عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 26-09-2003, 10:07 PM
ابن الوردي ابن الوردي غير متصل
السلف والخلف مؤمنون
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: أرض مباركة
المشاركات: 647
إفتراضي

كلامك غير صحيح يا [المسك] فقد قرأتُ كل ما نقلتَه أنتَ من آيات وروايات ولم أجد كلمة [بذاته] في أي منها!!، هذه الكلمة أنتم زدتموها وابتدعتموها ولم ترد في كتاب الله، فكيف تستخدم في وصف الله كلمة لم ترد في القران ولم ترد في السنة؟ ثم أنت تستخدم أحاديثا بغير تصحيح، ولا يخفى عليك أن الكثير من الأحاديث لا يحتج به في العقيدة لكونه ضعيفا أو لغير ذلك.

فليأذن لي المراقب بالرد على الخطاب الموجه لي شخصيا من قبل الاخ المسك.

المسك، أنت تقول إن القرآن مملوء بما هو [صريح] في إثبات علو الله [بذاته] فوق خلقه، وهذا خلاف الحقيقة، بل لا يوجد كلمة [بذاته] أصلا فيما رويته فكيف يكون صريحا في الدلالة على أنه يتصف بالعلو [بذاته]!!!.
وربما أنت لا تعي معنى كلمة [صريح]، بل يبدو انك لا تميز بين [الصريح المحكم] وبين [الظاهر المتشابَه] من النصوص، ولا أبخل عليك بهذه المعرفة.
فاعلم أن [الصريح المحكم] هو ما ليس له بحسب اللغة العربية إلا معنى واحدا فقط، بينما [الظاهر المتشابه] فيحتمل أكثر من معنى بحسب اللغة العربية لذلك سُمّيَ مُتَشابَها، وإليك البيان هداك الله:

قال الله تعالى فيه:
{هو الذي أنزل عليك الكتاب}: أي القرآن الكريم.
{منه آيات محكمات هن أم الكتاب} والايات المحكمات هذه مثل قوله تعالى {ليس كمثله شيء}، هذا نص صريح الدلالة على المعنى لأنه لا يحتمل بحسب وضع اللغة العربية إلا معنى واحدا فقط، لذلك قال الله تعالى في مثل هذه الايات ومثيلاتها {هنَّ أم الكتاب}.
{فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا}. وهذا دليل على ان المسلم لا يبني اعتقاده على مجموعة من الآيات المتشابهات غير الصريحات في الدلالة على المعنى المراد منها، فلو نظرتَ إلى الآيات التي اوردتها أنتَ ستجد نفسك لم تستخدم الآيات المحكمات بل لجأت الى استخدام الآيات المتشابهات، ومع ذلك فليس فيها كلمة [بذاته] التي تدعيها، مما يؤكد أن الفوقية هي فوقية القهر وفوقية الفضل والمكانة وليس فوقية المكان والجهة، لأن فوقية المكان والجهة هذه صفة لملايين ملايين المخلوقات التي خلقها الله وخصها بجهة فوق.

وإليك مزيد بيان:
فأنت لو أخذت الآيات المتشابهات على ظاهرها ولم تفطن ما قاله أهل العلم بها ستقع في التعارض، وقد وقعتَ أنتَ به فعلا فأنت نسبتَ التناقض لآيات القرآن من دونما انتباه ربما لكنك فعلت تارة تقول انه في السماء وتارة على العرش وتارة تقول انه فوق العرش ولا أدري ماذا ستقول! وانظر لما كتبتَه أنت بالنص حيث تقول: "فتارة يذكر العلو والفوقية والإستواء على العرش وكونه في السماء".
والحقيقة ان القرآن يتعاضد اي يتوافق ولا يتناقض، وإليك شرح موجز لمعنى كلمة {العلي} أو {الأعلى} لما ترد في كتاب الله تعالى:

أيْ أنَّ اللهَ أَعلى منْ كُلِّ شىءٍ قدراً وأعْظَمُ مِنْ كُلِ عظيمٍ وأقوى من كُلِ قويٍ وَأَقدَرُ من كُلِ قَادِرٍ. وَلَيسَ مَعنى العَلِيِّ أنَّ اللهَ عالي المكانِ لأنّ اللهَ مُنَزَّهٌ عنِ الجِهَةِ

