القول الفصل في أمر هذه المعتوهة المسماه ( كرامة )
عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن عَقد عقدة - أو قال: عُقد عقدة - ومن أتى كاهناً فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".
رواه البزار , بإسناد صحيح .
و الحديث
"من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد "
رواه أحمد و الحاكم , بإسناد حسن .
وعن معاوية بن الحكم السلمي قال: قلت يا رسول الله : أمورا كنا نصنعها في الجاهلية. كنا نأتي الكهان. قال "فلا تأتوا الكهان" قال قلت: كنا نتطير. قال "ذاك شيء يجده أحدكم في نفسه، فلا يصدنكم". رواه مسلم .
قال الإمام النووي في شرحها :
كانت الكهانة في العرب ثلاثة أضرب:
أحدهما يكون للإنسان ولي من الجن يخبره بما يسرقه من السمع من السماء. وهذا القسم بطل من حين بعث الله نبينا صلى الله عليه وسلم.
الثاني أنه يخبره بما يطرأ، أو يكون في أقطار الأرض، وما خفي عنه مما قرب أو بعد. وهذا لا يبعد وجوده.
الثالث المنجمون. وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه، لبعض الناس قوة ما. لكن الكذب فيه أغلب. ومن هذا الفن العرافة وصاحبها عراف. وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفته بها. وهذه الأضرب كلها تسمى الكهانة. وقد أكذبهم كلهم الشرع ونهى عن تصديقهم وإتيانهم.
(ذاك شيء يجده أحدكم في نفسه) معناه أن كراهة ذلك تقع في نفوسكم في العادة، ولكن لا تلتفتوا إليه ولا ترجعوا عما كنتم عزمتم عليه قبل هذا].
ومن أجل هذا أقول
إن المتاجرة بأمور التنجيم وإعدعاء علم الغيب ومحاولة حشر الآيات والأحاديث التي لاصلة لها بمكنون ما يكتب ولمجرد إثبات أن ما يكتبه بعض الجهلة هو من باب الدين
ولم يعلم من يكتب أمثال هذه الأمور أن الكهنة والعرافون والمنجمون يستخدمون بعض الأيات والأحاديث ليدلسوا على الناس
وما أرى صاحبتنا ( البلهاء ) هنا إلا منهم
لأن الغيب لا يجوز أن يدعيه أحد فلا يعلم الغيب إلا الله
وحتى إن صادف أن صدق المُنجم في أمر بذاته
فهو من باب الرجم بالغيب الذي يكفر بسببه كما يتضح من الأحاديث السابقة
فلتحذر من تسمت بالكرامة إن كانت تؤمن بالله الواحد الأحد
ولعنة الله على كل من ادعى علم الغيب أو تطاول على الذات الإلهية
هذه نصيحتي الواضحة وضوح الشمس
ونسألك اللهم أن لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا