عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 03-12-2006, 06:30 AM
نواس2006 نواس2006 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 123
إفتراضي الجبهة الإعلامية تقدم :: الرجال ..و غيرهم !!




الرجال ..و غيرهم !!



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده,



أما بعد,



لقد خرج علينا احد ساسة الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا بنكتة ظريفة تعكس نظرة القيادات الأمريكية للحرب ضد الإرهاب, كما تعكس كذلك نظرة الشعب الأمريكي للحرب نفسها, وللذين هم بصدد خوضها من جنود وساسة.



حيثّيات هذا الحدث كالتالى:

اليوم: الثلاثاء الثامن من ذي القعدة الموافق 28 نوفمبر 2006,
الشخصية السياسية: جون كيري, المنافس السابق لجورج بوش الإبن.
المناسبة: حملة دعائية تحضيرية للإنتخابات يتم فيها عرض الحلول والرؤى المقترحة للخروج من مأزق تدني المستوى العلمي للأمريكيين.
النكتة:
"... يجب على أبنائنا ان يفهموا جيدا انه عليهم الكد والجد لكي يصبحوا نجباء, أذكياء !! ودعوني أقول لكم متفكّها أن الذي لن يفعل هذا فلن يكون أبدا ذكيا, وبالتالي فسنجد أنفسنا مجبرين للإلقاء به في خندق العراق !!"


طبعا إخوتي قمت بترجمة الكلمات لما يفيده المعنى بلغتنا العربية, وأظنكم فهمتم انّ مصطلح خندق العراق هو مرادف ما استعمله جون كيري لينقل إليهم خطورة مأزق الامريكيين في العراق.


من المعلوم أن النكتة والدعابة دائما تعكس النظرة الشاملة المجملة التي ينظر من خلالها شريحة من الشعب إلى سياسة دولته, فمثلا, نجد ان الكثير من الرؤساء إما يبثون النكت ضد الحكومة ليعرفوا ردة فعل شعوبهم , أو العكس, يتجسسون على نكت شعوبهم لمعرفة نظرة رعيتهم لهم.


لكن الامر هنا جاء مباشرة وعلنا من السياسيّ نفسه !!


في فترة حسّاسة يجد فيها جورج بوش نفسه , هو وحزبه, في مأزق حقيقي بعد خسارة حزبهم الإنتخابات ,خسارة فقدو ابها الكثير من المقاعد في السلطة التنفيذية والتشريعية !!


فترة صعبة حقّا , راينا فيها قناة السي أن أن المأجورة تروج فيها أخبار إنكسار الجندي الأمريكي في العراق..بعد ان كانت هذه الصورة محظورة !!
بدأ فيها المتفرج الأمريكي يسمع عن تفلت الرباط للسلطة العراقية المدعمة من امريكا, بدأ يسمع عن حرب أهلية تسبب فيها جندي بلده !! وهنا نلفت إنتباه القارئ المسلم ان مصطلح الحرب الأهلية في الغرب مكروه جدا وهو بمثابة الدمار وهو رديف الفشل, وبالتالي فالنظرة تكون جدّ سلبية للمتسبب فيها, وهذا ما أصبح يحسه الآن الشارع الامريكي...!


نفس القناة اصبحت الآن تتكلم عن الإرهاب الشيعي وتذمّه, وتصور للأمريكي بشاعة المجازر الصفوية ضد السنة !!


خلاصة الأمر.. رأينا بكل وضوح نتيجة الإنتخابات على الساحة الإعلامية والإنقلاب الجذري لسياغة النبأ... أضحى الآن من اللامستهلك لدى الشارع الامريكي قبول الحرب على كونها نجاح, وإنتصار ضد وحش الإرهاب!!


