عرض مشاركة مفردة
  #71  
قديم 15-12-2004, 12:49 PM
Almusk Almusk غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الخليج
المشاركات: 3,051
إفتراضي

إلى صغيري قبل العملية الجراجية

عصفوري البريء.... أشتاق إليك وأنا معك، عيني تلاحقك بين الصغار أتابع حركاتك أبتسم لك دون أن تراني، بل كأن المكان والألعاب هي لك وحدك، يعجبني لعبك، براءتك، تعجبني حتى عصبيتك، أشعر أنك طفلا لا كالأطفال، وأرى طبائعك، أخلاقك وأدبك تفوق من حولك، أسعد يا بني كلما رأيت أن الجميع يحبك، الكبار والصغار، يسرني كثيرا أن أسمع من طبيبك أنه يحبك و يرى فيك البراءة والطيبة والروح الجميلة، وحين أسمع من أساتذتك أنك طفلا وطالبا مرموقا عندهم ولك شعبية كبيرة من المدرسين تثني عليك وتحبك، تغمرني الفرحة حين أعلم أن نساء الحي يسألن أمك دوما عنك بعد أن دخلت المدرسة و انقطعت عن حضور **مجلس صباحيات الحارة** مع والدتك، بل حتى معلمتك في الروضة تسأل عنك وتذكرك بالخير يا عمر، رغم أنك تمردت عليها ورفضت أن تستمر معها بعد الفصل الأول بحجة أنها امرأة وأنت لا تريد إلا مدرسا رجلا مثل أخيك في الإبتدائية. فهل ألام في حبي لك الكبير وأنت من سرقت قلوب كل من حولك فكيف بي وأنا والدك وأعيش معك.

طفلي البريء.... أسالتك البريئة تؤلمني في كثير من الأحيان وفي نفس الوقت تسعدني لأني أشعر بأنك ذكي وعقلك كبير، بل أحرج أحيانا لعدم تمكني من الإجابة المباشرة على بعض أسئلتك، فأصرف الموضوع كي ألتقط أنفاسي لأجيب على تساؤلك المحنك، عمر كم أنت فضيع يا عمر، رغم أنك حساس، نعم يا عمر أنت حساس جدا، فحين أقول لك شيئا دائما تذكر أخاك الكبير، وتقول: لما هو لا يفعل؟ هل تذكر يا عمر؟ حين أعاقب أحد إخوتك بالضرب في يده كنت تأتي وتفتح يدك كي أضربك وتبكي إن لم أفعل، فكنت تغار من إخوتك حتى في عقابهم،

عصفوري البريء.... أنا أكتب الآن والبسمة مرسومة على شفتاي والبهجة تملأ قلبي، فأشعر أنك أمامي أخاطبك، وأرى تقلبات عينيك وبصرك نحوي وبراءتك وأتخيل مقاطعاتك لحديثي بسردك بعض القصص التي تذكرها ولا تنساها، أنت فعلا بريء لكن قلبك نابض، كم مرة أراك ترفع يديك في الصلاة وإذا سالتك ماذا تفعل تقول لي أدعو على شارون، فتغمرني الفرحة وتختلط علي البسمة بالدمعة والأمل، لأن دعائك أقرب إلى الإجابة منا لبرائتك ونقاء صحيفتك من الآثام و الذنوب. بني أعلم أنك صبور وأعرف أنك تحملت آلاما كثيرة بسبب مرضك والعمليات الجراحية السابقة و التي كللت بالنجاح والحمد لله، فعليك يا بني أن تصبر هذه المرة فهي أكبر العمليات التي ستعمل لك وإن شاء الله ستكون آخرها، فاصبر وتحمل كما كنت تفعل من قبل. بل إن الطبيب أثنى عليك يا بني وقال عمر صبوووور جدا وشاطر ولا يخالف تعليمات الدكتور، وأعطاك هدية. وكم أضحكتني حين سألتني قبل بضعة أيام وقلت: لماذا تأخرت العملية؟ فقلت لك ولماذا أنت مستعجل عليها؟ ظننتك تعبت من بعض الأجهزة التي وضعت في فمك وتعيق أكلك وشرابك لحين العملية، فأجبتني بأنك تنتظر الهدايا التي ستأتيك بعد العملية كما كان الحال من قبل.

ابني الحبيب عمر.... أسال الله أن يكلل عمليتك الجراحية بالتوفيق النجاح، وأن تكون آخر العلميات الجراحية لك، وأن يتم عليك الصحة و العافية، وأن يعيننا على حسن تربيتك، وأن يجعلك أسدا من أسود الإسلام ويحبب إليك الخير كله والدين كله ويعينك على طاعة ربك وحفظ كتابه، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان و يحفظك بحفظه ويحيطك بلطفه و رعايته إنه جواد كريم...آمين آمين آمين.

عمر عصفوري الصغير بني البريء أحبك كثيرا

والدك
الرد مع إقتباس