عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 18-01-2007, 08:47 AM
بلوشستاني للأبد بلوشستاني للأبد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 177
إفتراضي

أهل السنة والجماعة في إيران (الحلقة الأخيرة)
مجلة السنة


هكذا قتل الشيخ ضيائي

نقلاً عن مجلة الجهاد عدد رقم 114 بتاريخ جمادى الأولى 1415 هـ. (اتصل بي أحد الأشخاص يوم السبت [4/7] وقال إنه يريد أن يراني، وأكد على أهمية ذلك، فانتظرته في البيت حتى جاء. كان تقريباً في الأربعين من عمره ويلبس نظارة سوداء، وعندما رفعها هالني منظر عينيه حيث كانت رهيبة جداً، وعرّف نفسه فقال: اسمي مسعود، من الاستخبارات الإيرانية (سازمان اطلاعات) في بندر عباس، وأبرز لي بطاقته.


كان منظر الرجل يوحي كأنه مريض أو متعب نفسياً، ثم قال: (لقد جئت لأحكي لك قصة قتل الشيخ ضيائي - رحمه الله-).


وقد ذكر أنه كان هناك أثناء الاتفاق على قتل الشيخ، حيث كان يجلس مدير المحافظة (نائبها في البرلمان) وإمام جمعة الشيعة (نائب خامنئي) في منطقة هرمزجان وهو رئيس الاطلاعات فيها، قال: كنا نتكلم عن قتل الشيخ ضيائي فاعترض نائب المحافظة واقترح إخراجه إلى الخليج وغيرها، وعندما خرجنا قال لي رئيس الإطلاعات: (نريد تصوير التعذيب قبل القتل).


يحكي مسعود قائلاً: (طلبنا الشيخ يوم الأربعاء، وعندما دخل الحجرة كان جالساً، وكالعادة عندما نريد إخافة أحد نبدأ في تعذيبه، وقد أصيب الشيخ بجرح في جبينه كان ينزف دماً، وعندما كان يسأل: لماذا تعذبونني؟ كنا لا ندري ماذا نقول له).


وأضاف مسعود أنه عادةً كان يأمر الآخرين بالتعذيب ولا يشترك في ذلك، إلا في هذه الحالة ولأنه سيتم التصوير فقد شارك بنفسه حتى ينال رضا المسؤولين عنه.


ثم أردف قائلاً: (بدأنا بتعذيب الشيخ فقلعنا أظافره وأحرقنا ناصيته مع حلق الجزء الخلفي من رأسه، وكان كلما أغمي عليه من شدة التعذيب يتم صعقه بالكهرباء في ذراعه حتى يفيق، ثم قطعنا يده اليسرى بالسكين، ومع ذلك فقد كان يقرأ القرآن فما كنا نهتم بذلك، ثم قلعنا عينه. كان ذلك في الصباح، وعندما عدت إليه في المساء كان قد مات).


أعطيته للجنود ليلقوه في المكان الذي تم اختياره سلفاً. ولما كان من المفروض أن تلقى الجثة بشكل يوحي أن الشيخ قد مات في حادث سيارة، فقد هشموا رأسه بالمطرقة حتى لا يبقى منها سوى الفم واللحيين، وشقوا بطنه وأخرجوا أمعاءه حتى لا ينفجر الجسم أو يتحلل، حتى تبقى الجثة ليكتشفها الناس.


كان المكان الذي ألقيت فيه الجثة بعيداً عن الطريق العام وعن خط سير المارة، وعندما ذهبت لمعاينة الموقع قلت لهم: إن هذا المكان مقفر لا يأتيه أحد ولا حتى الرعاة، فلابد أن تأتوا بالناس حتى يروه، فقام الحرس الثوري بلفت أنظار الناس للتوجه إلى هناك بدعوى لم يحددها (مسعود)، فوجدوا الجثة بجانب السيارة التي كانت مقلوبة رأساً على عقب، فأخذوا الجثة إلى الطبيب الشرعي بدون الذراع المقطوع - لأنني أخفيته لوجود آثار التعذيب عليه - كأن كل الناس يعرفون أن الشيخ لم يذهب ضحية حادث سيارة، وأكد أخوه عبد الوهاب أنه ذهب ضحية مؤامرة دنيئة عليه، وكذلك الشيوخ الذين شاركوا في جنازته متقدمين خمسين ألف - أو يزيدون - من المشيعيين الذين جاءوا من مختلف المناطق، وكانت الاستخبارات مختلطة بالمشيعين على طول الطريق من بندر عباس وحتى قرية الشيخ ضيائي (هود).


