عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 14-07-2007, 09:24 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

نداء إلى حارث الضاري«الحكم على الشيء فرع من تصوره » قاعدة عامة لا تغيب عن أمثال الدكتور حارث الضاري المتخصص بعلم الحديث، ونأمل أن تكون هذه القاعدة الحاضرة والمؤثرة على تصريحاته ونداءاته الجهادية، والتي ينبغي أن تنطلق من حيث المعايشة الواقعية للمشهد العراقي... فليرجع إلى العراق إلى حيث الواقع حيث المأساة حيث الصراع، حيث الضياع، حيث التنكيل، حيث الجوع.
لا أن تكون هذه التصريحات من سورية البعثية حيث الحماية السورية وفلول الزعامة البعثية العراقية في سورية والتي هي جزء من النظام السوري الذي يهمه الإبقاء على عراق ضعيف ممزق.
إلى حارث الضاري...لعله أن يرجع إلى حيث أصوله كرئيس لعشيرة عاشت طوال السنين الماضية في المجتمع العراقي متوافقة في إطار عراقي موحد والتي لا يمكن بل لا تقبل أن تعيش في إطار عراقي ممزق.
إلى حارث الضاري...
لعله يرجع إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وموقفه من صلح الحديبية ففيه مدرسة كاملة للتعامل مع الواقع...ارجع إلى تفاصيل صلح الحديبية بدلاً من الرجوع إلى تحميسات وجراحات فلول البعث العراقي عند حليفه البعثي سورية ... فوالله إنهم لا يرقبون فيك إلاً ولا ذمة، كما أن أصول العلم الذي تعلمته لا ترقب في حزب البعث العلماني إلاً ولا ذمة فإن استطعت التعايش مع حزب البعث في أروقة ودهاليز الحزب السوري فكيف لا تسطيع التعايش مع إخوانك في الحزب الإسلامي الذي كون هيئة العلماء واختارك لكي تكون رئيساً فيها.
إلى حارث الضاري...ألم يئن لك أن ترجع إلى كتب أصول الفقه والقواعد الفقهية... ألم يئن لك أن تراجع ما كتبه العلماء في المقاصد الشرعية .. ألم يئن لك أن تزن الأمور بموازين العلماء بدلاً من موازين الحماسة والتثوير بين الوعاظ والخطباء؟!!!

