عرض مشاركة مفردة
  #58  
قديم 15-10-2002, 08:03 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
إفتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة landles
ما هو المراد بوحدانية الله ، وهل في تلك الوحدانية ما يمنع ضرورة كونه تعالى في ثلاثة أقانيم ؟

الجواب:
بالنسبة للشق الأول من السؤال فالوحدانية لله تعني أنه إله واحد أحد لا شريك له في الملك، فالله هو الخالق الرازق المحيي المميت ولا يشاركه في ذاته أو صفة من صفاته أحد، فكل ما سوى الله مخلوق مربوب لله، فكيف يكون المخلوق الذي كان عدما مشاركاً لخالقه في الملك أو في صفة من الصفات.

وقد يقول قائل ما الذي يمنع أن يكون للعالم أكثر من إله، فبعضهم عبر عن هذا القول بإلهين، إله للخير وإله للشر كالمانوية، وبعضهم قال بأكثر من إلهين كاليونان القدماء والفراعنة، وكلا القولين فاسد بالنقل والعقل، أما العقل فما يعرف بدليل التمانع الذي يبطل عقلاً أن يكون للعالم إلهين أو اكثر، وتفصيل هذا الدليل كالتالي:

لو كان للكون إلهين وأراد أحدهما أن يعدم شيئاً موجوداً وأراد الآخر أن يبقى هذا الشيء موجوداً فيترتب على ذلك ثلاثة احتمالات:

الأول: أن ينفذ مراد أحدهما ولا ينفذ مراد الآخر.
الثاني: أن لا ينفذ مراد أي منهما.
الثالث: أن ينفذ مراد كل منهما.

فلننظر إلى هذه الاحتمالات الثلاثة التي لا رابع لها: فلو نفذ مراد أحدهما ولم ينفذ مراد الآخر، فالذي لم ينفذ مراده يكون عاجزاً لا يقدر على إنفاذ حكمه والعاجز لا يكون إلهاً.

ولو لم ينفذ مراد أي منهما فإن الإثنين عاجزين والعاجز لا يكون إلها.

ولو نفذ مراد كل منهما فهذا مستحيل ولما وجدنا أي خلق في الكون وأي اتساق لقوانينه لأنه لا يجتمع العدم والوجود في ءان معا في جسم واحد، فهذا من باب المستحيل العقلي الذي سناتي على بيانه لاحقاً.

فلذلك لا يكون للكون إلهين فضلا عن أكثر من ذلك، وإلا لفسد الكون وهو مصداق قوله تعالى: "لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا" سورة الأنبياء، ءاية 22.

أما الشق الثاني من السؤال فلا أعلم ما المقصود بالأقنوم أو الأقانيم، وهذه الكلمة غير مستعملة في شرعنا، ولكن الذي ينبغي الإشارة إليه ويجب الإيمان به أن الله لا يكون في شىء ولا يكون فيه شىء، لأنه لو كان في شىء لكان مظروفاً ولو كان فيه شىء لكان ظرفاً، والمظروف والظرف من صفات المخلوقين اللائقة بهم لا من صفات الخالق ولا تليق به.

أما كون المظروف والظرف لا يليق بالله تعالى فذلك لأن لكل منهما حيز والله منزه عن الحلول في الحيز، فالحيز صفة الجسم لا صفة خالق الجسم، والمتحيز محتاج لمن خصه بهذا الحيز والمحتاج لا يكون إلها.

وللحديث بقية.

والله من وراء القصد.