عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 15-06-2006, 09:33 AM
نهر الحكمة نهر الحكمة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 303
إفتراضي الشيخ العبيكان : إتـََقوا الله ولا تتعاطفوا مع الزرقاوي


اتقوا الله ولا تتعاطفوا مع الزرقاوي - عبد المحسن العبيكان


لا شك أن مما يثلج صدر كل مؤمن غيور على دينه ، وحريص على سمعة أمته ، هو أن يسمع بانحسار فكر منحرف منسوب للإسلام ، وهو مشوه له في الحقيقة .

فكر منحرف خارجي استباح دماء المسلمين ، أو المعصومين من غيرهم ، واستمرأ التكفير وأوغل في التدمير والتفجير ، ولطخ صورة الإسلام والمسلمين ، وتسبب في مفاسد كثيرة ، لا يحصرها عد ، ولا يحصيها فرد .

مفاسد كثيرة تسبب بها هذا الفكر الخارجي ، منها حدوث هذه الهجمة الشرسة على المسلمين عموما من جهات كثيرة ؛ هجمات على مناهج التعليم في بلاد المسلمين ، وحصار للقرآن والسنة ، واحتلال لبعض بلدان المسلمين ، وأسر لبعض الأبرياء بمجرد الشبهة ، بسبب هذا الهرج والمرج ، وحدوث الحرب بين تنظيم القاعدة وبعض الدول في العالم .

نعم ، إنَّ مما يثلج الصدر أن هذا الفكر بدأ يضمحل وتتهاوى رموزه ، وتتساقط قياداته ، وان مما نراه ، للأسف الشديد ، هو استمرار بعض المسلمين في التعاطف مع الزرقاوي ، أو مع من سيخلفه .
هذا الزرقاوي الذي تبنى فكر القاعدة المنحرف ، وهو فكر خارجي تكفيري ، لم يجلب للمسلمين إلا كل شر .

لقد تعامى هؤلاء المتعاطفون عن الأعمال الوحشية الإجرامية المخالفة للدين والعقل التي قام بها الزرقاوي وتنظيمه في العراق وخارج العراق أيضا ، وقد بان لكل ذي عينين ، أن أعمال الزرقاوي هذه لم تعد في العراق فقط ، بل امتدت إلى أماكن أخرى ، وطمع هذا الرجل بساحات متعددة ، وقد بيـّن أطماعه تلك بالقول والفعل ، ومنها التفجيرات التي حصلت في الأردن وأزهقت الأنفس المحرمة.

إنَّ الإسلام بريء كل البراءة من هذه الأفكار والأعمال الضالة ..
فالجهاد في سبيل الله له شروطه وضوابطه في نوعيه : قتال الدفع ، وقتال الطلب .

ومن هذه الضوابط وجود الراية الصحيحة ، وتوفر قيادة الإمام المعتبر ، واجتماع كلمة المقاتلين على تلك القيادة .

إنّ استغلال اسم الإسلام ومفهوم الجهاد لإشاعة الفوضى بين المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم وتفريق كلمتهم وتشتيت شملهم وإضعاف موقفهم ، وتسليط الأعداء عليهم ، وتشويه صورة الإسلام بأبشع الطرق ، ومن هذه الطرق ذبح البشر من الوريد إلى الوريد ، وعرض ذلك أمام ملايين المشاهدين في وسائل الإعلام ، مما دفع البعض إلى النفور من الإسلام ، وكره المسلمين ، بسبب فعل شواذ منهم ، لا يحسبون على الإسلام وأهله .

اتقوا الله أيها المسلمون ، واعرفوا حقيقة دينكم الصافية ، وأحكام ملتكم الراشدة ، وسيرة نبيكم ، وسلفكم الصالح ، من أئمة الهدى ، وكونوا خلف العلماء الراسخين والفقهاء المبرزين في التعرف على أحكام دينكم ، بدل أن يكون البعض من المسلمين سائرين خلف أنصاف المتعلمين ، أو المتعالمين...


الشيخ عبد المحسن العبيكان - السعودية

( الشرق الأوسط )


__________________
( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )