عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 26-01-2005, 10:11 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

اختيار الاصدقاء في السنة النبوية

أيها الاحبة لقد بعث الله عز وجل لنا نبينا وكان له رسولا صلى الله عليه وسلم ووضح لنا الله عز وجل منزلة هذا الرسول بيننا بقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) } سورة الحشر(7).

ولذلك لا نستغرب إطلاقاً التحذيرات والتنبيهات الواضحة التي يطلقها الرسول الكريم في كثير من أحاديثه وأفعاله .. لكي يبين لامته الطريقة الصحيحة والسليمة في اختيار الاصدقاء ولمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم بخطورة هذا الامر.. وضحه وبينه في أحاديث كثيرة يألف في الواحد منها الكتب والمراجع..

وسنستعرض معكم بعضاً من هذه الاحاديث حتى نستمر معكم في الوقوف على أهمية موضوع إختيار الاصدقاء وخطورته في القرآن والسنة وأن الله عز وجل ورسوله الكريم بينا الطريق السليم في ذلك.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحا منتنة) رواه البخاري ومسلم.

ولكم أيها الاخوة .. أن تنظرواً وتدققوا في هذا المثل الذي ضربه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لاصحابه ولامته من بعدهم .. حيث بين لهم أن منزلة أصدقاء الخير.. وأصدقاء السوء.. وما قد يفعل كل منهما بمن معه.. والامر يشبه محلين من المحلات.. أحدهما محل لبيع المسك والعطور.. والاخر محل حدادة ولحام.. وهناك فرق كبير بين المحلين بالنسبة لمن يأتيهما أو يمر عليهما وإلا فكلاهما يعملان.. فالاول عندما يأتيه الشخص فهو لابد وأن يخرج بنتائج إيجابية ظاهرة حسب المثال النبوي.. فإما أن يعطر صاحب المحل هذا الزبون بما لديه من الطيب وإما أن يشتري منه ومن عطوراته..
وعلى أقل الاحوال يجد تلك الرائحة الطيبة الزكية.. التي تعبق المحل وقد تلصق بثياب الداخل إليه.. هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرب الصورة والامر لامته حتى يكون لهم الامر واضحاً وجلياً ويفهموا أبعاده وخطورته..
ويتضح ذلك أيضاً من خلال عرض الجانب الاخر وهم مثل أصدقاء السوء عندما شبههم بمحل للحدادة.. وكلنا يعرف ما قد يصيب الانسان إن كان داخلا لهذا المحل ولم يحذر لموجوداته .. فهو إما أن يتعرض للشرار والنار التي تخرج من هنا وهناك.. أو على الاقل يخرج بثياب يغلب عليها رائحة الحريق وهي بلا شك غير محببة ومنفرة .. إنه والله لفرق كبير.. وبون شاسع.. بين هذين الصنفين من الاصحاب.. صنف كالمسك مجالستهم بركة .. ومصاحبتهم خير ونعمة.. إذا اقتربت من أحدهم وجدن ما يسعدك.. ويشرح فؤادك.. ويأخذ بمجامع قلبك ويسير بك إلى خيري الدنيا والاخرة.
وصنف آخر مخالطتهم داء عضال .. وباء ودمار .. فهم سم ناقع .. وبلاء واقع.. القرب منهم أعدى من الجرب .. والبعد عنهم فيه الغنيمة والسلامة. تجدهم يشجعون على المعاصي والمنكرات.. ويفتحون لمن جالسهم أبواب الشر والفساد.. وإنه والله لمثل عجيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم حري بنا أيها الشباب أن نتفكر به ونتدبره ونرى أنفسنا مع أي الصنفين نجلس.

ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم على موضوع اختيار الاصدقاء فيقول صلى الله عليه وسلم : ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود والترمزي بإسناد صحيح.
وهنا يوضح الرسول الكريم موضوعنا بشكل واضح وجلي أن طريقتك في اختيار الصديق سيكون لها تأثير مباشر عليك.. فلو اخترت الصديق السيئ فستكون في الغالب مثله، وإن اخترت الصديق الصالح فستكون في الغالب مثله .. فأنت إذا نسخة لمن تمشى معه في الغالب.

ويؤكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على النتائج الايجابية وهي الفلاح والسعادة عند اختيار الفرد الاختيار السليم لاصدقائه والذين يوصلونه إلى هدى الله عز وجل حيث لا هدى إلا هداه سبحانه وتعالى.. فيقول عليه السلام: ( إن من عباد الله ناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الانبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله ، فخبرنا من هم ؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها: فوالله إن وجوههم لنور ، وإنهم لعلى نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس. وقرأ: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)} سورة يونس (62) رواه أبو داود. نسأل الله تعالى أن نكون منهم.

ويزيد الرسول الكريم تأكيد نتائج اختيار الصديق الصالح وجائزته بقوله عن ربه تعالى ( قد حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي ، وقد حقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي ) رواه أحمد والطبراني.

بل يأمر نبي الهدى صلى الله عليه وسلم أمته بضرورة مصاحبة الصالحين المؤمنين فقال ( لا تصاحب إلا مؤمن ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ) رواه أبو داود .

..يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }