عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-08-2007, 01:17 PM
الشيخ عادل الشيخ عادل غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 158
إفتراضي خواطر فى الاسراء والمعراج


بقلوب تفيض برحيق المحبة وأفئدة تنبض بالمودة وكلمات مفعمة بروح الأخوة أقول لكم اهلا بكم

اخوانى واخوتى فى الله انى احبكم فى الله

اليوم الاسراء والمعراج وفكرت اوقف سلسله الرحمن الرحيم لاذكركم وذكر نفسى بهذه المناسبه العظيمه وارجو الا تزعلوا منى وبسم الله نبدا
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير"1")الاسراء

جاء حادث الإسراء والمعراج ليرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حفاوة الملأ الأعلى بعد ما أصابه من أذى البشر، وقبل أن يرى رسول الله حفاوة السماء غير الله له نظام الكون.

استهل الحق سبحانه هذه السورة بقوله (سبحان)؛ لأنها تتحدث عن حدث عظيم خارق للعادة، ومعنى سبحانه: أي تنزيهاً لله تعالى تنزيهاً مطلقاً، أن يكون له شبه أو مثيل فيما خلق، لا في الذات، فلا ذات كذاته، ولا في الصفات فلا صفات كصفاته، ولا في الأفعال، فليس في أفعال خلقه ما يشبه أفعاله تعالى.
فإن قيل لك: الله موجود وأنت موجود، فنزه الله أن يكون وجوده كوجودك؛ لأن وجودك من عدم، وليس ذاتياً فيك، ووجوده سبحانه ليس من عدم، وهو ذاتي فيه سبحانه.


فذاته سبحانه لا مثيل لها، ولا شبيه في ذوات خلقه.

وكذلك إن قيل: سمع والله سمع. فنزه الله أن يشابه سمعه سمعك، وإن قيل: لك فعل، ولله فعل فنزه الله أن يكون فعله كفعلك.
ومن معاني (سبحانه) أي: أتعجب من قدرة الله.

إذن: كلمة (سبحان) جاءت هنا لتشير إلى أن ما بعدها أمر خارج عن نطاق قدرات البشر، فإذا ما سمعته إياك أن تعترض أو تقول: كيف يحدث هذا؟
بل نزه الله أن يشابه فعله فعل البشر، فإن قال لك: إنه أسرى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس في ليلة، مع أنهم يضربون إليها أكباد الإبل شهراً، فإياك أن تنكر.
فربك لم يقل: سرى محمد، بل أسرى به. فالفعل ليس لمحمد ولكنه لله، ومادام الفعل لله فلا تخضعه لمقاييس الزمن لديك، ففعل الله ليس علاجاً ومزاولة كفعل البشر. ولو تأملنا كلمة (سبحانه) نجدها في الأشياء التي ضاقت فيها العقول، وتحيرت في إدراكها وفي الأشياء العجيبة، مثل قوله تعالى:

{سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون "36"}
(سورة يس)


فالأزواج أي: الزوجين الذكر والأنثى، ومنهما يتم التكاثر في النبات، وفي الإنسان وقد فسر لنا العلم الحديث قوله: (ومما لا يعلمون) بما توصل إليه من اكتشاف الذرة والكهرباء، وأن فيهما السالب والموجب الذي يساوي الذكر والأنثى؛ لذلك قال تعالى:

{ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون "49"}
(سورة الذاريات)
ومنها قوله تعالى:

{فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون .. "17"}
(سورة الروم)

فمن يطالع صفحة الكون عند شروق الشمس وعند غروبها ويرى كيف يحل الظلام محل الضياء، أو الضياء محل الظلام، لا يملك أمام هذه الآية إلا أن يقول: سبحان الله. ومنها قوله تعالى:

{سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين "13"}
(سورة الزخرف)

هذه كلها أمور عجيبة، لا يقدر عليها إلا الله، وردت فيها كلمة (سبحان) في خلال السور وفي طيات الآيات. و(سبحان) اسم يدل على الثبوت والدوام، فكأن تنزيه الله موجود وثابت له سبحانه قبل أن يوجد المنزه، كما نقول في الخلق، فالله خالق ومتصف بهذه الصفة قبل أن يخلق شيئاً.

