الموضوع: الحرية
عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 08-06-2004, 05:55 PM
الطويـــــــل الطويـــــــل غير متصل
اعــرف نفســك
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: بلاد المقابر الجماعية
المشاركات: 129
إفتراضي حــ !!! ـــــ !!! ــــريــــ !!!!! ـــــــة ؟؟؟؟؟؟؟

لماذا لا نؤمن ، بأنّ الرأي الآخر ، و المختلف و المخالف ، حق مقدس .. وعلامة من علامات التحضر ، و التنوير العقلي ، و النضوج الفكري ؟؟ .

أم إن العقل و الذهن العربي .. مغلّــّف بجلد التماسيح ..
و بجدار من الأسمنت المسلح ، إلى حد .. لا يخترقه أي ضوء ؟


انّ الذين يرفضون الأستماع الى الرأي الآخر ..
ويرفعون سيف التجريح والسب والتكفير و ( الطرد !!!!! ) ، على كل من يخالفهم في الرأي ..
فهؤلاء محبوسون في زنزانة ذاتهم .. !
فليس ما يملكونه علما ، وانما ذات فارغة معقدة تحسب ما لديها علما !.

لقد انطلق نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في ابلاغ الرسالة ، بالأسلوب الحكيم الذي يتحرك بالرفق .. بالكلمة والجو والأسلوب ، وبأدوات الصراع المرتكزة على عنوان ، القول بالتي هي أحسن والجدال بالتي هي أحسن ..

ولقد اعتبر الأسلام الخلاف الفكري وسيلة مناسبة للحوار ( أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ..

ولذلك أقول نحن نحتاج دائما لأن نتعلم أصول الحوار .. وآداب الحوار ..
وأن نتحاور بهدوء وبأحترام فيما اختلفنا فيه ..
وأن يعتبر كل واحد منا ، أنه اذا كان من حقه أن يختلف مع الآخرين .. فلماذا لا يكون من حق الآخرين أن يختلفوا معه ؟؟؟؟؟

ينبغي أن نؤمن جميعا ، أنّ الحوار هو معنى أنسانية الأنسان فينا ..
عندما يعيش الأنسان فينا عمق أنسانيته ...
ويلتقي بأنسانية الآخر ، ليثري نفسه ويغنيها بقدر ما يثري الآخر ويغنيه ..
وعند ذلك لا يكون الخلاف في الفكر مشكلة للأنسان ..
بل قد يكون حلا لجمود المشكلة في داخل نفسه ! ..

على هذا الأساس .. لماذا لا نقبل بالفكرة الحضارية التي تعطي لكل أنسان حق التفكير بطريقة مختلفة ؟؟؟
لماذا أفرض عليك .. أن تفكر بطريقتي ؟
من أنا حتى أفرض عليك أن تكون على صورتي ..
أو تفرض علي أن أكون على الصورة التي تريدها أو تحبها ؟
أنك أنسان مثلي ، انطلقت في فكرك ..
من خلال خصوصياتك ، ومن خلال تأملاتك ، ومن خلال قناعاتك ..
واذا كانت لك هذه الخصوصيات ، فلماذا تريد أن تحرمني خصوصياتي وتأملاتي وقناعاتي ؟
قد لا ترضى عما أفكر ، أو أعتقد ..
لأنك تتصور أن الحقيقة في جانبك !!
وقد لا أرضى أيضا عما تفكر للسبب نفسه !!
ولكن هذا ليس معناه ، أن تلغيني أو ألغيك ..!!

أنك لا تملك ، أن تفرض علي موت فكري وروحي وأرادتي ..
كما لا أملك أن أفرض عليك ذلك ..

الحوار وحده هو الذي يحل المشكلة !!!!!

وعلى هذا لا يمكن أن تكون حالة الرضى ، عما تفكر أو عدمه .. مسألة عدوانية ..
وأنما تكون ، مسألة واقعية عملية ..
وهذا يتطلب منك أن تنطلق لتطرح فكرك بكل عناصره ..
ولتعرف كيف تهندس الطريق الى عقلي ..
وأعرف أنا أيضا كيف أهندس الطريق الى عقلك (( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن )) ..
جادل بالتي هي أحسن (( ادفع بالتي هي أحسن فأذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) .

اذا كنا نعتبر أن اختلاف الفكر يمثل عداوة الفكر للفكر ..
فلماذا نجعل عداوة الفكر .. عداوة للأنسان الذي يحمله ؟؟

أنا وأنت نحتضن اليوم فكرا .. وقد نحتضن غدا فكرا جديدا .. اذا ما انفتحت الآفاق أمامنا أكثر .. واذا ما تلمسنا خطواتنا حثيثة في البحث عن الحقيقة ...
الحقيقة التي لا يمكن لأحد أن يحتكرها لنفسه .... !!!!!


تحياتي للجميع