صحيح ان الكثير من الناشطين الإجتماعيين في الولايات المتحدة ما فتئوا ينشرون رؤاهم وأفكارهم وصرخاتهم ضد هذه الحرب, خذ على سبيل المثال حركة امّهات المحاربين, وحركة محاربين قدامى ( أغلبهم ممن شاركوا في الفياتنام), لكن لم يكن تاثيرهم بذلك القوي والمسموع , وحتى لو ما أضجوا بمظاهراتهم, سرعان ما يتم إستغلال أصواتهم من طرف السي أن أن, للترويج للحرب وذلك بذم قاتلي أبناء هاته الأمهات وشحن الهمم للثأر مجددا.
لكن الآن, إنقلب السحر على الساحر, بل قل, بطل السحر..
فها هي الآن حملة إعلامية مضادة تأتي لنشر فكرة فشل الحرب , وتسريعها بمرونة وسلاسة تسمح للولايات المتحدة من حفظ ماء الوجه. ولقد راينا تداعيات هذه الحملة على خطاب, جورج بوش الإبن في سقرته الأخيرة للفياتنام, حينما صرّح أن "...الحرب لم تنتهي بعد, ونحن لم نحقق النصر,فامرا الخروج من العراق.. يجب ان ننظر فيه برويّة" تصريح جاء بنبرة مرتعشة وبلسان المذنب الذي يتخفى بتقاسيم وجهه الظاهر عليها آمارات الذنب والإعياء...
كأن احدهم يأكد عليه الخروج من العراق والإعتراف بالهزيمة!!
نعم اخي المسلم, هذا ما يحدث في الكواليس الآن !!
يخرج علنا ايضا بيل كلينتون, ويسأله الشارع الامريكي : " هل يعيش العراق حقّا حرب أهلية ؟ هل تفرّط الامن ونحن حرّاسه ؟ " سؤال ياتي أيضا مرادفا لهذا السؤال :" هل تسببنا حقّا في مأساة لهذا الشعب الآمن ؟ هل كنّا نعيش في أكذوبة سوّغها لنا بوش وحزبه ؟ نحن اردنا ان نسوق لهم حلم الديمقراطية, فهل كان ذلك كلّه كذبا ؟ ؟
كانت إجابة بيل كلينتون:" إن إتفقنا على كون تعريف الحرب الأهلية هو إتخاذ أكثر من طائفة في بلد واحد طريقة إستعمال السلاح للتحصل على ما يريدونه! فنحن نعيش اليوم حربا اهلية في العراق وإن لم يكن كذلك فلا ادري ما هي الحرب الأهلية إذن ؟"
ضربة مؤلمة أخرى لبوش وحزبه!
قد يتعجب القارئ الكريم على كون الشعب الامريكي لا يزال يتسائل عن نجاعة الحرب في العراق وافغانستان, وثقته العمياء في أحمق متعجرف مثل بوش, لكن حماقة الشريحة الأكبر من هذا الشعب وتسلط الإعلام عليهم هو التفسير لهذه المعادلة, ولفهم ذلك لنرجع إلى النكتة التي سردناها آنفا.