وكما تقول: فلان شاعر، فهو شاعر قبل أن يقول القصيدة، فلو لم يكن شاعراً ما قالها. إذن: تنزيه الله ثابت له قبل أن يوجد من ينزهه سبحانه، فإذا وجد المنزه تحول الأسلوب من الاسم إلى الفعل، فقال سبحانه:

{سبح لله ما في السماوات وما في الأرض "1" }
(سورة الحشر)

وهل سبح وسكت وانتهى التسبيح؟ لا، بل:

{يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض .. "1" }
(سورة الجمعة)

على سبيل الدوام والاستمرار، ومادام الأمر كذلك والتسبيح ثابت له، وتسبح له الكائنات في الماضي والحاضر، فلا تتقاعس أنت أيها المكلف عن تسبيح ربك، يقول تعالى:

{سبح اسم ربك الأعلى "1" }
(سورة الأعلى)


وقوله: (أسرى) من السري، وهو السير ليلاً، وفي الحكم: (عند الصباح يحمد القوم السري). فالحق سبحانه أسرى بعبد، فالفعل لله تعالى، وليس لمحمد صلى الله عليه وسلم فلا تقس الفعل بمقياس البشر، ونزه فعل الله عن فعلك، وقد استقبل أهل مكة هذا الحدث استقبال المكذب. فقالوا: كيف هذا ونحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً، وهم كاذبون في قولهم؛ لأن رسول الله لم يدع أنه سرى بل قال: أسرى بي.
ومعلوم أن قطع المسافات يأخذ من الزمن على قدر عكس القوة المتمثلة في السرعة. أي: أن الزمن يتناسب عكسياً مع القوة، فلو أردنا مثلاً الذهاب إلى الإسكندرية سيختلف الزمن لو سرنا على الأقدام عنه إذا ركبنا سيارة أو طائرة، فكلما زادت القوة قل الزمن، فما بالك لو نسب الفعل والسرعة إلى الله تعالى، إذا كان الفعل من الله فلا زمن.

فإن قال قائل: مادام الفعل مع الله لا يحتاج إلى زمن، لماذا لم يأت الإسراء لمحة فحسب، ولماذا استغرق ليلة؟

نقول: لأن هناك فرقاً بين قطع المسافات بقانون الله سبحانه وبين مراء عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم في الطريق، فرأى مواقف، وتكلم مع أشخاص، ورأى آيات وعجائب، هذه هي التي استغرقت الزمن.

وقلنا: إنك حين تنسب الفعل إلى فاعله يجب أن تعطيه من الزمن على قدر قوة الفاعل. هب أن قائلاً قال لك: أنا صعدت بابني الرضيع قمة جبل "إفرست"، هل تقول له: كيف صعد ابنك الرضيع قمة "إفرست"؟
هذا سؤال إذن في غير محله، وكذلك في مسألة الإسراء والمعراج يقول تعالى: أنا أسريت بعبدي، فمن أراد أن يحيل المسألة وينكرها، فليعترض على الله صاحب الفعل لا على محمد. لكن كيف فاتت هذه القضية على كفار مكة؟

ومن تكذيب كفار مكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج نأخذ رداً جميلاً على هؤلاء الذين يخوضون في هذا الحادث بعقول ضيقة وبإيمانية سطحية في عصرنا الحاضر، فيطالعونا بأفكار سقيمة ما أنزل الله بها من سلطان.

ونسمع منهم من يقول: إن الإسراء كان مناماً، أو كان بالروح دون الجسد. ونقول لهؤلاء: لو قال محمد لقومه: أنا رأيت في الرؤيا بيت المقدس، هل كانوا يكذبون؟ ولو قال لهم: لقد سبحت روحي الليلة حتى أتت بيت المقدس، أكانوا يكذبونه؟ أتكذب الرؤى أو حركة الأرواح؟!
إذن: في إنكار الكفار على رسول الله وتكذيبهم له دليل على أن الإسراء كان حقيقة تمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده، وكأن الحق سبحانه ادخر الموقف التكذيبي لمكذبي الأمس، ليرد به على مكذبي اليوم. وقوله سبحانه:

{بعبده .. "1" }
(سورة الإسراء)


العبد كلمة تطلق على الروح والجسد معاً، هذا مدلولها، لا يمكن أن تطلق على الروح فقط. لكن، لماذا اختار الحق سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم هذه الصفة بالذات؟

