الموضوع: وصية .
عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 26-06-2000, 06:14 PM
ميموزا ميموزا غير متصل
شذا الفصحى
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 707
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميموزا
Lightbulb

ثم تناقش الدراسة بعد ذلك العلاقة العضوية بين النقد الحداثي ، البنيوي والتفكيكي ، والفكر الفلسفي الغربي الذي أنتجه .
وفي النصف الثاني من الكتاب يقدم المؤلف دراسة مبسطة للمشروعين النقديين ؛ ليؤكد فشلهما في نهاية المطاف في تحقيق دلالة النص أو تقديم بدائل نقدية مقنعة للمدارس النقدية التي تمردا عليها . وهكذا تجيء إنجازاتهما التي كثر الحديث عنها في المحافل الأدبية والنقدية أشبه بالصور المكبرة داخل المرايا المحدبة ، وهي تزيف واقعاً أقل حجماً وأكثر تواضعاً .


الكتاب يقع في دائرة ( نقد النقد ) ، وفي رأيي جاء ضربة قاصمة للحداثيين ، فقد فضح زيفهم ، ويكفي أن مثقفاً كبيراً وقف لهم ، وتصدى لما يروجون من نظريات تصرف القارىء عن الأدب ، وتنفره من الاقتراب منه ، وتساهم في تعميق الهوة بين النص والمتلقي .
أما لماذا المرايا المحدبة ؟ أظنك عرفت الإجابة يا سلاف ، ولكن ليطمئن قلبك ، اقرأها بقلم د. عبدالعزيز حمودة :

لماذا المرايا المحدبة إذن ؟ هناك أربعة أشكال وأوضاع معروفة للمرايا : المرآة العادية ، حينما تكون مفردة ، تعكس كل ما يوجد أمامها في صدق وأمانة ودون تزييف أو تشويه أو مبالغة . أما المرآتان المتوازيتان فتقدمان صوراً لا نهائية لكل ما يقع بينهما في متاهة خداعة ووهمية . والمرآة المقعرة تقوم بتصغير الأشياء بشكل مخل يشوه حقيقتها . لكن المرايا المحدبة تقوم بتكبير كل ما يوجد أمامها وتزيفه حسب زاوية انعكاسه فوق سطح المرآة . قد تقوم المرآة بتضخيم الرأس أوالساقين أو منطقة الوسط والقلب . ولكنها وبصرف النظر عن زاوية الانعكاس ، تبالغ في حقيقة الشيء وتزييف حجمه الطبيعي .
وقد وجدت نفسي غير قادر على الهروب من صورة المرايا المحدبة وقد وقف أمامها الحداثيون جميعاً ودون استثناء ، الأصليون منهم والناقلون ، لفترة كانت كافية لإقناعهم بأن صورهم في المرايا المحدبة هي حقائقهم ، وذلك على وجه التحديد موضوع الدراسة ، أو الفكرة ( الغالبة ) كما يقول الحداثيون أنفسهم .
الرد مع إقتباس