الموضوع: الشجاعة
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 18-09-2006, 02:35 PM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

أمثلة للشجاعة:

الأنبياء عليهم السلام حظوا بأوفر الحظ من الشجاعة ليكون لديهم من القوة ما يقوم به عملهم و هو دعوة الخلق للحق و هذا العمل لا يكون إلا بمواجهة النبي أمته بما جاء به و طلبه منهم الخضوع و نبذ ما هم عليه أبدأً ، و كذلك فإن الشجاعة في الإنسان تكون على قدر إيمانه و معرفته بربه و إيقانه أنه لا يصاب إلا بما كتب له و أن إقدامه إلى ما يرضي ربه يرفع قدره عنده عز و جل دون أن يمس ذلك الإقدام رزقه أو أجله أو يحول بينه و بين أي محبوب قُدِّر أن يصل إليه ؛ و لذلك كله فالانبياء هم أشجع الناس لأنهم أعلى الناس إيماناً (الذين يبلغون رسالات الله و يخشونه و لا يخشون أحداً إلا الله ). ومن أمثلة شجاعتهم ما ذكر الله تعالى من قول نوح عليه السلام لقومه ( يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي و تذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم و شركائكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلىّ و تنظرون) ، و ما قاله هود عليه السلام لقومه ( إني أشهد الله و أشهدوا أني برىء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون) ومن أسباب تلك الدرجة العالية من الشجاعة أن قلبه كان مملوءاً باعتقاد ماذكره عنه ربه من قوله بعد ذلك ( إني توكلت على الله ربي و ربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم) . . و إبراهيم له روغتان روغة الشجاعة عندما كسّر الأصنام و روغة الكرم عندما راغ و جاء بالعجل الحنيذ لأضيافه . و عندما قال قوم موسى عليه السلام له ( إنا لمدركون) عندما تبعهم فرعون و قومه و كان البحر الخضم المهلك أمامهم عندئذ قال لهم موسى ( كلا إن معي ربي سيهدين ) فضرب البحر بأمر الله فصار يبساً بقوة الله عز و جل فمشى عليه و قومه و نجوا ثم تبعهم الطاغية لكن لما صار على البحر رجع ماءً فغرق هو و قومه و من شجاعة موسى عليه السلام قوله لفرعون ( و إني لأظنك يا فرعون مسحوراً ) .


النبي محمد صلى الله عليه عليه وسلم كان أشجع الأنبياء ( و بالتالي فهو أشجع الخلق جميعاً) لأنه أقوى الأنبياء إيماناً و أكملهم في كل خلق كريم و معية الله تعالى معه و تأييده له أقوى من معيته لجميع الأنبياء عليهم الصلاة و السلام لكونه أكثرهم تقوى ، وتعوذ صلى الله عليه عليه وسلم أن يكون جباناً . عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه - وهو من أبطال الأمة و شجعانها- قال: ( إنا كنا إذا أشتد بنا البأس و احمرت الحدق اتقينا برسول الله صلى الله عليه و سلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه و لقد رأيتني يوم بدر و نحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم و هو أقربنا إلى العدو) رواه أحمد و الطبراني و النسائي ، و الرسول صلى الله عليه عليه وسلم كان هو الأقرب للعدو ليعتاد أصحابه على الإقدام للعدو و لأن ذلك فيه إما الشهادة في سبيل الله أو إيقاع الرعب في العدو و إشغاله بنفسه ليتحقق عز الإسلام و المسلمين. عن أنس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه عليه وسلم أحسن الناس و أشجع الناس و أجود الناس -- ينام في بيت واحد و يُطوق بخمسين مقاتل و يخرج عليهم حاثياً عليهم التراب ( فجعلنا من بين أيديهم سداً و من خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) -- ينام في الغار و يقول لا تحزن إن الله معنا -- وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعًا وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا. رواه البخاري و مسلم. و من مواقف شجاعته صلى الله عليه عليه وسلم قوله لقريش عندما نقلوا التهديد بقتله لعمه إبي طالب إن لم يترك دعوته لهم فقال ميئساً لهم ( و الله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ) -- ما حصل بذات الرقاع عندما أخذ مشرك سيف الرسول صلى الله عليه وسلم و هو نائم وهمّ بقتله صلى الله عليه عليه وسلم فلما استيقظ قال: ما يمنعك مني قال : الله . متفق عليه و في بعض الروايات فسقط السيف -- طعنه لأُبىّ بن خلف في أحد في عنقه تدأدأ منها عن فرسه مراراً حتى قال أبيّ: لو بصق عليّ لقتلني . رواه عبدالرزاق و ابن سعد و البيهقي. -- موقفه يوم حنين عندما ولىّ الكثير من أصحابه وهو صامد ثابت رابط الجأش يقول : أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب فتحولت الهزيمة إلى نصر مؤزر-- حال الرسول صلى الله عليه عليه وسلم في الغار و الأعداء في طلبه - مواجهته للمعارضين في الدعوة إلى الله.
ومن شجاعة الصحابة: قال تعالى عنهم ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون ) ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم) ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً ) .