ولو أخذت الايات المتشابهات على ظاهرها فإنك ستقع في مهالك اعتقادية كثيرة، منها أنك ستقول أن القرآن يتعارض مع بعضه وهذا ليس صحيحا، فلو أنك قرأت قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} فاعتقدت أنه [بذاته] على العرش، ثم اخذت بظاهر قول الله تعالى: {ءأمنتم من في السماء} فاعتقدت أنه في السماء فهذا تخبط ما بعده تخبط تارة تعتقد انه في السماء وتارة تعتقد أنه على العرش وهكذا.
ثم لو انك تعتقد ان ربك موجود [بذاته] في السماء فماذا تفعل بقول الله تعالى: { يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ }!!! فهذه السموات تطوى فهل لا زلت تعتقد ان ربك فيها؟؟؟ أم أنك ستنتقل الى الفقرة الثانية وتغير اعتقادك!

كل هذه الايات المتشابهة يا اخ لا تؤخذ على ظاهرها ولا نخوض في ذات الله بل ننزه الله عن مشابهة المخلوقات ولا نزيد من عندنا فنقول: [بذاته].
أما استدلالك بقول الله تعالى: {بل رفعه الله إليه} فهذا ما فيه حجة لك بالمرة، فقد ثبت في صحيح مسلم أن عيسى عليه السلام في السماء الثانية فهل تزعم أن الله مع سيدنا عيسى هناك! بل المعنى أنه رفعه الى مكان مشرَّف عنده، كما نصف الكعبة والمسجد فنقول بيت الله اي بيت مشرف عند الله مكرّم عنده. ثم سيدنا ابراهيم لما ترك ارض العراق وهاجر الى الشام قال: {إني ذاهب الى ربي سيهدين} وهذا من القران ايضا فهل ستعتقد الان ان ربك موجود في الشام!!! لا، دعك من الأخذ بظاهر ما جاء في الكتاب والسنة، وابني معتقدك على الايات المحكمات، فقول ابراهيم يعني انه ذاهب الى مكان مشرف عند الله الى مكان يوجد فيه من يعبد الله عزوجل.

وعلى هذا فقس ما تبقى من الايات المتشابهات التي توهمتَ منها العلو الذاتي في حق الله تعالى واعلم ان علو الله على خلقه بعظمته بقدرته بملكه وهكذا.

وكان يكفيك في مثل هذا ان تعتقد بقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} لتتخلص من افات الاخذ بظاهر المتشابه الذي لا يتبعه الا الذين في قلوبهم زيغ.
اتوقف هنا لكي لا اطيل اكثر وارجوك لو أردت الخوض مزيدا في هذا الباب فلنستأذن المراقب لكي لا نسبب له وجع الرأس، أنت مهذب في حوارك والحمد لله لكن المراقب طلب التوقف عن البحث في هذا الموضوع، ولم اكن لاجيبك في هذا الموضوع خصوصا لولا انك خاطبتني بالاسم.

وقد اجمع اهل السنة ان الله تعالى لا يحويه مكان نقل ذلك عبدالقاهر الخطيب البغدادي في كتابه الفَـرقُ بين الفِـرَق كذلك غيره نقل الاجماع والامام الطحاوي في عقيدته ذكر ان الله تعالى لا تحويه الجهات كسائر المبتدعات.
__________________
[size=3][align=JUSTIFY]قال الله تعالى: {ليس كمثله شيء}، الشرح: إن الله لا يشبهه شيء من خلقه، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وقد جاء في العقيدة الطحاوية المعتمدة عند عموم أهل السنة والجماعة: [من وصف الله بمعنى من معاني البشر –أي بصفة من صفات البشر- فقد كفر، من أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر].
كان بطل ملوك الاسلام ومحرر الأقصى [السلطان صلاح الدين الأيوبي] أشعريا. كذلك [[color=red]السلطان محمد العثماني[/CO