[نهر الحكمة]

النفيسي وشيعة العراق .. خرف وافلاس فكري

أسعد راشـد

يسمونه "المفكر" ويطلق عليه العروبيون بـ"المناضل السياسي" ويصفه المتطرفون بـ"السلفي المتجدد" وأخيرا عرف في الاوساط السياسية بـ"المتقلب" وراكب الموجة فيما يصفه الشارع و جمهور الانترنيت بـ "الطائفي النتن "! .


ليس غريبا على شخص مثل النفيسي ان يتحول من كاتب وباحث سياسي الى منقلب الاطوار و اخيرا داعية سلفي بنفس طائفي وفكر ارهابي يحور ويجول في فضاء خياله البائس ليرتكز على عكازة الطائفية ويبث من خلالها ما تراكم من افكار واوهام يعبث بها عقول المغفلين ويداعب نفوسهم ويغرر بعض ممن استهوتهم بالونات فكرية ظلامية انطلقت من كهوف قندهار وجبال ترابورا التي تخرج منها ابن بلده الكويتي والناطق الخائب باسم ذلك الفار الجبان ابن لادن اي "سليمان ابن غيث" ومن مدارس متخلفة لاتباع ابن تيمية في الدولة الوهابية الديناصورية التي تصارع ايامها الاخيرة بعد ان ادبرت الدنيا لها!


النفيسي يوجه دعوة علنية وصريحة للسعوديـة للتدخل في الشأن العراقي ويطالب الاتراك بالتحرك لنجدة سنة العراق لانهم في نظره يواجهون فقدان "المكانة" في العراق الجديد الذي يقوده الشيعة الذين حملتهم صناديق الاقتراع الى قمة السلطة.


لاول مرة وبمثل هذه الوقاحة والجرأة اللأدبية يقوم "مفكر" ومواطن اجنبي عربي من اصل كويتي باالتحريض على الكراهية ويدعوا الاجانب باالتدخل في الشؤون الداخلية لبلد مستقل و تتبرع قناة عربية مدعومة حكوميا وباموال امراء قطر بنشر تلك الدعوة .


النفيسي ليس عراقيا وليس له اي علاقة بالعراق ودعوته للسعودية والاتراك بااتدخل في الشأن العراقي تعتبر سابقة خطيرة لم يفعلها حتى الذين يتهمونهم العربان بانهم يتدخلون في الامر العراقي اي الايرانيون فهو يوجه خطابا يتضمن تحريضا على الفتنة الطائفية واسهاما في تخريب الوضع العراقي بدلا من اصلاحه كما ان خطابه يحمل دعوة لدول اقليمية للمساهمة في اشعال نار الفتن والوقوف مع طرف ضد طرف اخر وهو امر مرفوض دوليا ويحاسب عليه قضائيا .


وقد وصف العديد من المتابعين لسير التحول الفكري والنفسي في النفيسي بانه انسان فاشل يتجه نحو الافلاس فقد فقد توازنه وهو يدعوا لاعادة التوازن الى العراق وفاقد الشيئ كما يقال "لايعطيه"!

فهل لرجل يقفد توازنه العقلي ويهستر في خطابه الطائفي والسياسي ان يكون قادرا على خلق توازن وهمي كان قائما في يوم ما ظلما في العراق واليوم يخرج من طوره وينقلب على قناعاته من دون اقتناع بل بدوافع قد تكون طائفية وقد تكون معطيات لمرحلة "خرف"! وتداعياتها التي اوصلت شخص باحث مثله ويدعى "مفكر" الى حالة من الهستيريا الطائفية وتدحرج في الافكار !

كيف يطالب شخص مثله دول غير ديمقراطية كالسعودية التي لم تجري فيها طوال قرون وليومنا هذا انتخابات نيابية وحرة وفاقدة لابسط الاليات الديمقراطية للتدخل في بلد مثل العراق لاسقاط خيار شعبه الديمقراطي بحجة اعادة التوازن ؟

اعتقادي ان هذا الرجل الذي يطل علينا من خلال الفضائيات بفلسفاته وتفلسفاته اما منافق واما جاهل واما مثله" كمثل الحمار يحمل اسفارا" ! الا انه لا يملك بوصلة في حياته توجه سفينة افكاره فضٌل يمينا ويسارا ! فهو في الوقت الذي يطالب باالسيادة للشعوب ولبلدان المنطقة في نفس الوقت يرفض ان تكون مثل هذه السيادة للاغلبية في العراق التي اختارت نظامه الديقراطي من خلال الانتخابات الحرة ومن خلال المشاركة الشعبية الواسعة في العملية السياسية يرفض النفيسي هذه السيادة لشعب العراق الذي اختار سيادة القانون والديمقراطية وصناديق الاقتراع على سيادة العنف والمقاومة اللقيطة والاحتكار التاريخي الظالم للحكم !


النفيسي لا يريد شرعية صناديق الانتخابات والتداول السلمي للسلطة والاستحقاقات النيابية تحكم العراق بل يريد شرعية "المقاومة" والمفخخات وخرافة "التوازن" الطائفي والمذهبي وهذا باالضبط ما يهدف اليه من خلال دعوته للسعودية والاتراك للتدخل في فرض ذلك التوازن القائم على القوة والاستبداد وشرعية الغاب .


دعوة النفيسي يجب ان تقابل بدعوة مماثلة من شرفاء العراق وابناءه لمقاضاته واستدعاءه قضائيا وعبر الانتربول الدولي كداعية للتخريب والفتنة ومحرض على العنف و داعية لتحويل العراق الى ساحة تصفية حسابات اقليمية وطائفية .