عرض مشاركة مفردة
  #23  
قديم 16-08-2006, 10:31 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

النخب الدينية المتطرفة الأكثر خطرا في العالم

هناك أكثر من ثلثي سكان العالم من يدينوا بأديان سماوية ، ولو تناولنا الصهيونية كنخبة متقدمة على الديانة اليهودية ، ولو تناولنا المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية كنخبة متطرفة على النصارى ، لرأينا أن معظم إن لم تكن كل مصائب العالم تأتي بفعل تلك النخب الرجعية المتخلفة ..

إن من أخطر الأمور أن تستلهم الضحايا ، أسلوب جلادها ، وهذا ما رأيناه في استلهام ضحايا النازية ( الهتلرية ) أساليب التصفيات ، وتطبيقها في كل من فلسطين والعراق و جوانتانامو ولبنان وأفغانستان ، وهذا ما صرح به المندوب الأمريكي في مجلس الأمن بالأمس عندما ، قال إن قتل وتصفية أبناء لبنان ليس هو نفسه القتل لأبناء الصهاينة ، فأطفال لبنان هم مشاريع إرهابيين ..

في بلادنا الإسلامية هناك أكثر من مليار مسلم ، يؤدي منهم أكثر من النصف فرائضه الإسلامية بانتظام وانسيابية تامة ، و الكثير من هؤلاء لا يعرف لأي طائفة يتبع إلا بالاسم ، وعند عقد القران ، يكون معظم الحضور لا يدرك معنى (زوجتك ابنتي على سنة الله ورسوله وعلى مذهب أبي حنيفة النعمان ) .. ولا يدري عن تلك الفروق بين الحنفية والشافعية والمالكية و الحنبلية والشيعية ، وإن كان يعلم أنه سني أو شيعي ، فإنه لا يؤدي فرائضه إلا كما يؤديها عموم المسلمين .. ولا يمانع الشيعي من تزويج ابنته من سني و العكس قائم .

وان احتاج المسلم أن يتنور بمزيد من التفاصيل ، فإنه يذهب الى أقرب شيخ أو رجل يشهد له من في الحي أنه ثقة ، ويستفتيه في تفصيل غاب عن ذهن ذلك المسلم ..

لكن قامت منذ عدة عقود ، جماعات ( نخب) ، كان همها التفتيش عن كل ما يعلم (يبنط ويضغط) على الخطوط التي لم تكن ترى في الماضي لتفصل بين تلك الطوائف .. وكانت تتفنن في البحث عن غرائب القصص التي توغر صدور المسلمين ضد إخوانهم ، فتنبه من كان غافلا ومتعايشا بسلام مع مواطنيه ، لتقول له : هذا عدوك .. فانتبه منه !

كما قامت جماعات ترفع شعارا ( الإسلام هو الحل ) .. وكأنها تخاطب أناسا غير مسلمين ، وأنها وحدها التي اختارها الله عن دون عباده لترفع هذا الشعار! وطبعا إن ما يجعل تلك الشعارات ذات قيمة استثنائية ، هو ما يسود من أصناف للحكم تجعل المحتقنين يتبعوا أي شعار ..

لن نحاكم هؤلاء لشعاراتهم ، فعيون المسلمين ترى و تتابع مواقفهم وخلطها بين الجيد والرديء ، وهم بذلك لا يختلفون عن المواطنين الآخرين ، سوى أنهم في إحدى مهامهم الأخرى يثيرون الفتن بحسن نية أو بدون حسن نية ..

ليتق كل منا الله في دينه و تعاليمه ، ويتوقف عن إثارة الفتن ، وإن كانت مبررات أداء هؤلاء ، آتية من ردة فعل ، على فعل رديء يقوم به من في الطائفة الأخرى ( وهي مسببات مفهومة ) .. لكن نردد قوله تعالى : (ولا تزر وازرة وزر اخرى ) ..


لقد لفت انتباهي خطابات بوش التي تؤشر على مسألة الخلاف الطائفي ، وأن السنة قد ابتهجوا لضرب الكيان الصهيوني لحزب الله ( الشيعي ) .. وأن المناشير التي كان يلقيها الكيان الصهيوني ، على لبنان تشير ( أيها الناس حملوا حزب الله الشيعي ما حل بكم ) .. هذا بالإضافة الى اغتباط الفرس ( أعدائنا في الشرق) .. الذين جيروا انتصار المقاومة لصواب وجهة نظرهم والكل يعلم كم أذاقوا أهل العراق إبان الاحتلال ( سنتهم وشيعتهم ) الويلات والقتل ..

فلننتبه و لتكن النخب الدينية رافدا واعيا للتعبئة ، من أجل خلاص الأمة من ويلاتها ..
__________________
ابن حوران