قال جون كيري :"..وإن لم تكونوا كذلك ( أي أذكياء) قذفنا بكم في خندق العراق!"
ضحك الجمهور, بتهجن...ثم سكتوا فجأة , ورجعوا إلى ديارهم يتسائلون... وينتظرون التفسير لهذه النكتة, الثقيلة في حد ذاتها, لانها تمس بارواح قتلاهم في الحرب, ولكن في نفس الوقت عكست لهم الحقيقة المرّة التي لا يريدون مجابهتها: فشلهم في هذه الحرب بعد كل هذا النزيف المادي والبشري والمعنوي وتردي سمعتهم في العالم أجمع!!
بدأوا في النظر للردّة فعل السّساة الآخرين... ولم يكن ليغن عنهم ذلك شيئا,و فالجواب كان غير شاف , فهاهي هيلاري كلينتون( زوجة بيل كلينتون) ترد عليه بان".. المحاربين ليسوا أغبياء!!! بل هم شجعان !!"
فقط .. إنتهى..هذا هو الجواب ؟
جورج بوش: " ليس من حقّه ابدا أن يتكلم على محاربينا الذين قدّموا ولا يزالون, من التظحيات ما يشرف الامريكيين "
فقط.. إنتهى.. هذا هو الجواب ؟ أين الجواب على كونهم أغبياء أم لا !! اين التوضيح على كون العراق أصبح مستنقع الأمريكان !!
لا يوجد..
هذا إذا تأكيد لما قاله جون كيري.. وهذا ما يرى فعلا الآن على قناة السي أن أن, والتي لا ننصح المسلمين عامة بمتابعة اخبارها فما هي إلا تسويق لكذب الإدارة الأمريكية, إلا إن كان هناك من يريد تتبع أباطيلهم والتشهير بها.
اخي المسلم,
هنا الفت إنتباهك لما ذكره شيخنا الفاضل حسين بن محمود في مقالته " أخبار الحمقي والمغفلين", لقد تحدث زاده الله علما وعملا, عن حمق الشعب الامريكي, ونحن من خلال نكتة جون كيري نتنبه لهذا الامر بل ولأخطر من هذا:





1- من كون ضحكهم اللاشعوري يبرهن لنا لا مبالات الشارع بمقاتليهم في الخارج, وهذا آكد فلقد كان ذلك شانهم بمحاربيهم في الفياتنام, رحّبوا بهم في اليوم الاول لقدومهم, ثمّ القوا بهم في غيابات النسيان وكأنهم لم يكونوا !! كذلك هو شأن عبد الدرهم والدينار, لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا, ما يهمّ هو تلبيت متطلبات غريزته الحيوانية, " إن هم كالأنعام بل هم أضل ", والزائر لامريكا يرى الانانيّة هي المعيار الوحيد في التعامل بين الأفراد.
2- تجرأ السّاسة على البوح بنفوذهم وتجبّرهم على شعبهم علنا, وهو ما يعكسه قول المتفكّه :" سنجد انفسنا مجبرين على الإلقاء بك في العراق" بلغة اخرى نحن من يقرر مصيرك بناء على ما نراه منك !! وهذا ما يعكس حقيقة سياسة الولايات المتحدة الامريكية, وما زعموه ديمقراطية, وهذا الامر عندنا آكد , إذ حينما طلب من بوش الإبن التعليق عن التظاهرات العالمية المنددة لحرب العراق قبل نشوبها, سخر من السؤال وأجاب " هذه هي الديمقراطية: أن يقول الشعب ما يريد وأن نفعل نحن ما نريد ".. وهذا ما يفسر لنا إنقباض الجمهور بعد سماعهم لدعابة كيري وخاصة من تهكّمه الصريح وتبيين ان السّاسة الامريكيين يلقون بالضعفاء إلى أي جهة يريدونها هم.
3- بعد تداعيات هذه الدعابة على الشارع الأمريكي, يخرج كيري للإعتذار عن ما سببته دعابته من مسّ لكرامة الجندي الأمريكي, لكن يأكّد هذ االاخير على حقيقة ما قصده من هذه الدعابة ألا وهو خسارة الحرب يرشد أنظار الشعب الأمريكي علىأن الحلهو طوي صفحة الحرب والمضي قدما للتقدم الإجتماعي في الوطن ودراسة التندي الملحوظ في المستوى العلمي لابناء الولايا المتحدة. أصرّ هذا الأخير على الفشل الذريع للحرب والواجب الآن طيّ الصفحة والمضي قدما نحو المستقبل. هذا في نظره أسلم وأسرع طريقة للخروج من مستنقع العراق, بمواجهة الامريكيين للحقيقة المرّة مباشرة, والتوجّه بانظارهم لما هو أهمّ وآكد: تردّي المستوى التربوي للأمريكيين. وهذا يعكس لنا أيظا الهمّ الشاغل لساسة الولايات المتحدة الامريكية الآن, البحث عن حلّ سريع للخروج من العراق بحفظ أكبر قدر ممكن من ماء الوجه. حيث يسعى آخرون بالتشاور مع سورية وإيران, بينما يبحث آخرون سرّا عن قنوات تمكنهم من التحاور سرّا مع المجاهدين السنّة لتنظيم خورج الأمريكان من العراق.. والكل يبحث عن مخرج لبدله مما سببه لهم الأخرق المطاع من خسارة ماديّة ومعنوية للولايات المتحدة الامريكية.
أخطأ جون كيري أم لم يخطأ في رؤيته لحل المأزق , لسي هذا شأننا, فنحن كمسلمين لا يهمّنا إلا الدسم والمفيد في الحدث, وهذا تفسير قوله تعالى في سورة الكهف : "ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرى " أي سأتلول عليكم من أحواله ما يتذكر فيه ويكون عبرة.


