صور من الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد في عهد العزة والكرامة
2004
جبل سيدي عبد القادر
لنا في كل مكرمة مجـال *** ومن فوق السماك لنا رجـال
سلوا تخبركم عنا فرنسـا *** وتصدق ان حكت منها المقال
فكم لي فيهم من يوم حرب*** به افتخر الزمان و لا يـزال
إجتمع اهل الحل و العقد و بايعوا عبد القادر بن محي الدين أميرا للجهاد و أعلنوا جميعا بطاعته و نصرته و الرياعة له بحيث أنهم يحمونه بما يحمون به أنفسهم و أموالهم، و أن ينصــروه نصرا مؤزرا و إتفق علماء الاقليم على بيعته و طاعته و لم يخالف منهم احد ... و بعد أن تم أمر البيعة و ما وقع عليه الاتفاق و أن يلحوا عليهم في الحضور لأداء بيعتهم كما أداها غيرهم فكتبوا مانصه:
"الحمد لله، و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم أما بعد، إعلموا معاشر العرب والبربر أن الامارة الاسلامية و القيام بشعائر الملة، المحمدية قد آل أمرها الان الى ناصر الدين، السيد عبد القادر إبن محي الدين و جرت مبايعتهم على ذلك، من العلماء و الاشراف والاعيان في معسكر، و صار أميرا لنا و متكفلا بإقامة الحدود الشرعية. وهو لا يقتفي آثار غيره، لا يحذوا حذوهم، و لا يخصص لذاته مصاريف زائدة من الحاجة،كما الغير يفعله، و لا يكلف الراعية شيئا لم تأمر به الشريعة المطهرة و لا يصرف شيئا إلا بوجه الحق، و قد نشر راية الجهاد و شمر على ساعد الجد لنفع العباد و عمران البلاد. فمن سمع النداء فعليه بالسعي لتقديم الطاعة و أداء البيعة لإمام منكم، فاعلموا ذلك، و بادروا بإمتثاله، و لا تشقوا العصا و يذهب بكم الخلاف الى ما لا خير لكم فيه دينا و أخرى".
حرر في معسكر عن مجلس العلماء في الثالث من رجب، سنة ثمانية و أربعين و مائتين و ألف.