عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 08-11-2004, 03:23 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

إخوة الإيمان! كل هذه الخيرات تؤكد ضرورة استمرار العمل الخيري وشعبيته، وتعدد مؤسسات المجتمع المدني،واستقلاليتها، وأنها تعد من خطوط الدفاع الأولى للدول والأمم، بل وتعتبر من أهم مقومات الإصلاح الجاد والمثمر، فالعمل الشعبي الخيري في الدول المتقدمة هو: القطاع الثالث من قطاعات التنمية، بعد القطاع العام والخاص، خاصة مع تسارع المتغيرات والمستجدات وظروف العالم اليوم، والتي تستدعي وبسرعة افتتاح آلاف الجمعيات والمؤسسات الطوعية، وبمختلف النواحي والتخصصات..لا إلغاءها أو تحجيم دورها .وأختم بنداءات وكلمات، أبدؤها بقيادتنا وولاة أمرنا الذين يَشهد لهم العالم بأسره بحبهم للخير، ونصرتهم للمنكوبين،حتى أصبحوا روادًا فيه، بل يجري في عروقهم ودمائهم، وربي يعلم أني لا أقوله مجاملةً، بل اعترافًا لأهل الفضل بالفضل، ونحن على يقين أنهم بحنكتهم وحكمتهم سيحرسون العمل الخيري ومؤسساته مهما كانت التحديات، وسيرجعون البسمة لعامة الناس وخاصتهم والذين أصابهم اليأس والإحباط بكثرة القيل والقال حول مصير مؤسسات العمل الخيري، وسيردون – كعادتهم وبمشيئة الله - المكر لأهله، نسأل الله أن يرزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأن يقيهم بطانة السوء وشر المنافقين والكافرين . أيها القائمون على المؤسسات الخيرية! اتقوا الله، إنما هي أوقاف وأمانات وهي عظيمة وثقيلة وستسألون عنها، فاصبروا وصابروا، وجاهدوا ولا تيأسوا، فحسبكم أن الله شرفكم في هذا العمل وخصكم، وهي حقوق للمسلمين ائتمنوكم عليها،ووثقوا بكم، ولن تُعذروا أمامهم ولا أمام الله، فإياكم والتفريط فيها، مهما أصابكم .
أيها المحامون..يارجال القانون..!هذا يوم جهادكم ، فهيا لإبطال الدعاوى، وكشف الشبهات ، ونصرة المظلوم .يا كل مسلم قادر، ويا كل مسئول وعالم! هيا ضعوا أيديكم بأيدي ولاة أمركم، وكونوا بطانة ناصحة لهم، وقفوا معهم مناصحة ومشافهة ومكاتبة؛ فإن هذا حقهم المشروع بالكتاب والسنة، وهو نصرة لدينكم ووطنكم، وحفظ لأنفسكم، فنحن لا نخاف على الفقير واليتيم والمحتاج فلهم رب رحيم كريم، وللعمل الخيري رب يحميه، لكن نخاف على أنفسنا، نخاف على وطننا، نخاف على أمننا وخيراتنا؛ لأننا نعلم يقينًا أن ما نحن فيه من رغد ونعمة، هو بسبب تلك اليد الرحيمة المعطاء التي تُطعم المسكين، وتمسح على رأس اليتم، ولعل دعواتهم قد دفعت عن أهل هذا البلد من الشرور الكثير، ولا ندري والله إن حُجمت أو توقفت، أي شيء يبقى لنا عند ربنا؟! نسأله أن يرحمنا ولا يؤاخذنا بضعفنا وفتورنا، ولا بما يفعله السفهاء منا.وأنتم يا رجال الأعمال والمال! احذروا فإن المال مجبنة مبخلة، وهو مال الله عارية عندكم، وستسألون عن القرش والريال، فإياكم أن تبخلوا أو تجبنوا أو أن تتخلوا عن إخوانكم في الخارج ليصبحوا فريسة سهلة للتنصير والبدع والخرافات، اسمعوها جيدًا وعوها: إن هذا امتحان من الله لكم، إنما تُنصرون بضعفائكم، وتذكروا دائمًا أن الحافظ لكم ولأموالكم هو ربكم، فهو الذي بيده مفاتيح الرزق، وهو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، وهو القادر أن يذهب خيركم ، ويمحق