عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 31-08-2007, 11:28 AM
الامير الفقير الامير الفقير غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 41
Arrow الخيـط والجحـش !!

الخيـط والجحـش !!



مذ فلسطين ... ونحن نستبدل وجوهنا وجلودنا والواننا في كل شهر ، وعند كل استلام للراتب أو المهيّـه من السيد المحاسب ... ونرمي أنفسنا ... ساعة من اليسار الى اليمين وأخرى بالعكس ... وساعة من التعصب والتشدد الى التسامح وتقبل الآخر ... ومرة من الليبراليه الى الراديكاليه وأخرى بالعكس ... وحتى لبسنا ثوب الوسطيه واتجهنا الى أواسط الأمور متأملين خيرا ، بالرغم ان الكثير منا قد حسبوا ذلك تنازلا واستسلاما وتخاذلا لا مبرر له لمن تربى على بأس الفاروق وسيف ذو الفقار ...

وبالرغم من اننا لم نكن نقبض من هؤلاء ( الكثير منا ) غير الكلام والعبارات الرنانه ، وكنا نعرفهم كمنظرين دائميين لقضايانا الخالده ... إلا ّ ان العجيب في الأمر هو مدى التأثير الكبير لجملهم وكلماتهم المزوقه على رسم المسارات البديله والجديده للكثير منا ... وحتى لأصحاب المباديء الذين وجدوا أنفسهم يغيرون المسار بسهولة وكأن ذلك اصبح من متطلبات ( الموده )

كل ذلك كان سببا أساسيا رئيسيا في تقسيمنا الى اقوام واحزاب وقبائل وملل ... لكي ننسى بعد ذلك أو نتناسى ( واعتصموا بالله جميعا ولا تفرقوا ) ، ولم نعد نذكر قصصنا وموروثنا الثر الذي كان يزرع فينا الأتحاد والمؤازرة ... ونسينا قصة الشيخ الحليم الذي كسر العصى أمام أولاده ثم جمع بعضها معا لكي يكسرها فلم يستطع

فالكل يذكر اننا كنا دول مواجهة ودول صمود وتصدي ونحتسب لكل شيء من أجل مواجهة أخطار عدونا اللئيم ... ثم أصبحنا فصائل مقاومة واحزاب معارضة بعد نجاحات سياسات العدو التي ينتهجها معنا وفق دراسة ودراية ( أبعدناها عن بصيرتنا ) أدت في النهاية الى ان تسير كل الفصائل نحو التقسيم الحتمي لكي تتحول الى جيوب وزمر تضرب العدو بدون تخطيط وتنسيق وبنفس الوقت تضرب الأخ والقريب والصديق لتحقيق أهداف آنيه قصيرة النظر

وربما تلك هي نتيجة حتمية لأختلاط الأوراق على الكثير منا ... إلا ّ ان الحقائق على الأرض تشير الى ان عدونا مازال هو نفسه ضمن حلفه المشؤوم القديم بعد أضافة بسيطة له الا وهي احلام تلك الأمبراطوريه الصفراء اللاعبة في وسط الساحة باستفراد ودعم عجيبين مسنود من نفس ذلك الحلف برغم العداء الظاهر والغزل الباطن فيما بينهما

وبما اننا قد اضعنا عصفورنا و( خيطهُ ) بعد تقلبنا بين مسيرات السلام التي أربكتنا وهمشتنا والتي لم تأتي أكلها نتيجة عنجهية واستبداد اعدائنا وبين التعلـّق بفعاليات المقاومة الغير ( موحـّدة ) وفق عشرات الأجندات والأساليب دون مرجع موحد راع لها يسخـّر انجازاتها من أجل القضية الأم

لذلك علينا أن نجد بداية ولو بسيطة لكي نوحد فيها أهدافنا وآمالنا وسياساتنا وفق المخاطر والتحديات المتناميه ولتجتمع عليها كل مجتمعاتنا واحزابنا ومنظماتنا في مشرق الوطن ومغربه ... ولنبدأ بوحدة الكلمة من أبسط الأمور ، حتى لو كانت قضيه أجتماعيه أو انسانيه ... وعلى سبيل المثال لا الحصر ... ان نوحـّد رسوم السفر وتأشيرات الدخول بين أقطارنا العربيه بحيث تكون ( ألف ) دولار للمواطن العربي و ( بلاش ) للأمريكي ... لكي نبدأ بتعلم توحيد كلامنا وفعلنا وسياساتنا ... فقد طفح الكيل من الفرقة والأختلاف في كل شيء

وحتما ستكون هذه هي البداية البسيطة التي تمثل ذلك ( الخيـط ) الذي سنتمسك به ونقوّيه ... أما اذا لم نجد عصفورا آخرا لربطه في ذلك الخيط بسبب هجرتها لبيئتنا نتيجة المفخخات والملغمات والعمامات ... فمن الممكن استبداله بمخلوق آخر من الحيوانات وما أكثرها ... وأنا هنا أقترح الجحـش ... لطول صبره وسعة أفقه