عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 03-09-2003, 02:26 AM
صقر الامارات صقر الامارات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: الامارات العربية المتحدة .
المشاركات: 155
Lightbulb هويــــــــــــة محــصّـنــــــــــــــة .

# هــويـــة محصّنــة:

الأسرة هي وحدة بناء المجتمع ، ولذلك فقد أسدى الإسلام اهتماماً كبيراً للعناية بها ، وقد عمل على تنشئة شبابها تنشئة صحيحة ، فإن صلحت الأسرة صلح المجتمع وإن فسدت فسد .

إنّ الأفكار السامّة التي جرت في أوردة المجتمع وشرايينه ، أثّرت سلباً في الشباب ، وما زاد " الطين بلّة " ، أنّ العديد من الآباء لا يملكون وعياً باالأخطار التي تداهم شباب الأمة وتحاول القضاء على كل قيمة من القيم الإسلامية ، فيما خير منهاج لنا جميعاً هو كتاب الله وسنّة نبيه ، هذا ما قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما سئل على الوسيلة للخروج من الفتن والمحن ، لذا فعلينا أن نلتزم بتعاليم الإسلام العظيمة ، التي أنجبت فكراً مستقلاً ظل يقدم الحلول للمآزق والنوائب التي حلّت باالأمة .

وللأسرة دور كبير على الصعيد السياسي والحدث الدائم ، إننا اليوم نعيش في القرن الحادي والعشرين ، وكما إن وسائل الإتصال والمواصلات اختلفت ، فأساليب الإستعمار اختلفت ، فقد استخدموا مع دول الشرق الإسلامي منذ مئات السنين أسلوب الغزو العسكري لإستعمارنا ، وقد كان السبب في إيجاد طرق الحماية والإنتداب والوصاية هو فشل طريقة الغزو العسكري ، لأنه قوبل بمعارضة شديدة ، ونظمت ضدّه الثورات من أجل القضاء عليه حيث كانت الأسرة المسلمة تمتلك النخوة وحب الوطن والدفاع عن الإسلام والمسلمين ، فلجأت القوى المعادية للإسلام قديماً إلى استخدام ألوان أخرى من الإستعمار ، وعندما قوبلت وسائلها الجديدة باالثورات والنضال ، أيقن الأعداء أن السبب في ذلك امتلاك المجتمع المسلم هويته الإسلامية وتيقنوا من أن الوسيلة الوحيدة للبقاء هو القضاء على تلك الهوية ، فقاموا بغزونا ثقافياً وفكرياً وسلّطوا على مسمعنا وأبصارنا ما يغرس في نفوسنا قتل حب الدفاع عن الإسلام وأراضيه ، وعملوا جاهدين على تبليد مشاعرنا ، وما يدعو للأسى والأسف أنهم نجحوا نسبياً في ذلك ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ، ما المخــرج ؟

المخرج هو العودة السريعة إلى كتاب الله وسنة نبيه ، وتربية الأبناء بصورة إسلامية صحيحة ، هذه هي الوسيلة التي يمكننا بواسطتها الخروج من المحن التي نمر بها الآن ، فلو أوجدنا جيلاً مواكباً لتقنيات العصر دون أن تتنافى هذه التقنيات والوسائل مع الثوابت الدينية الإسلامية لأنتصرنا على أعدائنا ولتمكنا من إبطال حججهم .

والإسلام لا ينافي التحضر والتقدم ، إنما ينهي عن الرذيلة ويدعو إلى الفضيلة ، ولو تأملنا تعاليم الإسلام لوجدنا الرقي فيها ، لقد تمنى العديد من روّاد الفكر الغربي أن تكون بلادهم كبلاد الإسلام ، فعلى سبيل المثال ، تقول الكاتبة ( أنا رورد ): ألا ليت بلادنا مثل بلاد المسلمين حيث العفة والحشمة .

وتأمل معي أيها القارئ الكريم تعاليم الإسلام ، لتعرف مدى سخف التيارات الفكرية المعادية للإسلام ، انظر إلى هدي نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام ، حيث يقول فيما ورد في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والجلوس في الطرقات . قالوا: يا رسول الله ، ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها . قال: " فإن أبيتم إلاّ المجلس فأعطوا الطريق حقّه " . قالوا: وما حقه ؟ قال: " غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر باالمعروف والنهي عن المنكر " .

وأيم الحق ما أنبلها من آداب تلك هي تعاليم الإسلام العظيمة ، التي علمها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه ، ووجب على الآباء أن يعلموها لأبنائهم ، ويحذروهم من كيد أعدائهم ، الذين خدعوهم بكلامهم المعسول .

وفي الختام أوجه كلمة إلى الآباء وأقول لهم ، إننا نعيش في عصر الإنفتاح الثقافي ، الذي له سلبياته ، والتي فاقت إيجابياته ، لذا عليهم أن يحصِّنوا أبناءهم ويغرسوا في نفوسهم الفضائل والمكارم التي حثّ عليها ديننا الحنيف ، وأن يدعوهم للإقتداء باالصديق أبو بكر والفاروق عمر .
__________________
جزيتم خيرا على تفضلكم الكريم بقراءة الموضوع .

( alshamsi-uae.com ) .