[*اليشمـــك*]

السلام عليكم

اليوم الثامن والعشرون من شهر ابريل لعام ألفين وثلاثة..

ذهبت في زيارة لأحد اقاربنا في المستشفى ...في الواقع لقد انتابتني الكثير من المشاعر بدءاً من بوابة المستشفى التي تشعرك أنك في منتجع سياحي فخم وليس في إحدى المستشفيات التي تعج بالمرضى ذوي الحالات الميؤوس منها ..

أما اكثر الأمور طرافة وسخرية ... تلك البوابة التي كُتب عليها VIP's Only !! ... فهل يُفرق المرض بين غني وفقير ؟! .. لا اعتقد ..

قسم الجراحة .. رجال ... غرفة 108 ... تمكنا من الوصول وما إن دخلنا إلى الغرفة حتى بدأت مشاعر الخوف تنتابني .. سألت الله أن يحسن خاتمتي قبل كل شيئ .. ومن ثم دعوت الله ان يشفيه وأن يشفي الرجل المريض الذي كان متواجد في الجزء الآخر من الغرفة .. فقد كان يأن من المرض بشكل متواصل وكانت الخلفية عبارة عن صوت جهاز غسيل الكلى ...

الصوت كان غريبا جدا .. لم أكن أتصور أن يكون المصدر هو جهاز لغسيل الكلى ... فللوهلة الاولى اعتقدت أنها إحدى النوافير التي تنساب منها المياه !!! ... يالحماقتي .. ولكنني معذورة فقد رايت تلك النوافير الجميلة على مدخل المستشفى ..

وبعدما انتهت مدة الزيارة هممنا بالخروج فإذا بنا نلتقي بامرأة عجوز كانت تسكن بجوارنا منذ عدة سنين ولكننا افترقنا نتيجة للظروف القهرية ... سألناها عن سبب وجودها في هذا المشفى ... فكانت الإجابة صدمة لنا ...

"زوجي أصيب بجلطة " ....

سبحان الله.. لقد كان هذا الرجل مثالاً للنشاط والفخامة في كل تصرفاته .. فقد كان يعيش حياة مترفة بكل معنى الكلمة ...

المهم .. ذهبنا لزيارته في قسم العناية المركزة... وما إن دخلنا إلى الغرفة حتى كانت الصدمة الثانية لنا ...

كان طريح الفراش .. هزيل الجسد ..فاقد البصر .. لايقوى على السمع او الكلام ... لايستطيع الحركة ... تكتلات دموية غريبة الشكل على يديه ..

وفي الجانب الآخر من الغرفة كان يوجد شاب في مقتبل العمر .. ساله ابي عن هويته ... فقال أنه يساعد الرجل في قضاء حاجته ..


يالله ..

أحسست وقتها بحزن عميق ... ليس بسبب المرض فهذه نتيجة طبيعية لمن ينسى الله .. ولكنني تسائلت عن أبنائه .. أين هم ؟! ... لماذا ليسوا بجواره؟! ... هل يُعقل أن يتركوه هكذا وهو في أمس الحاجة لان يشعر بانه مازال حياً؟! ...

قالت لي أمي ان اعمالهم في امريكا تمنعهم من الحضور ..!

سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

أسأل الله ان يحسن خاتمتنا جميعا وأن يجعلنا نأخذ العظة والعبرة من غيرنا ..

تحياتي