ونظراً لما رأيته أثناء الجنازة من البكاء والنحيب ومظاهر الحزن والأسى التي غشيت جموع المشيعيين أحسست بتأنيب الضمير، وكنت في دهشة من أمري: كيف نعذب إنساناً ونقتله وهو بهذه العظمة والمحبة من الناس؟! وكان ذلك بداية توبتي إلى الله).


وعندما طلبت من مسعود أن يأتيني بنسخة من الفيلم الذي صوروه لتعذيب الشيخ، وعدني أن يأتي به في الغد (الأحد)، وكان موعدنا بعد العصر، إلا أنه لم يحضر حتى صباح الاثنين فاتصلت به في البيت، فرد علي أحد الأشخاص وأخبرني أن مسعود وجد مشنوقاً في غرفته ولا يدري أحد: أقتل أم انتحر؟


وهكذا قتل مسعود ودفن معه السر والدليل على هذه الجريمة البشعة، ولكن الأيدي الآثمة التي اقترفتها لن تنجو من عذاب الله وفضيحته في يوم آت لا محالة.


والشيخ ضيائي رحمه الله من مواليد عام 1940 درس أولاً في قريته (هود) ثم مدينة عوض (أوز) عند الشيخ أحمد فقيهي رحمه الله، ثم انتقل إلى المدينة المنورة قبل إنشاء جامعتها الإسلامية، وعندما أنشئت الجامعة التحق بها وتخرج فيها. كان خطيباً بارعاً في محافظة هرمزجان، وكل الناس يعرفونه ويحبونه، ومن أبرز أعماله تأسيس جامعة إسلامية في بندر عباس وكان يدرّس فيها، وتخرج على يديه العديد من علماء أهل السنة، وكان يعد بحق إمام أهل السنة في إيران، وكان في خطبه ودروسه يعمل على تثقيف أهل السنة وتوعيتهم بأسلوب يبتعد عن الإثارة حتى يفوت الفرصة على الحكومة في اعتقاله أو التخلص منه.


وفي إحدى المرات أجرت معه مجلة (المجتمع) حواراً ألقي بسببه في السجن لمدة أربعة أشهر - تقريباً - وكان يتم استدعاؤه دائماً للاستخبارات، حيث يبقى عندهم بالساعات وأحياناً يوماً كاملاً، ولذلك عندما طلب في المرة الأخيرة لم يكن هناك غرابة في ذلك.


عندما حدثت جريمة هدم مسجد الشيخ فيض في مدينة مشهد كان له دور في تهدئة الجماهير الثائرة حتى لا تراق الدماء، ثم ذهب إلى طهران وتكلم مع قادة الحكومة الإيرانية وطالبهم بإعادة بناء المسجد ثانية إلا أنهم رفضوا، بل أقاموا مكانه حديقة بنيت بمواد مستعملة حتى تبدو كأنها قديمة، ومن يراها لا يظن أنه كان في هذا المكان بناء.


هذا ما حصل معي شخصياً وقد أحببت أن أطلع إخواني قراء مجلة الجهاد حتى يعلموا حقيقة مأساة أهل السنة في إيران.
__________________
ان يسرقوك{بلوشستاننا} من تاريخنا
لن ينزعوك من صدورنا{ بلوشستاني... الهوية و الانتماء..حتى الممات}
{هدفنا اعادة البناء و تصحيح المسار لهذة الصحوة}
:: احرام على بلابله الدوح،حلا ل على الطير من كل جنس::http://www.peakbagger.com/map/r434.gif