عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 04-07-2005, 11:30 PM
الوردة الندية الوردة الندية غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: خير بقاع الدنيا .. مكة
المشاركات: 3,058
إفتراضي

التعرض المديد للشمس يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة


الجلد والبشرة هما مرآة الجسم ويعكسان كثيرا من التغيرات العضوية والنفسية للإنسان. وهناك علاقة مركبة بين التغيرات التي تحدث بالجلد والبشرة والشعر وعمر الانسان.



كل فترة عمرية للإنسان تصاحبها تغيرات طبيعية وفي بعض الحالات تظهر تغيرات بالجلد والشعر ولكنها لا تعكس العمر الصحيح للإنسان كظهور الشيب وهذا ما يحدث لبعض الشباب والفتيات نتيجة عوامل وراثية وهناك أيضا بعض الأمراض التي يصاحبها تغير بالجلد والشعر في سن مبكرة ولا تعكس السن الحقيقية للمريض ولكن هذا التغير يكون علامة على ظهور بعض مشاكل صحية أخرى. أن العوامل الخارجية كالجو والشمس والحرارة والرطوبة تؤثر تأثيرا سيئا وتؤدي أيضا الى ظهور تغيرات بالجلد والشعر. كما أن التغذية غير السليمة والتدخين وبعض العادات السيئة مثل الادمان تؤثر تأثيرا سلبيا على الجلد عموما وتؤدي الى ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة وكذلك وجود أي خلل بهرمونات الجسم عند الرجل والمرأة يؤدي الى حدوث تغيرات بالجلد والبشرة والشعر بصورة مختلفة.

ليس كل تغير يطرأ على البشرة والجلد والشعر يعني تقدم السن فهناك التغيرات التي تحدث للشباب في سن مبكرة وهناك أيضا الشخص الذي يتقدم في السن وهو ما زال يحتفظ بنضارة البشرة.

أن العوامل الجوية من أهم العوامل التي تؤثر سلبيا على الجلد والبشرة والشعر وأهمها أشعة الشمس ولذلك يجب العناية والمحافظة على الجلد والبشرة وحمايتها من العوامل البيئية المحيطة وينقسم التأثير الضار لأشعة الشمس الى تأثيرات سريعة الحدوث من خلال التعرض لفترات قصيرة لأشعة الشمس وهناك أيضا تأثيرات بعيدة المدى نتيجة التعرض لفترات طويلة.

مظاهر مختلفة أما عن التغيرات سريعة الحدوث للجلد والبشرة فهي إحمرار الجلد والذي قد يزول في خلال 24-36 ساعة من حدوثه، وهناك بعض حالات أخرى قد يصاحبها احمرار حاد بالجلد وتورم وظهور فقاعات مائية بالمناطق المصابة من الجلد. وهذا التأثير يتحدد بطول فترة التعرض للشمس ويعتمد تأثر الجلد بأشعة الشمس بدرجة كبيرة على لون الجلد الخاص بكل شخص والذي يتدرج من الأبيض الى الأسود الداكن. فكلما زادت درجة لون الجلد أصبح أكثر مقاومة لأشعة الشمس.

ويوجد نوعان من الإسمرار الذي يحدث بلون الجلد نتيجة التعرض للشمس فهناك الإسمرار السريع بلون البشرة ويحدث نتيجة التعرض لموجات معينة من الأشعة فوق البنفسجية فهو يحدث سريعا بعد التعرض ويزول سريعا وهناك الاسمرار المتأخر وهو يحدث نتيجة التعرض لموجات أخرى من الأشعة فوق البنفسجية ويدوم لفترة زمنية معينة وأيضا قد يحدث تغير في سمك الجلد فيصبح غليظا في الأماكن المعرضة لأشعة الشمس.

أما عن التغيرات التي تحدث في الجلد والبشرة نتيجة التعرض لأشعة الشمس على فترات أبعد فهي تغيرات تصيب طبقات الجلد المختلفة. وهذا التغير يؤدي الى الاصابة بأمراض جلدية مختلفة قد تتحول لاحقا الى أورام خبيثة أو قد يصاب الجلد بأورام حميدة وخبيثة مباشرة.

هناك مجموعة من الأمراض الجلدية التي تتأثر كثيرا وتسوء نتيجة التعرض لأشعة الشمس مثل بعض الأمراض الجلدية الوراثية والتي يصاحبها خلل ببعض الإنزيمات أو ترسيب بعض مواد داخل طبقات الجلد فهي تجعل المريض أكثر تأثرا بأشعة الشمس. والأشخاص الذين يعانون من الحساسية الضوئية أو أرتيكاريا الشمس أو زيادة حساسية الجلد لأشعة الشمس نتيجة تناولهم بعض الأدوية أو استخدام بعض الأدوية الموضعية ككريمات خاصة بعلاج بعض حالات أخرى ونستخلص من ذلك أن للشمس علاقة مباشرة بظهور مجموعتين من الأمراض. مجموعة تظهر بجلد المريض بسبب أشعة الشمس نفسها ومجموعة أخرى من الأمراض التي تصيب المريض ولكنها تسوء بسبب التعرض لأشعة الشمس وهنا تكون الشمس عاملا مساعدا في زيادتها كمرض الذئبة الحمراء والجمرة والحزاز والحزاز الضوئي والحساسية متعددة الأشكال ومرض ذو الفقاعة وبعض الأمراض الفيروسية المعروفة مثل الهربس البسيط والذي غالبا ما يسوء أو يبدأ في النشاط في حال تعرضه لأشعة الشمس. كما أن الصدفية من الأمراض التي قد تسوء مع التعرض لأشعة الشمس ولكن على النقيض فهناك حالات كثيرة تعالج بالأشعة فوق البنفسجية.

