عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 10-12-2000, 02:52 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام علي خاتم المرسلين، محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه، وبعد:

لقد انقطعت عن الخيمة الإسلامية لمدة يومين أو أكثر، فعدت إليها لأجد هذا الكم من الإطراء الذي -يعلم الله- لم أكتب مقالتي راغبا فيه.

وقبل أن أذكر سبب مشاركتي هذه فإنني أريد أن أوضح بعض الأمور:

1. عمر مطر ليس راعي الخيمة، وآراؤه لا تمثل آراء الخيمة بالضرورة.

2. قد كنت أساعد في الإشراف على حوار الخيمة، وقد عـُين أخ جديد مشرفا على الحوار، وتلك المشاركات التي ترونها باسم (مشرف) هي لأخينا المشرف الجديد وليست لي.


الآن أذكر السبب من مشاركتي بعد توضيح هذه المسألة، حتى لا يحسب البعض أنني أتكلم باسم الخيمة، وإنما أنا مشارك في هذه الخيمة كغيري من المشاركين.

إحبائي في الله

أنا عندما ذكرت تحليلا لمواطن الخلاف بين آراء السلفية وآراء الأشاعرة، لم أقل أنني مع هذه الجماعة ضد تلك، ولكني أردت أنني أحترم آراء الجميع الذين يدور كلامهم حول تنزيه الله وعدم تشبيهه بالبشر، مع إقرار صفاته التي أقرها -تعالى- لنفسه.

أما من كان يشبه أو يعطل، فلا حاجة لنا به هنا في الحوار، وقد وضحت بطريقة أو بأخرى أننا لا نريد بيننا المشبهة ولا المعطلة، وأنني عندما طلبت منهم مغادرة الخيمة فلم أجد أحدا تركها، فإن هذا يخبرنا أن جميع المشاركين هنا هم أهل الحق -في هذا الخلاف- ما ابتعدوا عن التشبيه والتعطيل.

وأنا إذ أحترم آراء الأشاعرة المعتدلين الذين يلجؤون إلى التأويل حينما يظهر أن في الأخذ بالظاهر مخالفة لأصول نقلية قطعية -وليتني أستطيع أن أضع خطا تحت "نقلية قطعية"- ودون "إسراف في التأويل"، أقول: فأنا بقدر ما أحترم آراءهم، فإنني أحترم آراء السلفية المعتدلة التي تأخذ الآيات التي فيها الخلاف وتقول نؤمن بها ونقرّها دون أن نسأل عن الكيف، لأن الكيف لا يجوز بحق الله، ويقولون هذا دون تشبيه لله بالمخلوقات.

إخواني وأحبائي في الله

ليس هناك بأس في أن نقول أن الله استوى على العرش استواء يليق بمقامه، لا يشبه البشر، ولا يلزم من استوائه كذا أو كذا. من يقول:"إننا إذا أقررنا الاستواء لله -بالمعنى الظاهر- فإننا نكون قد شبهناه بالبشر؟"، لا، ليس كذلك، لأننا لا نستطيع أن نقيم مقاييس البشر وما تفهمه عقولهم في أمور اختص الله بها نفسه، فهو إن استوى، فإنه استوى استواء هو أعلم بحقيقته، وبلا شك أنه ليس كاستواء البشر.

وفي نفس الوقت، لا بأس أيضا في أن نقول أن معنى استوى أي علا علو مكانة، وليس هذا إنكار للاستواء كما يزعم البعض. ولا سيما وأن اللغة تسمح بهذا، وأنه أسهل على العقل، وأقرب للفهم لمن أراد أن يعمل عقله في المسألة.

إخواني الأعزاء

إن هذين الرأيين ليسا وليدي الليلة -كما قلت من قبل- ولكنهما ربما زرعت بذورهما عندما أمر الرسول -صلي الله عليه وسلم- المسلمين ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة، فعندما أدركهم العصر، منهم من وقف فصلى، ومنهم من أخذ كلام الرسول بظاهره، فلم يصله إلا في بني قريظة، ولا تنسوا أن الرسول أقر الفئتين على فعلتهم.

خلاصة كلامي أن أهل الحق هم المعتدلون من الفئتين، ولست هنا أفضل إحداهما على الآخرى، ولكن أسأل الجميع ألا يكونوا ضيقي الأفق، فيمنعهم تعصبهم لرأيهم من تفهم الآراء الأخرى.

الأمر الآخر هو أن هناك من ينقل مواضيعا من مواقع أخرى على الإنترنت تقرؤها فتحسب أن الأشاعرة معتزلة، وآخر ينقل مواضيع تقرؤها فتحسب أن السلفية مشبهة، ويتركون عامة الناس يقولون: "الحمد لله على نعمة الجهل!"

أناشدكم إخواني أن تنظروا في أثر ما تكتبون على القراء، فلا تنسوا أن معظم القراء -وأنا أولهم- عوام يتأثرون بكل كلمة، وربما لا يكون عندهم من العلم ما يميزون به الخبيث من الطيب، وأنا أعتب على أهل العلم الذين جعلوا أمورا فطرية كالإيمان بالله، تصبح أمورا يشق على عقول الكثيرين إدراكها، حتى أصبح الرجل من عوام السلفية يقول: " إن كان الله يجلس على العرش فأين كان يجلس قبل خلق العرش؟"، وأصبح الرجل من عوام الأشاعرة يقول: "هل الله سميع بصير أم أن هذه الآية تؤول؟"، المثالان -كما ترون- للمبالغة، ولكني سمعت ما هو قريب منها.

فالسؤال إذا: "لماذا يشك العامة في عقيدتهم ولا يدرون ماذا يعتقدون؟"، والجواب هو أننا خلطنا عليهم الأمر، وعكرنا لهم مشاربهم، فلماذا لا يكون دين الله سهلا، مقنعا كما أراد الله له أن يكون؟

أترككم مع هذا التساؤل، وأسأل أن أكون قد خاطبت من أريد مخاطبتهم، والله من وراء القصد.

عمر مطر