جانى فى منامى يابا دوبنى دوب دوبنى دوب
حدث مرة أن كنت جالسا في المسجد أقرأ
القرآن بهدوء ....و أنت تعرف حبي لمسجدي و
ارتباط قلبي به ..
فأخذتني سنة من النوم للحظات ..
فرأيت فيما يرى النائم أنني في مسجد
رسول الله (ص) .. .مسجد صغير ...سواريه
جذوع النخل ...و سقفه ألواح من الخشب و
أغصان الشجر أما أرضه فمن التراب
النظيف ..فيه منبر ..منبر من ثلاث درجات من
خشب بني اللون ...و جدرانه من
الطين ...رائحته المسك يملأه الرجال بالصلاة
و السجود و قراءة القرآن ...
في الخلف من الجهة اليسرى مصطبة
صغيرة... رأيتها يجلس عندها بعض الفقراء
مع عدد من شباب الصحابة .... إنهم أهل
الصفة ...أما من الجهة اليمنى فالصحابيات
يصلين بهدوء ... و رأيت النور يملأ المسجد
.مع أن بلال يِِؤذن للعشاء ..
و أضاء المسجد مقدم رسول الله (ص)
ليصلي بنا ... .و شعرت أنني أحلق في
السماء مع كل كلمة تتهادى من فم رسول
الله .. .و أن كل حرف ينبس به يغوص في
قلبي و يختلط في دمي ....ثم ركعنا وسجدنا
و دموعي تسبقني و لا أصدق نفسي ....
.هذا عمر يحاذي منكبه منكبي ... و هذا خالد
قدمه بجانب قدمي ...ثم سلم الجميع و
انصرفوا و بقي أهل الصفة و من أراد الصلاة زيادة ....
اقترب أحدهم مني و سألني : السلام عليك
يا أخي من أنت ... .عادل مامون يا سيدييا
صاحب رسول الله ....عادل مامون ..أتيتكم من
القرن الخامس عشر الهجري ...أشكو لرسول
الله الرجال والنساء ....أحدثوا و غيّروا و
بدلوا .. ..هجروا المساجد و تركوا الأخلاق و
الفرائض ... .و ظلموا أنفسهم قبل أن
يظلموا غيرهم .. ..و عادت دموعي
تنهمر ... .و أحسست أنها سيول ..ستغرق
الأرض و الجدران ...(لاعليك يا
أخي ..لاعليك ) أجابني صاحب رسول الله ...
( و لاتهنوا و لاتحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم
مؤمنين ...اذهب يا أخي عد إلى أرضك و
بلدك ..فاعمل للاسلام ..و ادع الناس إليه ...و
لاتيأس مهما وجدت من مصاعب ... و أوصيك
يا أخي : أوص......)
لم يكمل الصحابي الجملة يا شيخ فقد نهرني
خادم المسجد فأيقظني من أجمل حلم رأيته
في حياتي .. ..(قم يا هذا ....المسجد ليس
بيت أبيك ....النوم ممنوع ....أنا الآمر الناهي
هنا ....اخرج من نفسك قبل أن أطردك ) ....
قمت و الحزن يملأ قلبي ....و لكن و قبل أن
يأخذني اليأس المعتاد ...تذكرت كلمات
صاحب رسول الله .. ..فعاد لقلبي
الأمل ...لن أتراجع ..لن أيأس . ..سأعمل
للاسلام و أتحمل مهما طردني الجميع و
عارضني الجميع ...
الشيخ عادل