أن التعرض لأشعة الشمس والبرودة والأتربة يزيد من جفاف البشرة الجافة ويعاني المريض هنا من إحمرار وتشققات وقشور بالوجه والجلد ويلزم على المريض عدم استخدام الصابون والمنظفات الأخرى والاكتفاء باستخدام الماء الفاتر وتجفيف الوجه جيدا وكذلك الامتناع عن استخدام المكياج ومستحضرات التجميل والحرص على استخدام الكريمات والتركيبات التي تحتوي على الأعشاب والزيوت الطبيعية التي تزيد من ليونة وحيوية البشرة.

البشرة الدهنية تعود اما لعوامل وراثية أو لخلل في الهرمونات في بعض الأحيان وتتزايد الافرازات الدهنية على الوجه مع تناول المأكولات الدسمة وكذلك استخدام الكريمات الخاصة بالبشرة وكذلك الزيوت والكريمات الخاصة بالشعر فتسوء البشرة الدهنية وهذه الدهون تساعد على انسداد مسامها وحدوث بعض الرؤوس السوداء والبيضاء بالوجه وظهور بعض الحبيبات ويكون التعامل مع البشرة الدهنية بغسل الوجه بالماء الفاتر والصابون المناسب لازالة الأتربة والدهون.

الرطوبة من العوامل البيئية المؤثرة على الجلد والبشرة فهي تتسبب في الحساسية العرقية «حمو النيل» الذي يظهر بكثرة في الأماكن الحارة والرطبة وأيضا تساعد على ظهور فطريات الجلد ومنها الفطريات الملونة وفطريات القدم والفخذين ويجب مراجعة الطبيب المتخصص لعلاج الفطريات لضمان القضاء على الفطر تماما وعدم تكرار الاصابة به مع التأكيد على أهمية تجفيف الجلد جيدا بعد التعرض للماء ومن هنا يجب علينا الحفاظ على بشرتنا وجلدنا وعدم التعرض للشمس إلا في أوقات معينة مثل فترات الصباح الباكر وقبل الغروب وهي الفترات التي تكون فيها الشمس مفيدة للجلد. أما عن التعرض لأشعة الشمس في وقت الظهيرة فقد يؤدي الى بعض مشاكل في الجلد والبشرة مما يلزم معه العناية بالبشرة والشعر والجلد حتى لا تظهر عليها أي علامات شيخوخة مبكرة

أعراض الشيخوخة المبكرة التي تظهر نتيجة التعرض لأشعة الشمس في تغير قوام الجلد وشكله فيصبح جافا مع ظهور تجاعيد وارتخاء بالجلد وبهتان في اللون. كما أن الشعر سواء في فروة الرأس أو شعيرات الجسم قد يتحول الى اللون الرمادي أو الأبيض مع ظهور بعض البقع البنية بالأطراف والوجه وهنا يصاب سطح الجلد بالجفاف وفقدان الليونة مع ظهور قشور خفيفة رفيعة على سطح الجلد بالأخص على الساقين وهذا يحدث نتيجة انخفاض في حجم الخلايا الكيراتينية بسطح الجلد وتناقص بعدد الخلايا الحية بطبقات الجلد الخارجية وهنا يكون الجلد أكثر سرعة في التأثر بالعوامل الجوية وسريع التأثر بملامسة المواد الكيماوية ويحدث تأخر في سرعة إلتئام الجروح. كما يحدث أيضا تناقص في كثافة وحجم وعدد بصيلات الشعر بفروة الرأس فيبدأ بالتناقص ويظهر هذا على هيئة التراجع والتناقص في شعر فروة الرأس عند الرجل.

أما الافرازات الدهنية التي تفرز من الغدد الدهنية بالجلد فتظل ثابتة طول الفترة ما بين البلوغ وحتى منتصف الأربعينات وتبدأ فيما بعد في نقص افرازها. وهذا النقص يعكس تغيرا في هرمونات الجسم أكثر من وجود خلل في الغدد الدهنية نفسها. كما أن مكونات الافرازات الدهنية تبدأ في التغير لتصبح مكوناتها مشابهة لمكونات الافرازات الدهنية عند الأطفال مع وجود تناقص في الغدد العرقية بالجسم من ناحية العدد وكمية الافرازات العرقية وتناقص في عدد الخلايا الصبغية في بعض أماكن بالجلد كما يحدث زيادة في خلايا الصبغة في أماكن أخرى وهذا يؤدي الى ظهور البقع البنية بالأطراف والوجه كما ذكرنا. كما يحدث بطء في سرعة نمو الأظافر.

أن الطبقة الداخلية للجلد والتي تحتوي على ألياف الكولاجين والألياف هي الطبقة التي تعطي الشد والمرونة للجلد وتتأثر هذه الطبقة أيضا بالتعرض لأشعة الشمس فيحدث نقص في انقسام خلايا طبقة الكولاجين مع نقص وتكسير في الخلايا الموجودة بالطبقة الالاستيكية وهذا يؤدي الى تناقص في هذه الطبقة الداخلية مما يؤدي الى ترهل الجلد وظهور التجاعيد به.


يتبع ان شاء الله
__________________




الرد مع إقتباس