نداء التفاتة ومصالحة
إنه نداء للكبار من حكام الأمة العربية والإسلامية... نداء لكبرى الجماعات الإسلامية... نداء مصالحة ومناصرة... نداء إلى تصحيح مسار الأمة العربية وإعادة هيبتها وقوتها، بعد أن هدمتها رعونات زعامات طائشة وهددتها تصرفات غير مدروسة من بعض الحركات الإسلامية الجديدة.
إنه نداء التفاتة قبل أن تضيع الأمة وبأيدي أبنائها عن جهل وسوء تقدير....!
نداء لكل الزعامات العربية والإسلامية، فأنتم زعماء ورؤساء أمة كتب الله تعالى لها النصر والعزة إن هي توحدت وابتعدت عن الخلاف والتنازع، وإن هي كذلك أرادت العزة لنفسها ولدينها...
يا زعماء الأمة....
أنتم مدعوون للحفاظ على هيبتها وعلى وحدتها ونصرتها...
أنتم مدعوون لكي تبقى مآذن العراق قائمة يرفع فيها الأذان وتنادي بالصلاة والفلاح...
أنتم مدعوون لتحافظوا على بيضة الأمة من أن تعبث بها الأيادي الطائشة والزعامات الزائفة... وخناجر الطائفية التي كانت بالأمس تطعن من وراء حجاب ومن تحت ستار واليوم هي تضرب وتقتل في وضح النهار، هي تجاهد من أجل بناء باطلها وزعزعة حق غيرها...فهل لهذا الحق من نصير...؟!!
نداء إلى الحركات الإسلامية بكافة أطيافها وأشكالها... نداء إلى حركة الإخوان المسلمين.... ونداء إلى قيادات الدعوة السلفية... ونداء إلى حركات المعارضة في كافة الدول العربية والإسلامية.. نداء لهم ليعيدوا قراءة فقه الموازنات وحساب المصالح والأولويات.. نداء لهم ليعيدوا قراءة سير العلماء الأعلام الذين سطروا بعمق فهمهم وحسن قراءتهم للوقائع والأحداث أروع البطولات، والذين اعتبروا بطولة الوحدة والاعتصام والفهم أولى من بطولة الساعد والسلاح... نداء لهم ليقتدوا بسلطان العلماء العز بن عبدالسلام الذي وقف جنباً إلى جنب مع المماليك ليقودوا جموع الأمة نحو الوحدة والنصرة.
نداء لهم ليقتدوا بشيخ الإسلام أحمد بن تيمية حين ترك الخلاف مع مخالفيه من علماء الكلام والقبوريين على الرغم من وجود الخلاف بل مع اشتداده، لأن الوقت ليس وقته، وابن تيمية كان معروفاً بحدته وقوة حجته مع المخالفين، ولكن المصلحة العامة تقدم على المصلحة الخاصة، ودفع المضار يقدم على جلب المصالح، وحماية الأمة من أعدائها الخارجين تستدعي من الأمة أن تقف يداً واحدة حكاماً ومحكومين علماء ورؤساء ولهم في القرآن خير قائد ودليل (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رًيحُكُمْ وَاصْبًرُوا)(1).
ألا يكفي العز بن عبدالسلام وابن تيمية وأئمة المذاهب المعتبرة وعلمائها الأعلام... ألا يكفي هؤلاء أن يكونوا قدوة ومثالاً للحركات الإسلامية في تعاملها مع الحكام وكذلك الحكام في تعاملها مع الحركات الإسلامية على السواء...؟!
فإلى متى يظل الاختلاف والصراع؟ إلى متى تظل حسابات سياسة التخوين وإهدار المصالح هي القائمة؟
أقولها وأجري على الله... أقولها ولا خير فيَّ إن لم أقلها ولا خير فيمن لا يقبلها....
إن التاريخ لا يرحم.... !
فهل من وقفة جادة ...؟
هل من مصالحة تامة يعلنها القادة الكبار مع أبنائهم وإخوانهم مع شعوبهم الذين أعطتهم الثقة وحملتهم المسؤولية؟
هل من تشابك الأيدي بين الحكومات والشعوب... بين الحكومات والعلماء... بين الحكومات والحركات الإسلامية....
ألم يئن لنا أن نعرف مقاصد الشرع.....؟
ألم يئن لنا أن نتحسس هذه الفتن المتلاطمة من حولنا والتي تكاد تغرقنا وحينها لا فرق بين رئيس ومرؤوس....؟
ألم يأن لنا أن تخشع القلوب وتتحرك العقول والأفهام لصراخات الحرائر وهن تنتهك حرماتهن في سجون الطواغيت...
بالأمس القريب قام جيش ليس له عد ولا حد من أجل صراخ امرأة في مدينة «عمورية» ... واليوم هل ستتحرك جموع الأمة... من أجل آلاف الحرائر... من أجل آهات اليتامى ... من أجل عويل الثكالى... من أجل المآذن التي تقاوم الهدم... من أجل المساجد التي تقاوم التخريب... من أجل الشعوب التي تقاوم القتل والتشريد....؟
هذا التحرك مبدؤه الوحدة والاعتصام والمناصرة والتآلف... فهل نقيمها أم ستقام علينا؟ هل سنسعى إليها أم سيسعى عدونا بها إلينا....؟ ثم ماذا ننتظر....؟! هل ننتظر خسفاً تاماً أو غرقاً طاماً أو تدميراً شاملاً...اللهم هل بلغت اللهم فاشهد...وجزى الله خيراً من أوصل هذه الرسالة طاهرة نقية إلى حكامنا.
نداء إلى جموع الأمة وقبل هذا النداء نذكر بموقف الرجل الذي جاء إلى عمر بن الخطاب وقال له:
يا عمـــــــر الخير جزيــــت الجنـــــة
اكسُ بنيـــــاتـي وأمهـــــــــــــن
وكــــن لهم فـــي ذا الزمــان جنــة
أقســـــــــــم بالله لتفعـــــــــلـن .....

فتعجب عمر رضي الله عنه من الرجل ، يطلب ويقسم عليه أن يلبي طلبه ويقضي حاجته، فقال له عمر: وإن لم أفعل فماذا يكون؟ فقال الرجل: إذن لأذهبن.... فزاد عجب عمر، وقال: وإن ذهبت فماذا يكون....؟ فقال الرجل: إذن عن حالهن لتسألن، يوم تكون الأعطيات منة، وموقف المسؤول بينهن، فإما إلى نار وإما إلى جنة.واليوم يا أيها القارئ الكريم... يا جموع الأمة بكل أطيافها وأحزابها.... نحن مدعوون لنصرة إخواننا... !!!؟ نحن مدعوون لنصرة المساجد والمآذن...!!؟ أترضون أن تهدم المآذن ولا يبقى مكان للنداء...!!؟ أترضون أن تهدم المساجد فوق رؤوس المصلين...!!؟ أترضون أن يخفت الأذان من مآذن العراق ومآذن فلسطين؟ أترضون أن تخرب المساجد... وأن تهجر العوائل السنية وغيرها؟ أترضون أن يشرد الأطفال والنساء؟ أترضون لخير أمة أن يموت أطفالها جوعاً، وأن تخرب مساجدها وتهدم قبابها وتنكس أعلامها....؟ إن كنت ترضى فليس هذا الكلام لك....!
نداء إلى جموع الأمة وقبل أن ترفع أيديها بالدعاء أن تقدمها بصدقة تكون سبباً لإجابة الدعاء، ومعبراً عما يمكنها القيام به....! نداء إلى جموع الأمة يحتاج إلى تلبية لتدل على أنها خير أمة أخرجت للناس، وتبرهن عن وحدتها وكينونتها في أنها رغم ما بها لا تزال جسداً واحداً «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر».
نداء إلى جموع الأمة لإنقاذ ما تبقى من مآذن بغداد ومنابرها.
نداء حتى يظل «حي على الصلاة حي على الفلاح» قائماً ليقول: إن هنا أمة حية، وإلا فمن يقيم هذا النداء.