عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 27-09-2003, 03:23 AM
ابن الوردي ابن الوردي غير متصل
السلف والخلف مؤمنون
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: أرض مباركة
المشاركات: 647
إفتراضي

إن كل ما وضعته هو من المتشابه، ومعلوم عند المسلمين أن العقيدة الإسلامية تبنى على الآيات المحكمات ولا تبنى على الآيات المتشابهات، والمشبهة أخذوا بظاهر ما تشابه من الكتاب والسنة فهلكوا.
الآيات المحكمات هي التي ليس لها بحسب اللغة العربية إلا معنى واحدا.
الآيات المتشابهات تحتمل جملة من المعاني نأخذ منها ما يليق بالله عزوجل.

والله تعالى أوصانا أن نأخذ بالآيات المحكمات ونهانا عن تتبع المتشابه كما تفعل أنت.
بدليل:
قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ}
هذا كاف في الرد على من يتمسكون بظاهر بعض الآيات المتشابهات التي لها معنى صحيح غير ما تبدو في ظاهرها، لذلك وصف الله متتبعيها بالذين في قلوبهم زيغ، فكيف تتبع ظاهر المتشابه بعد ذلك؟

ولكي تستوعب أكثر فتعلم التالي:
قال الله تعالى: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا}. فأنت لو أخذت بظاهر هذه الآية المتشابهة فإنك ستعتقد أن عيسى عليه السلام خُلِقَ من [روح] هي روح لله، وهذا اعتقاد كفري، لأنه تشبيه لله بخلقه. إذا لا يسعك أن تتمسك لبناء عقيدتك بظاهر ما تشابه من الآيات بل عليك أن تأخذ لذلك معاني الآيات المحكمات لأن الآيات المحكمات معناها واضح لأنها بحسب اللغة العربية التي أنزل بها القرآن لا تحتمل إلا معنى واحدا، بينما الآيات التي توردها تحتمل معان كثيرة متنوعة كما رأيتَ بعينك في هذه الآية.

مثال آخر:
قال الله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}. فلو انك تريد أن تأخذ بظاهر هذه الآية المتشابهة فمعنى ذلك أنك تعتقد أن الله يسكن بين أنفسنا وبين حبل الوريد وهو [عِرق] [والعِرق إما أن يكون شريانا أو وريدا] فهل تعتقد ذلك؟ هل تأخذ بظاهر هذه الآية المتشابهة؟ أم تقول بل لها معنى يليق بالله عزوجل غير ما يتبادر للأذهان من ظاهر الكلام!؟
ها!
أجب...

مثال آخر:

قال الله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ}.
فلو أنك تأخذ بظاهر ما تشابه من آيات للزمك أن تعتقد أن الله يسكن في كل جهة من الجهات من أمامك وخلفك وعن يمينك ويسارك، فهل تأخذ بظاهر هذه الآية المتشابهة أم تنكر الاخذ بظاهرها لأنها تحتمل أكثر من معنى لذا تترك الأخذ بظاهر هذه الآية؟؟؟
أجب

أما لو كنت تريد أن تأخذ بظاهر بعض الآيات وتترك الأخذ بظاهر بعضها الآخر فهذا تَـحَـكُّـمٌ أي عمل بلا دليل صحيح، وبهذا يتبين لك أن ظاهر الآيات المتشابهات لا يؤخذ بها ولا نتبعها لأن الله تعالى قال: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه}.

ثم ألا تنتبه إلى نفسك كيف أنك تضع آيات ظاهر كل واحدة منها يختلف عن الأخرى ويتناقض معها؟ هذا دليل على أن المعنى المراد من الآيات هذه ليس ما يظهر منها، بل لها تفسير يليق بالله، ولا يتناقض بعضها مع بعض، لأن القرآن كله متوافق لا تتعارض آية مع اخرى فسبحن الله العظيم كيف تورد آيات متشابهات وتريد الأخذ بظاهر كل اية منها رغم ان الظاهر متناقض؟؟

خذ واستوعب علم الدين لكي لا تقول في القرآن برأيك مرة أخرى واجمع النقاط التي ساوردها لك الآن بالأرقام فلو أنك تريد أن تأخذ بظاهر كل آية من الآيات المتشابهات فسيحصل معك ما يلي:

1-) الله تعالى قال في كتابه الكريم: {ْامنتم من في السماء}. هذه الآية أنت تتوهم أن معناها أن الله يسكن في السماء.

2-) وقال تعالى: {الرحمن على العرش استوى}. هذه الآية أنت تتوهم منها أن الله على العرش.
3-) وقال تعالى: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريدهذه الآية أنت تتوهم منها أن الله يسكن في داخل كل واحد منا.
4-) وقال تعالى: {فأينما تولوا فثَمَّ وجه الله} هذه الآية أنت تتوهم منها أن الله يسكن في كل الاتجاهات التي ننظر إليها.

والنماذج كثيرة، فكيف تأخذ بظاهر الكلام دون معناه المراد بعد هذا؟ إذا أنت أخذت هذه الآيات الأربعة كل واحدة منها على ظاهرها فهذا يعني أنك تزعم أن القرآن متعارض متضاد مع بعضه، وهذا ليس صحيحا، بل الصحيح أن القرآن متوافق، إذا هذا يكفي لنعرف أنه لا يمكننا أن ننتبع الآيات المتشابهات، والله يقول: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه}.

ثم كل آية وكل حديث مما أوردت أنت لها معنى صحيح غير الظاهر من الكلام، أصلا هذا الكلام بحسب اللغة العربية يحتمل أكثر من معنى، فلماذا تريد أن تأخذ بالظاهر رغم أن الظاهر متعارض متناقض بدلا من أن تقول إن لكل اية معنى صحيح غير الظاهر منها؟

كل ما أوردته تحدث فيه العلماء وفسروه بالطريقة الصحيحة ولم يأخذوا بظاهره كما هو لأن ظاهر الاية الواحدة تخالف ظاهر اية اخرى وكذلك الاحاديث وقد اعود في المساء لأشع لك الشروحات باستفاضة إن شاء الله
__________________
[size=3][align=JUSTIFY]قال الله تعالى: {ليس كمثله شيء}، الشرح: إن الله لا يشبهه شيء من خلقه، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وقد جاء في العقيدة الطحاوية المعتمدة عند عموم أهل السنة والجماعة: [من وصف الله بمعنى من معاني البشر –أي بصفة من صفات البشر- فقد كفر، من أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر].
كان بطل ملوك الاسلام ومحرر الأقصى [السلطان صلاح الدين الأيوبي] أشعريا. كذلك [[color=red]السلطان محمد العثماني[/CO