عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 20-08-2001, 08:09 PM
عمر الشادي عمر الشادي غير متصل
معارض
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2000
المشاركات: 4,476
Post

فائدة
للإمام فخر الدين الرازي 544-606هـ
في نفي النزول الحقيقي عن الله عزوجل
يقول[ص84]=
" الرابع أنه تعالى حكى عن الخليل عليه السلام
أنه طعن في إلهية الكوكب والقمر والشمس
بقوله :"( لا أحب الآفلين) .
ولا معنى للأفول إلا الغيبة والحضور
فمن جوّز الغيبة والحضور على الإله تعالى فقد طعن في دليل الخليل [عليه السلام]
وكذّب الله في تصديق الخليل حيث قال:"وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه".
إنتهى كلام الفخر الرازي

وهذا دليل باهر ساحق في دكّ أسافين من كيّف النزول وقال بظاهره المتعارف إليه في حقّ الله وخلاصته أن الله تعالى آتى سيدنا إبراهيم الحجة التي أقامها إبراهيم عليه السلام على قومه عبدة الكواكب ( لا أحب الآفلين ) وحيث كانت الحجة من الله تعالى فهي حقيقية صحيحة لا كلام في تحقيق ذلك وهي تؤدي إلى إبطال إلهية الشمس والقمر والكواكب لأنها (تأفل) أي تغيب والاستمرارية في الفعل يلزمه أنها تحضر أيضا لكي يتجدد ويستمر المعنى في الأفول فالحضور والأفول إذا مبطلتان لإلهية تلك الكواكب وما ذلك إلا لأن الحضور والغياب و الظهور والانتقال من مكان إلى مكان مع ما يرافق ذلك من حركات وسكون وغير ذلك مثل الحد والجهة والتغير فسبحان من يغيّر ولا يتغير لأن التغير أوضح دليل على الحدوث والله هو الخالق العظيم جل ربي عما تصفون يبقى أن أشير إلى أن حجة الرازي هذه استخلصها رضي الله عنه من كتاب الله تعالى والحمد لله رب العالمين.


وضعت هذا الايضاح لكي يزول اللبس عن كل القراء قبل المضي في اكمال نصيحتي التي انهي فيها هذه المناظرة ان شاء الله تعالى

فحيث ان مذهب جماعات السلف على امرار هذه الصفات كما وردت من دون تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل تبين ان مرادهم من ذلك تفويض المعنى الى الله عزوجل فهم لم يخوضوا في المعنى ولم يقولوا ان هذا النزول هو نزول حقيقي على المعنى المتعارف عليه انما قالوا صفته بلا كيف وهذا القدر يكفي المسلم في دينه واعتقاده علما ان من السلف من قام بالتأويل التفصيلي بتحديد معنى يليق بجلالة الله وعظمته ومنهم الامام مالك رضي الله عنه امام دار الهجرة والامام البخاري صاحب الصحيح والامام احمد بن حنبل رضي الله عنه صاحب المذهب المعروف وغيرهم كسفيان الثوري وابن عباس الذي دعا النبي له بان يعلمه الله الحكمة وتأويل الكتاب ومجاهد والله تبارك وتعالى اعلم واحكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
قلبي إمام العاشقين

إني ارتضيتُ مذاهبا ... للشافعي ومالكِ
وأبي حنيفة أحمدٍ ... نهج الخلاص لسالكِ