عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 21-06-2006, 09:16 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الزهرة في بلاد العرب :

بات من المعلوم أن العرب عرفوا الزهرة منذ قديم الزمان ، وقد بينا كيف انتقلت إليهم من العراق ، لكن المشكلة في فهم علاقة الزهرة في الآلهة عند العرب المعروفة ، وهي ( اللات و العزى ومناة ) .. فأي واحدة هي من تلك الآلهة ؟

لقد اهتم (فلهاوزن ) والذي يعتبر من أكثر المستشرقين ، في البحث بعبادات أهل جزيرة العرب ، قبل الإسلام ، بالعزى وقد تأثر بتفسيرات و كتابات المؤرخ الروماني القديم (بروكبيوس) المتوفى سنة 562م .. فأكد أن الزهرة هي (العزى) .. وهي نفسها ( أفروديت ) عند الرومان .. ولو ناقشنا مقولة (فلهاوزن) معتمدين على بعض ما كتبه الباحثون لظهر لنا بعض الدلالات :

1 ـ لقد جاء في كتابات اسحق الإنطاكي ( القرن الخامس الميلادي) .. أن العرب كانوا يعبدون آلهة تسمى ( بلتيس) وهي في معجم (بر ـ علي 4280) هي الزهرة .. وهي ( العزى ) 1..

2 ـ مما يؤيد رأي (فلهاوزن) .. في كون الزهرة هي (العزى) أن العزى كانت تعبد في شكل ثلاث شجرات مقدسة ، والشجرة رمز للخصوبة ، والزهرة كذلك .

3 ـ كان للعزى طوطم أو رمز تحمله العرب في حروبها ، وهي خاصية تتفق مع خواص الزهرة عند أهل العراق ..

4 ـ كان للصفويين ( المملكة الصفوية .. كانت عاصمتها أم الجمال ، شرق الأردن ، وكانت قبل المسيح عليه السلام بحوالي 1000 سنة ) .. كان لهم إلها اسمه (العزيز) أو (عزيزو) وهو مذكر (العزى) .. وتلك الدولة كانت محاذية لدول العراق القديمة ، ومتأثرة بها ، فكان هو اله الحرب لديهم .. وهي خاصية تلتقي مع الزهرة .

5ـ إن لقب الزهرة كآلهة للصباح عند أهل العراق ، يقابله إله آخر عند اليونانيين (الإغريق) يسمى (آزيزوس) ، اله الصباح .. وهو تحريف واضح لعزيزو ..

6 ـ إن أهل (تدمر ) كان لهم توأمان من الآلهة ، (عزيز) و (أرصو) أو أرص ويمكن أن يكون ( أرض) .. نظرا للتأخر في التنقيط باللغات التي كانت سائدة ، وكلا التوأمان يشيران للزهرة ، في دورها الحربي (الصباحي) ودورها الخصوبي (المسائي) .

أما لو عدنا للزهرة وعلاقتها بالآلهات الثلاث :

جاء في النصوص الأوجاريتية ، في بلاد الشام ، ( ربت أثرت يم ـ ألت ) .. وترجمته : ربت = ربة .. أثرت = عشيرة .. يم = بحر .. ألت = إيلات أو اللات .. وهذا يقودنا إلى تحريف النص ، ليصبح إلهة البحر ( الأحمر) إيلات .

ولو تمعنا بأسماء بارزة في دولة ( تدمر) .. فكان (تيملاتوس) وهو الممول لحملة زنوبيا في إفريقيا ، والذي كان سببا في اندثار دولتها عندما اختلف مع القائد (زباي) .. وناقشنا اسمه ، فسنجد تيم = عاشق أو عبد ، اللاتوس = اللات ، والواو والسين ، كانت للإضافات للأسماء في ذلك العهد على الطريقة اليونانية و الرومانية .. وكذلك كان إبنها وابن (أذينة طبعا) زوجها ، اسمه وهب اللات ، أي عطية الإله اللات ..وهو اسم مشتق من اليونانية Athenodore أي هبة أثينا و أثينا اليونانية هي الزهرة ..

وهنا يتضح لنا ـ على رأي كل من : (ديسو) و (ريكمانز ) و (ستاركي) أن اللات هي الزهرة أيضا 2

ولكن أين (مناة) من كل هذا ؟

لبعد أصول اللغة العربية وتوغلها بالقدم ، ونشوئها من سبعة مصادر ، ومن تلك المصادر (الكنعانية) .. فان الكنعانيين كانوا يطلقون على ( عشتار) لقب (عناة) وهي إلهة الخصوبة عند الكنعانيين .. و كما حرفت (أرصو و أرص و أرض ) مع الزمن ، وكما حرف ( عزيزو و عزيز و آزيزوس ) يمكن أن تكون حرفت (عناة) الى ( مناة ) ..

يتبع ..
ــــــــ
الحوت المصدر السابق ص 69
السواح المصدر السابق ص 88
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس