عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 14-07-2007, 09:15 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

أكد تقرير لجنة مساعدة العراق التابعة للأمم المتحدة فبراير2006 أنه في يوم الأربعاء 22 فبراير وبعد تدمير قبر الإمام العسكري في سامراء من قبل جناة مجهولين، يرشح الكثير من المراقبين أنهم من الاستخبارات الإيرانية تم قتل أكثر من 1000 مسلم سني وتهجير أكثر من 1500 عائلة من سكنهم والاعتداء على 168 مسجدا سنيا أغلبها في الرصافة «86 مسجدا حرقاً كلياًـ 36 مسجدا تعرضت للإغلاق والاحتلالـ 71 مسجدا تعرضت للإعتداء بقذائف RBG» وكذلك الاعتداء على خمس مؤسسات دينية سنية.
وتأكيداً على أن الأمر مبرمج ومخطط له بأن تفجر بعض مقدسات الشيعة «كمرقد العسكري» الذي لم يبين أي تحقيق صلة السنة بذلك بل القائم على خدمة المرقد أساساً في منطقة سامراء هم أهل السنة فطوال التاريخ القديم لم يمس المرقد فلماذا الآن بالتحديد....؟
لا شك بأن الأمر مبيت ومبرمج لكي يكون ذريعة للهجوم الكاسح على مناطق السنة، والذي انطلق منذ لحظة التفجير، وكأن تفجير المرقد كان إشارة البدء لجحافل الميلشيات الطائفية لتدمر الأخضر واليابس، وكما صرح أحد المراجع العلمية في إيران حين زار الكويت بأنه: يجوز هدم المآذن التي تأوي الوهابية حتى ولو كان مسجد الكوفة «الذي هو في الأصل أكبر المساجد الشيعية».
المطلوب من عامة المسلمين في الدول العربية على وجه العموم ودول مجلس التعاون على وجه الخصوص، المطلوب هو بذل كل الجهد واستفراغ كل الطاقات لإنقاذ مساجد أهل السنة ومنابرها وقببها قبل أن تهدم، وهذا واجب عيني على كل مسلم بما يستطيع، فالدفاع عن بيوت الله أمر لا خلاف فيه، وكل بما يستطيع «اتقوا النار ولو بشق تمرة».
- تشجيع الشرفاء الذين لهم انتماء حقيقي للعراق من القوى السياسية «الشيعة والسنة وبقية الأعراق والطوائف» لما فيه مصلحة البلاد وتحقيق المصالحة الوطنية، وأن تعمل القوى على تعديل الدستور بما يحفظ الثوابت الإسلامية والوحدة العراقية وسيادة العراق وهويته العربية الإسلامية وتنقيته من المسحة الطائفية والتشاور كذلك بهدف تعديل قانون الانتخابات بما يحقق العدل والإنصاف لكل الأطراف.
- التنسيق مع إدارة الوقف السني في العراق لحماية المساجد حتى لا تستغل كقاعدة لحرب أهلية مدمرة، وهذا كما هو واجب على كل مسلم لحماية أكبر شعار معلن للإسلام كذلك هي محاولة لنزع أي فتيل للصراع الطائفي الذي لن يستطيع أي طرف فيه القضاء على الآخر، ومثال ذلك الحرب الأهلية اللبنانية، فالساحة اللبنانية تضم مذاهب وطوائف وديانات عدة من نصارى إلى مسلمين سنة وشيعة إلى دروز وغيرهم، صحيح أنه قد تغيرت معادلات القوى، لكن في النهاية ظلت هذه الطوائف تتعايش ولو اشتعلت الحرب الأهلية الطائفية في العراق يمكن حينها اعتبار الحرب اللبنانية عبث أطفال إذا قيست بالحرب الطائفية العراقية.
