عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 12-06-2004, 05:53 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

حرب شيعية – شيعية .....


من هنا جاءت مواجهات كربلاء كحركة انقلابية في أخطر رسالة إيرانية من نوعها لشيعة العراق والعراقيين والأميركيين, فقد كشفت تلك المعارك أولا أن الحرب الشيعية – الشيعية ليست مجرد تهديدات وحرب نفسية, وفي قناعة المراقبين المطلعين أنه مهما كانت نسبة الوعي لدى الشيعة وزعماء الطائفة لتحاشي الاقتتال الأخوي إلا أن هذا الخطر بات أكثر من احتمال قائم وما حصل في كربلاء مؤشر لتحول خطير جداً, وخصوصاً بعد أن كشف مقتدى الصدر عن طموحاته ومشروعه الذي يتناقض كلياً مع حسابات المراجع الدينية والسياسية الشيعية في العراق الذين يبدون مخاوف حقيقية من انفجار الوضع في شكل أكثر دموية بين لحظة وأخرى, نظراً لحجم خلفيات الصراع القائم بوضوح على زعامة الطائفة الشيعية والمرجعية. وقد اتضح ذلك عندما وصل الأمر بأنصار الصدر إلى اعتبار أنصار السيستاني "غير شيعة وغير مسلمين" محللاً دماءهم مما أرغم تيار السيستاني على الخروج عن صمته, فقام أحد مساعدي المرجع محمد خاقاني بالكشف عن "حقيقة" مقتدى الصدر فوصفه بأنه "شخص بلا أية قيمة علمية أو اجتماعية مدفوع من جهات خارجية رسمت له سلفاً خطواته, ويتحلق حوله لصوص وقطاع طرق وبعثيون ورجال استخبارات يلبسون عمائم".

وهذه المخاوف سرعان ما انتقلت إلى الأطراف العراقية الأخرى التي تعيش أصلاً حالة ترقب وخشية من أن يكون السيناريو المقبل خلق حالة فوضى وحروب دموية عراقية-عراقية واللافت أن اعتراف هذه الفئات بأهمية الوعي الشيعي الذي نجح حتى الآن في نزع فتيل الانفجار الداخلي أكثر من مرة يزيد درجة الحذر لدى بعض المراقبين من أن تضطر بعض الفئات الشيعية أو غيرها لإبعاد الحرب الشيعية-الشيعية عبر فتح جبهات من مذاهب أخرى كتفجير صراعات سنية-شيعية أو كردية-عربية.

أما الأميركيون الذين تجاهلوا في البداية ظاهرة مقتدى الصدر وهمشوه لحساب فئات أعلى شأناً وأكثر اعتدالاً فإنّهم اضطروا لإعادة كل حساباتهم بعد التصعيد المفاجىء الذي انتهجه تيار الصدر في "مدينة الصدر" وانتقاله إلى المواجهة المسلحة المحدودة مع قوات الاحتلال ولكن دون أن يدعو علناً إلى المقاومة الشاملة.

وفي معلومات "الوطن العربي" أن احتمال دخول الشيعة على خط المقاومة المسلحة للاحتلال كان يعتبر منذ أشهر السيناريو الأسود والأكثر خطراً الذي يمكن أن يتعرض له الأميركيون. وتضيف هذه المعلومات أن البنتاغون وضع عدة سيناريوهات لمواجهة هذا الاحتمال الأسوأ وهي كلها سيناريوهات تنتهي بحمامات دم ولا يخرج فيها منتصر سواء من العراقيين أو من الأميركيين وحتى في إيران.

وحسب هذه المعلومات فإن واشنطن أدركت منذ "انتفاضة الصدريين" الأخيرة أن الرسالة الإيرانية المصدر والعنوان ليس في مدينة الصدر ولا في النجف, بل في طهران المصممة على استخدام ورقة شيعة العراق للمقايضة دون أن تسألهم رأيهم أو رؤيتهم لمصلحتهم ومستقبلهم.. لكن الأميركيين يراهنون حتى الآن على أن تنتهي مغامرة الصدر الإيرانية بتأليب شيعة العراق عليه بدل تأليبهم على الأميركيين مما يوفر الفرصة المناسبة لتصفية هذا الخطر بحجة حماية الزعامة الشيعية العراقية والمرجعية والطائفة والعراقيين.. قبل حماية الأميركيين