أبو بكر في حرب الردة يقف على المنبر و يعترض الصحابة فيقول : و الذي نفسي بيده لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليها ، و كان يقول في رواية أخرى: و الذي نفسي بيده لو أتت الكلاب فأخذتني في أعقابي ما خلفت جيشاً عن الغزو في سبيل الله و قال أبوبكر بشأن مسيلمة الكذاب عندما ادعى النبوة: و الله لأقاتلنه بقوم يحبون الموت كما يحب الحياة . و قال هذه المقولة أيضاً لأهل فارس و قالها غيره كثير . و قال أبوبكر : لأرسلن لهم خالد يذهب وساوس الشيطان من رؤوسهم .

قيل لعلي بن أبي طالب : كيف تصرع الأبطال ؟ قال: إذا لقيت كنت أقدر أني أقتله و يقدر هو أني قاتله فاجتمع أنا و نفسه عليه فنهزمه . قيل لعلي : إذا جالت الخيل فأين نطلبك ؟ قال: حيث تركتموني . و كان يقول : و الذي نفس أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف أهون عليّ من موتة على فراش .

حمزة بن عبدالمطلب البطل الضرغام أسد الله الإمام أبو عمارة

الزبير بن العوام انتدب ( أي أجاب ) لما ندب ( دعا للجهاد ) الرسول صلى الله عليه و سلم أصحابه في غزوة الخندق و سماه الرسول حواريّه ( أي ناصره) رواه الشيخان .

معاذ و معوذ ابنا عمرو بن الجموح في قتلهما أبي جهل في بدر

ابن أم مكتوم أعمى يحمل اللواء بين الصفين

خالد بن الوليد عند شربه السم متوكلاً على الله تعالى و لم يضره

عبدالله بن مسعود أول من جهر بالقرآن بمكة

و كذلك عبدالله بن الزبير و شجاعته المفرطة و بطولاته و تضحياته لما بلغ عبدالله بن الزبير قتل أخيه مصعب قال : " إن يقتل فقد قُتل أبوه و أخوه و عمه إنا و الله لا نموت حتفاً ، و لكن نموت قصعاً بأطراف الرماح و موتاً تحت ظلال السيوف "

و كذلك أبو ذر الغفاري

و منهم البراء بن مالك الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : رب أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك فكان أثناء المعركة يقول له الأنصار و المهاجرون : يا براء أقسم على الله أن ينصرنا ، حضروا تستر و هو معهم فقال أبو موسى قائد المعركة : يا براء نسألك بالله أن تقسم على الله أن ينصرنا فقال : اللهم إني أقسم عليك هذا اليوم أن تنصرنا و أن تجعلني أول قتيل فانتصروا و قُتل أول القتلى ،

و كذلك ما ذكره الذهبي من شجاعة البراء بن عازب في حرب مسيلمة عند اقتحامه حديقة المرتدين على ترس و اشتهر عنه أنه قتل 100 من الشجعان مبارزة

و منهم حبيب بن زيد الأنصاري قطع جسمه مسيلمة الكذاب قطعة قطعة و صمد حتى آخر قطرة من دمه

