عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 14-07-2007, 09:09 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي من لمآذن العراق قبل أن تهدم ..؟

مَنْ لمآذن العراق قبل أن تُهدم...؟!
ما أشبه العراق اليوم بفلسطين
بقلم: الشيخ الدكتور جاسم بن محمد بن مهلهل الياسين



إن كان الاحتلال قد أسقط نظاماً استبدادياً واحداً فقد أقام أنظمة استبدادية طائفية وعنصرية عديدة...!

هل من مصلحة الشعب العراقي أن تدخل مئات العناصر من المخابرات الإيرانية لتأجيج الصراع وتوقد نار الحرب الطائفية....؟

لكي تعرف الواقع المأسوي لأهل السنة في العراق اسأل عن احصائيات التهديم والتخريب والتشريد للمآذن والمساجد والمنازل والأسر واسأل عن «فرق الموت» وشهود العيان العراقيين من الشيعة والسنة....؟

كأن تفجير قبر الإمام العسكري كان إشارة البدء لجحافل الميلشيات الطائفية لتدمر الأخضر واليابس....!!

نداء إلى زعماء الأمة لتصحيح مسارها بعد أن هدمتها زعامات طائشة، وتصرفات جماعات غير مدروسة

القضية العراقية، والتي تعتبر من هذا الوقت مناخاً مناسباً وأرضاً خصبة لكل المشاريع السياسية بكافة توجهاتها، هي ساحة صراع طائفي دموي يؤججه تاريخ قديم وأيديوجيات حديثة، فمن أيديولوجية أمريكية إلى أخرى إيرانية شيعية إلى أيديولوجية صهونية وأخرى كردية هذه المشاريع وهذه الايديولوجيات تتصارع وتتقاتل لا من أجل البقاء، فالواقع والتاريخ يشهدان بفشل مثل هذه المشاريع في البقاء، وإنما تتصارع من أجل تفتيت العراق أكثر وأكثر ومن أجل القضاء على ما يمكن القضاء عليه، ولكل فهمه ولكل وسائله وسياسته، لكن أيضاً للتاريخ مقالة لا تنكر وشواهد لابد أن تعتبر، وكذلك للأمة الإسلامية بمختلف حركاتها، ورجالاتها المخلصين، وهذا هو أمل كل مئذنة ما تزال تقاوم الضربات الموجعة، وأمل كل أسرة عراقية على وجه العموم وسنية على وجه الخصوص بخصوص ما يقع عليها اليوم من الطائفيين الذين جاءوا من إيران ليمارسوا ضدها سياسية الاضطهاد والتشريد والقتل على الهوية.
صحيح أن الاحتلال العراقي أسقط نظاماً استبدادياً واحداً، لكنه أقام أنظمة استبدادية طائفية وعنصرية تمثلها الميلشيات المسلحة التي لم تعتبر لآدمية الإنسان أية قيمة، وأصبحت الساحة العراقية ميداناً واسعاً لتصفية الحسابات وتدافع المصالح وفق أجندات داخلية وخارجية ليس لمصلحة الشعب العراقي شيء منها، مع أن الكل يهتف باسم أمن العراق واستقراره ومستقبله.
فهل قرار «بول بريمر» الحاكم العسكري الأمريكي بتسريح الجيش من مصلحة الشعب العراقي؟ فما الظن إذن ببلد يحوي عشرات الطوائف والأحزاب والعرقيات، وقد استيقظ ذات يوم فلم يجد أجهزة أمنية رادعة...؟
هل من مصلحة الشعب العراقي أن تدخل مئات العناصر من المخابرات الإيرانية لتقوم بتأجيج الحرب الطائفية وتعمل على تسهيل عمليات التشريد والقتل على الهوية،...؟
إنه النداء ما قبل الأخير لأهل العراق... بكل طوائفهم وأعراقهم وانتماءاتهم...!
فالكل يعمل على قدم وساق لتقسيم إرث الاحتلال بين دولتين، أحداهما كردية في الشمال ومنطقة أقليم كردستان التي تكتفي بمصالح ذاتية إقليمية لا علاقة لها بالشأن العراقي، وبين أخرى شيعية في بغداد والجنوب، ثم يبقى أهل السنة قلة مستضعفة موزعة هنا وهناك ويمارس ضدها كل أنواع الاضطهاد وبعدما كانت بغداد هي عاصمة الخلافة الراشدة في الدولة العباسية التي ينطلق منها التوجيه للعالم الإسلامي كله ويأتي لها الولاء من كل صوب وحدب من الأمة الإسلامية ستصبح عاصمة أخرى لدولة طائفية صغيرة ستضيع بين ولاءات الشرق والغرب ....!
أما أهل السنة !! أما مساجدهم !! أما مساكنهم !! فاسأل عن احصائيات التهديم والتخريب والتشريد للمآذن والمساجد والمنازل والأسر واسأل عن «فرق الموت» التي جاءت من إيران تحت أسماء متعددة وأوصاف مختلفة وهدف واحد هو إشعال الفتنة الطائفية في عاصمة الخلافة !!
واسأل شهود العيان من الشيعة العراقيين أنفسهم ينبئونك عن الأيدي الطولى الإيرانية في العراق، وينبئونك عن موقف الحكومة العراقية بقيادة المالكي، وكأنها وزارة داخلية في حكومة غريبة عن العراق.