وهو ما قصدناه اخيّ في هذا المقال: ان تعي حماك الله أنّ العاقبة للمتقين وان مولانا الله ولا مولى لهم, ان تفهم ان خطابه سبحانه حق, وأنّه العدل, أريدك ان تفقه هذا الإسم العدل, لا اريدك ان تكرر ما حفظته في الطحاوية و ما شرح في العقيدة الواسطية... لا نعطل ولا نشبه و لا لا.... أريدك ان تترجم هذه الاصول, فما هي إلا أصول للعقيدة, والمطلوب منك ان تعتقد, وكونك تعتقد هو في حد ذاته عمل..فلمّا نقول انه سبحانه عدل, أي كونه عادل في حكمه وقضائه وفي تسييره للأمور, فهاهو سبحانه يخاطبنا في سورة البقرة:" أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم نبأ الذين خلوا من قبلكم.." إذن سيمر علينا ما مرّ على من قبلنا !!

آخذ بيدك عزيزي القارئ لآيت أخرى يذكر لنا الله فيها حال سيد قوم ,عدو الله :" قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" ثم أنظر حفظك الله إلى عاقبة جرم هؤلاء المستظعفين المطيعين عن عمد لكبيرهم :"وإذ يتحاجّون في النار.." دخلوا النّار يا رعاك الله, هم ومن أطاعوهم, بعد ان بيّن الله لهم زيف وضعف كبرائهم ومن كونهم يقودونهم للهلاك, وهذا ما نقلناه لكم من وراء تخبّط ساساة الولايات المتحدة اليوم وحربها وأتباعها ضد الإسلام. ولا نشكّ , بل ونجزم أنّه من اتبع عصبة أمريكا ومن والاها سيكون حتما مصيره كمصير الأمم السالفة.


أمّا المؤمنين... فشانهم شأن آخر!!فما اسم المؤمن من آل فرعون الذي كان يبيّن لقومه ويكشف لهم زيف فرعون؟


زيد..؟ عمر.. ؟ لا ..لا..إسمه رجل.. يكفيك علما أن سمّاه الله رجلا..نعم رجلا..


فلو عزيزي إستقرأت القرآن كله لرأيت أن الحق تبارك وتعالى, كان عدلا حتى في تسمية الناس, هذا مؤمن وهذا كافر, هؤلاء أناس وهذا رجل, فخص سبحانه بإسم الرجل من كان له دور فعّال في مجتمعه وخاصّة أولائك الذين يصدعون بالحق في زمن الفتن, كذلك كانت قصة الرجل الذي آمن من آل فرعون, كذلك كانت قصة الرجلين الذين قالا لبني إسرائيل أدخلوا عليهم الباب..كذلك الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى ..كلّهمرجال لم تاخذهم في الله لومة لائم.
فاعلم اخي إذن أن ربك "عدل ", وأنه بعدما نص تمحيصه لاهل الإيمان سياجزيهم على حسن صنيعهم, بل ووعد بذلك وهو ما جاء في خاتمة قصة فرعون وآله مع موسى واللذين آمنوا معه :" إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"