- الدعم الإعلامي للعراق لا من أجل إشاعة الصراع بل من أجل نزع فتيل الصراع وما أجمل آلية وحركة مبرة «الآل والأصحاب» في الكويت بقيادة الدكتور المبدع عبدالمحسن الخرافي كوسيلة من الوسائل في نزع فتيل الحرب الطائفية في العراق، والدور الإعلامي يكمن في فضح التصفية الطائفية المتمثلة في تدمير المساجد، ودفع مؤسسات حقوق الإنسان لتبني العراق منطقة منكوبة، ويدفع الحكومة على القيام بواجبها وعدم سكوتها على هذه التصفية الطائفية.
- أن تكون لأهل السنة مرجعية واضحة لتضييع الفرصة على كل متسلق ومثير للفتنة، كذلك فتح الحوار مع المؤسسات الشيعية التي يهمها أمر العراق كوطن، وهذا يستلزم بعد ذلك جمع هذه القوى الوطنية من الأكراد والشيعة والسنة وتكوين جبهة ضاغطة تضيع الفرصة على العابثين بالعراق وشعبه.
ولعل جبهة التوافق السنية التي تضم كلا من الحزب الإسلامي «الإخوان المسلمين» و«مؤتمر أهل العراق» بقيادة الدكتور عدنان الدليمي والحوار الوطني بقيادة خلف العليان أحد رؤساء عشائر دليم ولهذه الجبهة ما يقارب 44 مقعداً في البرلمان بالإضافة إلى 13 مقعداً مغبونة منهم في الدورة البرلمانية وقد حكمت لهم المحكمة الدستورية بأحقية هذه المقاعد الـ 13 مقعداً ولكن في الدورة القادمة زيادة على ذلك فهناك 11 مقعداً لـ «الحوار الوطني» بقيادة صالح المطلق وهي غير داخلة في جبهة التوافق مع أنه سني.
وهناك أيضاً حزب المصالحة والتحرير بقيادة مشعان الجبوري وهو سني وله 3 مقاعد، وهناك أيضاً جبهة الوفاق العراقية وبها 15 مقعداً لأهل السنة وهذه الجبهات والأحزاب تتبنى حلولاً وطنية واقعية تراعي فيها المصالح والمفاسد تبعاً لفقه الموازنات المعتبر وتستقيم مع الثوابت العراقية التي مبدؤها حماية العراق من التنازع والشقاق وكذلك مجلس علماء العراق والذي أشرنا إليه قبل قليل، ولعل مجلس «اتحاد علماء العراق» والذي يضم أعضاء سنة وشيعة على السواء جمعهم الفهم والحرص على المستقبل العراقي لعل فيه خيرا ومصلحة للشعب العراقي وقد عقد اجتماعه الاول في الأردن على أمل أن يكون صاحب مرجعية وأثر على طوائف العراق المختلفة.
هذه المجالس والأحزاب تختلف مسمياتها لكن يجمعها هدف واحد وهو حماية العراق من التقسيم واستقراره والحفاظ على أرواح المواطنين العراقيين ومنع الفتنة والطائفية المندسة من أن تلعب دورها المدمر والمخيف والمؤثر على العراق بكل طوائفه سنة وشيعة وبحسبة بسيطة يصل مقاعد أهل السنة إضافة إلى مقاعد الأكراد الـ 45 إلى 140 مقعداً يبقى 135 مقعداً من مقاعد البرلمان العراقي توزع على الطوائف والعرقيات الباقية ومن بينها الشيعة.
فهل يعقل أن هذا التواجد السني في العراق يعمل على تهميشه وإلقائه لجرائم ارتكبها حزب البعث بقيادة صدام ، حيث تثبت الأرقام التي ذكرناها في سلسلة مقالاتنا «أمريكا بين الخليج العربي والفارسي» أن معظم مكونات الحزب كانوا من الشيعة.
ألا تكفي هذه الأرقام لتدل على إنه لا يملك أحد إقصاء الآخر ، فإن كان للشيعة مرجعيات دينية ، فكذلك للسنة مرجعيات متمثلة بهيئات ومؤسسات وهذا بطبيعة المذهب السني أنه لا يأتمر بأمر مفتي واحد ولا عالم واحد.