إذ بأي حال يمكن أن نفهم أن تقوم «فرق الموت» وغيرها من الميلشيات التابعة للمخابرات الإيرانية بكل عملياتها الطائفية من القتل على الهوية والتشريد والتخريب وهي تستقل سيارات الشرطة وترتدي ملابس الشرطة في وزارة الداخلية العراقية..... وعلى الجانب الآخر تقوم الحكومة والجيش العراقي الجديد بالاشتراك مع القوات الأمريكية المختلفة بتنفيذ سياسة العقاب الجماعي وشن حرب لا هوادة فيها تحت مسمى «محاربة الإرهاب» في المحافظات العراقية ذات الأغلبية السنية دون غيرها. إن هذا الوضع إن استمر على هذه الشاكلة فسيكون هناك مستقبل أكثر مأسويآً وكارثياً لن يقل عن الوضع في فلسطين، على حساب الطائفة السنية.

يا وزراء خارجية الدول العربية....
قبل أن تهدم مساجدكم على رؤوس المصلين!!
إن لجامعة الدول العربية دوراً كبيراً في حماية عروبة العراق، فلم تتخلى عنه؟ فإنه بوسعهم الكثير فعله وعلى سبيل المثال:ـ
ـ1 الضغط على الأمريكان لتنفيذ ما اتفق عليه مع حكومة المالكي من توسيع المشاركة السنية في القرار والسلطة وتعديل الدستور وتفكيك المليشيات وهي المطالب ذاتها التي اعتمدها مؤتمر شرم الشيخ.
ـ2 إطلاق سراح المعتقلين لا سيما في المعتقلات الأمريكية.
ـ3 ضرورة رعاية شيوخ العشائر والوجهاء وتفعيل دورهم في المشروع العروبي.
ـ4 دعم مجلس علماء العراق الذي يضم غالبية العلماء وهو مؤسسة جديدة بحاجة إلى المساندة وهو مجلس يتبنى منهج الوسطية والاعتدال في الفكر والسلوك.
ـ5 تدويل القضية العراقية وانتزاع القرارات اللازمة من مجلس الأمن الذي أعطى الشرعية لغزو العراق، فإن كان مجلس الأمن قد دوّل قضية مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، فلا أظن أنه يعجز عن تدويل مقتل شعب وتدمير دولة كاملة.
ـ6 الضغط على الحكومة العراقية لإجراء المصالحة الوطنية الحقيقية من خلال برنامج شامل بإشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية مع ضرورة العمل على إيجاد التوازن الحقيقي بعيداً عن الانحياز الطائفي.
ـ7 العمل على إبقاء التواجد العربي المتوازن مع ما يوجد على ساحة العراق من الداخل فواجب النصرة واجب شرعي إسلامي عربي، فالعراق مستهدف بهويته وتاريخه، فهناك خطط منظمة لجعل بغداد عاصمة أخرى لولاية الفقيه وقد بدأت الطوائف التي دخلت العراق عبر الحدود العراقية الإيرانية وانخرطت مع الميليشيات العراقية بدأت بالزحف على المناطق السنية بترتيب هادف، وخطط مرحلية، مبدأ التحرك فيها هدم المساجد الشيعية والسنية من أجل تأجيج الصراع الطائفي ومن أجل إضعاف العراق حتى يسهل ابتلاعها وتضييع صورتها العربية.