[نوفان العجارمة]

اقول للمدعوه ام اسامة لن نتموت بغيضنا ... ولكن موت بجهلك ..

ــــــــــــــــ
اعتقد ان مهاجمة تنظيم القاعدة بالشتائم والسباب امر لا يجدي، بل يزيد هذا التنظيم قناعة بأطروحاته، والصواب هو محاورة الأسس التي بنوا عليها سلوكهم وممارساتهم.

الاساس الأول: الذي يعلنه تنظيم القاعدة هو «اخراج المشركين من جزيرة العرب» وهو جزء من حديث نبوي في صحيح البخاري رقم (3168) وهو في صحيح مسلم وسنن الدارمي، فلا مجال للتشكيك في النص، ولكن ما يهمنا ما المقصود به؟ وما هي اقوال الفقهاء فيه: يقول ابن حجر (الذي يمنع المشركون من سكناه الحجاز خاصة وهو مكة والمدينة..) وفي المذهب الحنفي: يجوز دخولهم الى الجزيرة كلها الا المسجد الحرام، ويقول الامام مالك (يجوز دخولهم الحرم للتجارة) ويقول الشافعي (لا يدخلون الحرم اصلا الا باذن الامام لمصلحة المسلمين خاصة) وحتى الذين تشددوا من العلماء مثل الطبري استثنى فقال: ...اذا لم يكن للمسلمين ضرورة اليهم..) وذكر ابن القيم في احكام اهل الذمة (1/175) (..سئل ابو عبدالله عن قول النبي صلى الله عليه وسلم.. قال: الذين قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم ذمة..) ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اقام صلحا مع اليهود ولم يخرجهم الا بعد نقضهم الصلح.. وقد مات عليه السلام ودرعه مرهونة عند يهودي، ومعلوم انه لم يقع اجلاء من اليمن، ولعل ما يحسم المسألة هو قول ابي حنيفة: (المنع للمشركين وليس لاهل الكتاب). وقد كان عليه السلام يستقبل المشركين واهل الكتاب في المسجد لان المصلحة متحققة من ذلك وبالتالي فان الامر يرجع للحاكم المسلم الذي يقدر الامر وفقا لمصلحة المسلمين. وعليه فان ما يردده تنظيم القاعدة هو اخذ برأي واسقاط لآراء اغلب العلماء، فهو انتقاء لا يراعي وجود المسلمين في بلاد العالم، وكأنه يقول لتلك الدول: اخرجوا المسلمين من دياركم وفي هذا الحاق للضرر بالمسلمين بصورة واضحة.

الاساس الثاني: ان العلم الشرعي له اهله ومختصوه، ورموز القاعدة لا علاقة لهم بالعلم الشرعي، فابن لادن تاجر ومقاول، وايمن الظواهري طبيب، والزرقاوي لم يحصل على الثانوية العامة. وقد يقول هؤلاء ان العلم الشرعي مفتوح للجميع ونقول لهم هذا صحيح من حيث (اخذ) العلم وليس من حيث (تصويره) فالتعليم يحتاج الى اجازة، والفتوى تحتاج الى (المفتي) ولعل بعض وسائل الاعلام تشير الى الدكتور عبدالله عزام، و هذا الرجل لم يكن يفتي بما سار فيه هؤلاء. كان ينادي بجهاد السوفيت والجهاد في فلسطين، ولكنه لم يذكر في يوم من الايام تفجير الفنادق واغتيال الزعماء وتكفير الناس، كانت عنده- رحمه الله - الغيرة ولكنه يتحلى بحب الناس وحب الدعوة ولم يكن عاشقا لقتل الناس، ولم نسمع عنه يوما تكفير الناس وبالتالي فان كافة فتاوى القاعدة هي فتاوى ساقطة لأنها تصدر عن غير المختصين.

الاساس الثالث: يدعي تنظيم القاعدة انه يحمل لواء الجهاد، ولكنهم ينسون ان الجهاد يكون باعلان الخليفة المسلم له اي الحاكم او ولي الامر بلغة اليوم، فالجهاد من التكاليف الشرعية الجماعية الهامة التي يعلنها الحاكم، وليس للافراد ولا المنظمات ان تعلن ذلك الا في حالة واحدة هي حالة مداهمة الاعداء لبلاد المسلمين وصيرورة المسلمين بلا حاكم ولا قائد وهو ما تحدثت عنه كتب الفقه (( .. يخرج الشاب بغير اذن ابيه والمرأة بغير اذن زوجها، وهذا ينطبق على فلسطين والعراق وكل بلد احتله الاعداء وهو ما توافق عليه شريعة الامم المتحدة وترضى به كل الامم ان الجهاد صار مطية لكل جاهل حتى ظن بعضهم ان قتله لسائح هو جهاد في سبيل الله!!

الاساس الرابع: عند القاعدة هو الفكر التكفيري، وليت الامر وقف عند الحد النظري، بل اتبعوا هذا باستحلال الدم!! يبدو ان رموز القاعدة ومن لحق بهم ينسى ان من كفر مسلما فقد كفر، وان عقيدة اهل السنة تؤكد انه لا يجوز تكفير احد من اهل القبلة، اما غير المسلم فعلاقتنا بهم تكون في ظل قوله تعالى لا إكراه في الدين وجادلهم بالتي هي احسن اما من قاتلنا فاننا نقاتله بشرط ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين .

ان قاعدة الاسلام (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) ، وان سلسلة الافكار التي يتبناها تنظيم القاعدة تحتاج من الاعلام مواجهة حوارية معهم حتى لو اقتضى الامر اخراج من كان منهم في السجن لساعات ليتم حواره مع المختصين على شاشات التلفاز ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة.

وأخيرا، علينا أن نبحث عما يسد الثغرات بحيث ينقطع الإمداد الفكري لهم بإزهاق أفكارهم التي هي حرب على الإسلام قبل غيره.

والله من وراء القصد ...