا***فـــي كـــل يـــوم يشْــرَبــُون الكاســَا

كــمْ غــــارةٍ قد صدَّهـــا بسلاحـــه***مـا كــان يومــا خــائـــراً ترَّاســـَـا(4)

بل كــــان ينـصِـبُ للمنِيــَّةِ صَْدرَهُ *** يْرجوا الشهادة و الجِنان لـِـبَــاسَــا

صدقَ الإلـــَــه و أرخصَ الرُّوح لــــه *** روح الشهيـــد تنَــزَّهتْ أقـْدَاسَــــا

إنِّـــي أرى الحـــُور الحسان تزينتْ *** و تســابقت لوِصَــالِــهِ أعــْــرَاســـا

يا فارس الزرقاء يا بدراً صــــفــــا*** نــُورًا أضَـــاءَ لدَرْبِـنـَــا مِقْبـَــاسـَـا

أبكيت عيـْن المُخلــصيــنَ جميعهَمْ ***أحزنت قلبا خــاشــعـــا حســـَّاســا

فـَانْعَمْ هـَنيأ النفس يــا أسدَ الوغــىَ ***إنــَّــا سنبقـــى للهـُـدى حُرَّاســــــا

يـــا ربِ نصـــراً عــاجــلاً لعراقنا *** أُمْنـُــنْ علينــــَا حُكْمَكَ القُسْطَــاســاَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

(1)العِرناس:أنف الجبل

(2)العَماس:الحرب الشديدة

(3)الهِرماس:الأسد الشديد

(4):الترّاس:صاحب الـتـُّـرْس و صانعه

و الترس: ما يتوقى به في الحرب و يتترس به

و التترس:التوقي و التستر، و منه التترس بالناس أي التستر بهم و جعلهم ذروعا بشرية

و في هذا رد على الذين يزعمون ان الشيخ -رحمه الله- كان يحتمي بالمدنيين و يتترس بهم