تجارتكم، فثقوا به وأحسنوا الظن يزدكم ويبارك لكم. ولعلي أستثيركم والخير في نفوسكم، بهذا الرقم، فالمؤسسات الوقفية المانحة بأمريكا تتجاوز اثنين وثلاثين ألف مؤسسة وقفية، كان آخرها تقريبًا مؤسسة (بل غيتس) الخيرية، والتي تساوي أوقافها فقط، مجموع أوقاف دول العالم العربي كلها، فوآخر النداءات: رجاء ملؤه الحب والتقدير للمتحمسين بتركيز العمل الخيري على الداخل وأنا منهم بأن نكون على مستوى الحدث، وعمق الفهم وبعد النظر، وأن نتنبه للمراد، وأن العمل الخيري في الخارج والداخل كلاهما واجب شرعي، وأنه في كلٍ خير، ولكلٍ فرسانه، وأن هذا يكمل هذا، وأن العمل الخيري الإسلامي كله مستهدف ولن يتوقف الكيد له، بل إنها خطوة يتبعها خطوات، وهانحن نسمع ونقرأ في هذه الأيام الهجوم الصريح والاستعداء الكبار من المتغربين حتى على المناشط والمحاضن الخيرية وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْالداخلية، إِنِ اسْتَطَاعُواْ
أيها المسلمون! أبشروا فيبدو أن من يكيد للعمل الخيري لا يفهم حقيقة الإسلام ولا يعرف أن له طعمًا هو الذي يدفع المسلم من داخله بغرسه وعطائه، نسي هؤلاء أن المسلم يقرأ كل يوم: { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * أَرَأَيْتَ الَّذِي، وأنه يرتل ترتيلا: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ }. يبدو أنهم نسوا أن العمل الخيري كان ولم تكن مؤسسة ولا جمعية، غفلوا أن المسلم الفرد هو مؤسسة متنقلة بكل مكان يحمل الهم، ويغرس الأمل، ويمد يده لكل محتاج، غاب عنهم أن مكرهم بجمعيات ومؤسسات العمل الخيري في الخارج سيجعل كل مسلم على وجه الأرض مؤسسة وحده، فهو سيشعر بالتحدي والذاتية، وستنطلق ملايين المؤسسات الفردية، للعمل الدؤوب في كل مكان في العالم مهما كانت العقبات والتضحيات، وحينها سيندم هؤلاء ويتمنون أن لم يحركوا ساكنًا. إخوة الإيمان! ما على المسلم إلا فعل الأسباب،وبذل المستطاع، وبحكمة وهدوء، وإلا فإن العمل الخيري بحر زاخر، إن أُغلق طريقه شق له ألف طريق، "والمسلم صاحب عقيدة، يؤمن بأن كلمة الله هي العليا، وأن الحق يعلو، وأن الخير سينتصر في النهاية، وأن العزة لله ورسوله وللمؤمنين، وأن أعداء الله { كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كلِّه وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ولكنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }، ويبقى أن يتذكر المسلم في كل محنة أن الهزيمة إنما هي هزيمة الروح، وأن هذه بيده لا بيد عدوه" [من مقدمة الشيخ صالح الحصين لكتاب القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب (ص9) بتصرف يسير].وأوصي في النهاية من أراد مزيدًا من الأخبار والأرقام والمفاجآت بقراءة كتاب مهم ورائع وجميل، اسمه: ( القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب)، ألفه وبذل فيه جهدًا كبيرًا أحد أبناء هذه البلاد المباركة د. محمد بن عبد الله السلومي، جزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء، نسأل الله أن يثبتنا على الدين، وأن يُصلح أحوال المسلمين، وأن يكفينا شر المبطلين والمنافقين أوقافها بنحو: أربع وعشرين مليار دولار. إن في هذا لذكرى لمن كان له قلب
__________________
معين بن محمد