عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 11-09-2004, 12:38 PM
tijani tijani غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: Netherlands/Marocco
المشاركات: 32
إفتراضي من يحكم من في العالم الإسلامي تتمة

من يحكم من في العالم الإسلامي؛ هل الحكام ملوكا ورؤساء أم العلماء أم الشعوب أم الاستخبارات الغربية أم الأمريكان أم من..؟

جملة القول، إن هذه الكلمات الصاعدة من قلب جريح لتميط اللثام عن جانب من الحقيقة المؤلمة التي تصدم كل فكر شريف، يدرك قيمة ووزن هذه الأمانة التي حملها لنا ربنا الكريم، لما أبت الكائنات الأخرى حملها. تلك الحقيقة التي يعلمها الكل، لكن فتنة الدنيا وزخرف الحياة يمغنط أفكارنا وأهواءنا ومشاعرنا فننسى (فلما نسوا ما ذكروا به) الأنعام (الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون) الأعراف 51 . لكن والحمد لله ما دام فينا من يظل يذكرنا (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) الذاريات 55 من علماء ودعاة شرفاء يضحون بالنفس والنفيس من أجل نصرة الإسلام والمسلمين، فلولا تضحياتهم الجسام لكان حال الإسلام أسوأ مما هو عليه الآن.
على هذا النحو، أريد أن أضع كلماتي حتى تكون تذكرة لكل من يقرأها، فتكون بذلك شاهدة على أن هذا العبد الفقير إلى ربه تشجع يوما ما، فألقى هذه الكلمات المريرة موجها إياها إلى أولئك المحسوبين على الإسلام وهو بريء منهم براءة الذئب من قميص ابن يعقوب عليهما السلام، أولئك الذين يخادعون شعوبهم بالسبحة واللباس التقليدي وحضور صلاة الجمعة، هذه الشعوب التي تظل رغم أنفهم واحدة وموحدة في عقيدتها ومعاناتها ومصيرها، تشكل أخوة متماسكة كالبنيان المرصوص يجمعها دين واحد هو الإسلام، رغم أن قادتها وحكامها الذين لم تصوت عليهم، ولم تخترهم يظلون مشتتون في أفكارهم وطموحاتهم. لذلك فأنا عندما أتحدث عن السعودية أو غيرها من دول العالم الإسلامي، فلا أقصد بذلك إلا ذلك الجانب السياسي والسيادي حيث لا يعكس ما هو ديني إلا في العقوبات والحدود والقصاص، أما تفعيل العلاقات سواء العمودية مع كافة أفراد الشعب أم الأفقية مع جميع المسلمين لا يتم إلا على أساس المجاملة والمماحكة، في حين يظل العدو هو المستفيد الوحيد من ثروات الأمة واستثماراتها. خصوصا وأن هذا الشق من الأمة الإسلامية/السعودية بإمكانه أن يلعب دورا رياديا في نهضة العالم الإسلامي لامتلاكه أسباب هذه النهضة سواء المعنوية والرمزية (مهبط الرسالة المحمدية الشريفة، الحرمين، استجابة الشعب لأحكام الشريعة الإسلامية، العلاقات الرفيعة مع العالم الإسلامي وغير ذلك) أم المادية والاقتصادية (الثروات النفطية الضخمة، البنية التحتية المتطورة، إمكانية الاستثمار، كثرة الأغنياء والمحسنين ونحو ذلك)
__________________
التجاني بولعوالي
شاعروكاتب مغربي مقيم بهولندا