و منهم خبيب بن عدي وقف على المشنقة و جسمه يُقطع و هو ينشد قائلاً :

و لست أبالي حين أقتل مسلماً ----- على أي جنب كان في الله مصرعي
و ذلك في ذات الإله و إن ----- يشأ يبارك على أشلاء شلو ممزع


و كان ابن سيرين لا ينازع في الشجاعة

مع جيش عبدالله بن السرح ابن الزبير( الموصوف بالشجاعة و الفروسية) في قتله جرجير في أفريقيه

أحمد بن إسحاق السرماني في قتله فارساً يعد بألف فارس ثم قتله 49 فارساً منتقين خارج سمرقند و قَتَل في المبارزة ألف مشرك ، كان شيخاً للبخاري قال عنه البخاري : أشجع الناس في الجاهلية و الإسلام السرماني ، وكان مع السرماني قطعة من حديد وزنها عدة أرطال يبارز بها يضرب بها الفارس على رأسه فإذا نخاعه شرقاً و دماغه في الأرض .

شبيب بن يزيد الخارجي من أشجع الناس كان معه ستون مقاتل من الخوارج هزم الحجاج الذي معه ثلاثة الآف ثم تتبع الحجاج في كل غزوة ، كان من شجاعته ينام على البغلة في المعركة قال ابن كثير في ذلك :

من قوة قلبه
وقفت و ما في الموت شك لواقف ----- كأنك في جفن الردى و هونائم
تمر بك الأبطال سلمى هزيمة ----- و وجهك وضاح و ثغرك باسم


شبيب كاد أن ينتصر على الحجاج لكن فرسه رأى بغلة (عشق بغلة ) فاقتحم ومن على نهر دجلة من على الجسر فوقع على النهر و كان شبيب مربط على الفرس فغطس به الفرس و ارتفع و غطس و ارتفع و أخذ يقول لله الأمر من قبل و من بعد ثم مات فلما تأكد الحجاج من موته شق بطنه وأخذ قلبه فوجده كالكرة ضرب به في الجدار فقفز قلبه ،
و امرأته غزالة شجاعة مثله حضرت الحجاج و قاتلت الحجاج و دخلت بيت الأمارة فهرب الحجاج من الباب الآخر فدخلت المنبر و أخذت السيف و خطبت في الناس فيقول أحد المسلمين ممن سجنهم الحجاج : يا مجرم يا حجاج سجتنا و عذبتنا و فررت من غزالة.

أسد عليّ و في الحروب نعامة ----- فذخاء تنفر من صفير الصافر
هلاّ بارزت إلى غزالة في الوغى ----- إذ كان قلبك في جناحي طائر


سأل عمر بن الخطاب عمرو بن معد يكرب : أين صمصامتك التي تقتل بها النا س ؟ أي لم ير السيف قوية فقال عمر : ما أرى قوة فقال : إنك رأيتها و ما رأيت الساعد الذي يضرب بها و قال عمر : الحمد لله الذي خلقنا و خلق عمرو . اعتدت قبيلة كندة أو قبيلة أخرى على قبيلة عمرو بن معد يكرب فسلبت نسائهم و أخذت أموالهم فخرجوا في الصباح يقاتلون فانهزمت القبيلة و لم يكن عمرو معهم كان غائباً فلما حضر أخذ فرسه و أخذ السيف و نازل قبيلة كندة كلها فأخذ يقاتلهم و يقاتلونه حتى يقول في قصيدته :
أمن ريحانة الساعي السميع يؤرجني و أصحابي هجوع
إذا لم تستطع شيئاً فدعه و جاوزه إلى ما تستطيع
فأخذ يكيل لهم الضربات إلى صلاة العصر فهزمهم جميعاً ، فسمته العرب أقدم العرب حتى يقول أبو تمام للمعتصم :إقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم الأحنف في ذكاء إياس

و قد أسلم ثم ارتد رضي الله عنه ثم أسلم فقاتل في القادسية و انتصر نصرأ مؤزراً مع المسلمين ، و يُضرب به المثل في الشجاعة .