نقول: لأن الله تعالى جعل في الكون قانوناً عاماً للناس، وقد يخرق هذا القانون أو الناموس العام ليكون معجزة للخاصة الذين ميزهم الله عن سائر الخلق، فكأن كلمة (عبده) هي حيثية الإسراء.
أي: أسرى به؛ لأنه صادق العبودية لله، ومادام هو عبده فقد أخلص في عبوديته لربه، فاستحق أن يكون له ميزة وخصوصية عن غيره، فالإسراء والمعراج عطاء من الله استحقه رسوله بما حقق من عبودية لله.
وفرق بين العبودية لله والعبودية للبشر، فالعبودية لله عز وشرف يأخذ بها العبد خير سيده،
أما عبودية البشر للبشر فنقص ومذلة وهوان، حيث يأخذ السيد خير عبده، ويحرمه ثمره كده. لذلك، فالمتتبع لآيات القرآن يجد أن العبودية لا تأتي إلا في المواقف العظيمة مثل:

{سبحان الذي أسرى بعبده .. "1"}
(سورة الإسراء)

وقوله:

{وإنه لما قام عبد الله يدعوه .. "19" }
(سورة الجن)


ويكفيك عزاً وكرامة أنك إذا أردت مقابلة سيدك أن يكون الأمر في يدك، فما عليك إلا أن تتوضأ وتنوي المقابلة قائلاً: الله اكبر، فتكون في معية الله عز وجل في لقاء تحدد أنت مكانه وموعده ومدته، وتختار أنت موضوع المقابلة، وتظل في حضرة ربك إلى أن تنهي المقابلة متى أردت.

فما بالك لو حاولت لقاء عظيم من عظماء الدنيا؟ وكم أنت ملاق من المشقة والعنت؟ وكم دونه من الحجاب والحراس؟ ثم بعد ذلك ليس لك أن تختار لا الزمان ولا المكان، ولا الموضوع ولا غيره.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المتخلق بأخلاق الله إذا سلم على أحد لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده. وقوله:

{ليلاً .. "1" }
(سورة الإسراء)


سبق أن قلنا: إن السري هو السير ليلاً، فكانت هذه كافية للدلالة على وقوع الحدث ليلاً، ولكن الحق سبحانه أراد أن يؤكد ذلك، فقد يقول قائل: لماذا لم يحدث الإسراء نهاراً؟

نقول: حدث الإسراء ليلاً، لتظل المعجزة غيباً يؤمن به من يصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو ذهب في النهار لرآه الناس في الطريق ذهاباً وعودة، فتكون المسألة ـ إذن ـ حسية مشاهدة لا مجال فيها للإيمان بالغيب.

لذلك لما سمع أبو جهل خبر الإسراء طار به إلى المسجد وقال: إن صاحبكم يزعم أنه أسرى به الليلة من مكة إلى بيت المقدس، فمنهم من قلب كفيه تعجباً، ومنهم من أنكر، ومنهم من ارتد.

أما الصديق أبو بكر فقد استقبل الخبر استقبال المؤمن المصدق، ومن هذا الموقف سمي الصديق، وقال قولته المشهورة: "إن كان قال فقد صدق". إذن: عمدته أن يقول رسول الله، وطالما قال فهو صادق، هذه قضية مسلم بها عند الصديق رضي الله عنه.

ثم قال: "إنا لنصدقه في أبعد من هذا، نصدقه في خبر السماء (الوحي)، فكيف لا نصدقه في هذا"؟
إذن: الحق سبحانه جعل هذا الحادث محكاً للإيمان، وممحصاً ليقين الناس، حين يغربل من حول رسول الله، ولا يبقى معه إلا أصحاب الإيمان واليقين الثابت الذي لا يهتز ولا يتزعزع. لذلك قال تعالى في آية أخرى:

{وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس .. "60" }
(سورة الإسراء)


وعشان لا اطيل عليكم فسوف استكمل باكر معكم بقيه الحديث عن الاسراء والمعراج

نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عباده العباد الى عباده رب العباد
ومن جور الاديان الى عداله الاسلام
ومن ضيق الدنيا الى سعه الدنيا والاخره



اخوكم الشيخ عادل



__________________
ان غـــاب اسمـــــى عــن البـــــــــــال

ودفن جســـــــــدى تحت الرمـــــــــــال


فهذا اسمــــــــــــــــــــــــــــــى لا يزال

الشيــــــــخ عادل مامـــــــــــــــــــون