عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 27-09-2003, 09:17 AM
ابن الوردي ابن الوردي غير متصل
السلف والخلف مؤمنون
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: أرض مباركة
المشاركات: 647
إفتراضي

أخي المسك
أتمنى أنك لا تنسب العلو [الذاتي] لله عزوجل لأن العرش موصوف بالعلو الذاتي وكذلك السموات أهل السماء الملائكة سكان السموات والحافون حول العرش وغير ذلك من مخلوقات الله كالجنة فكل هذه المخلوقات عالية [بذاتها] أي موصوفة بالعلو المكاني أما الله تعالى فلا يشبه مخلوقاته ولا يتصف بصفاتهم سبحنه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
أخي المسك، أرجوك مرة أخرى لا تخض في المتشابه لأن المتشابه يحتاج إلى من يفسره التفسير الصحيح، لا أن يؤخذ على ظاهره، لأنه لو اُخِذّ على ظاهره ففيه نسبة التناقض للقرآن الكريم، فآية ظاهرها يختلف ويتناقض مع ظاهر آية أخرى لكن معناها الحقيقي ليس متناقضا لذلك فإن الخوض في المتشابه أمر غير محمود، فمن أخذ بظاهر المتشابه فقط اتبع المتشابه والله يقول: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه} لذا لا ينبغي لمسلم أن يتبع ظاهر أو ما يتوهمه من ظاهر آية من المتشابهات بل إن المسلم الحق يبني اعتقاده على الآيات المحكمات {ليس كمثله شيء} {ولم يكن له كفوا أحد} {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}.
ألله هو {العلي} أي أعلى من كل شيء قدرا وفضلا، كما نقول {ألله أكبر} ومعناها ألله أكبر من كل شيء قدرا وعظمة وليس حجما، لأن الأحجام صفة المخلوقات، الأحجام الصغيرة والكبيرة مخلوقة، والحجم خصوصية الأجسام، والله تعالى لا يوصف بصفات المخلوقين.
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته المعتمدة عند المسلمين قاطبة: {تعالى الله عن الحدود والغايات والأعضاء والأركان والأدوات ولا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات} فكما تلاحظ في هذه العقيدة فإن المسلمين ينزهون الله تعالى عن الحد، لا نقول له حد لا نعلمه، لا، بل نقول لا يوصف بالله بالحد، والأجسام كلها محدودة، وكل محدود مخلوق، والله لا يشبه المخلوقات، سبحنه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
لن أتابع فيما كنت عزمت عليه من شرح ما أوردته أنت من آيات واحاديث متشابهة تحتمل بحسب اللغة العربية معان كثيرة كثيرة لا ينبغي للمسلم أن يحملها إلا على محمل يليق بالله عزوجل، ولكن سوف أضيف حديثا واحدا إلى ما وضعته أنت من هذه الامثلة، والحديث صحيح، وبإمكان أي شاء أن يجده سواء في صحيح البخاري أو مسند الإمام أحمد أو في غيره وقد رواه الهيثمي أيضا، وأورده لحكمة، وهو أن تعلم ويعلم الأخ القارئ أن المتشابه لا يؤخذ على ظاهره، ولا نقول في القرآن برأينا، بل نعمد إلى ما قاله أهل العلم فنقول بقولهم.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصقن أمامه فإن ربه أمامه}

وجاء في مسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصقن أمامه فإن ربه أمامه}.

ورواه الإمام البخاري في صحيحه بنص: {إن أحدكم إذا قام في صلاته، فإن ربه بينه وبين قبلته، فلا يبزقن في قبلته}.

فانظر معي إلى هذا الحديث الصحيح، بشهادة حفاظ الأمة، لو أراد الإنسان أن يأخذه على ظاهره للزمه أن يعتقد أن الله يسكن في الأرض، وهذا من الكفر البشع والوهم السخيف، فهيهات هيهات أن يكون المعنى المراد من هذا الحديث ما قد يتوهم منه من يريد أخذ المتشابه بظاهره، بل لهذا الحديث معنى يحتمله لفظه ونص الحديث يحتمله، وهذا المعنى ليس مخالفا لعقيدة المسلمين وليس فيه نسبة السكن في الأرض لله العظيم خالق الأرض والسماء والعرش والأمكنة جميعها وهو تعالى لا يحتاج لا لأرض ولا لسماء ولا لعرش ولا لكرسي ولا لمكان ولا لزمان ولا لنور ولا لظلمة ولا لجهة فهو خالق الجهات كلها كونها من لا شيء وأبرزها من العدم إلى الوجود. وانظر كيف تعامل علماء الاسلام ومشايخه مع الحديث المذكور:

1-) رووى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رُؤي في وجهه فقام فحكه بيده فقال: إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه ـ أو إن ربه بينه وبين القبلة ـ فلا يبزقن أحدكم قِبَلَ قبلته، ولكن عن يساره أو تحت قدميه، قال الحافظ ابن حجر: وقد نَـزَعَ به بعض المعتزلة القائلين بأن الله في كل مكان، وهو جهل واضح، لأن في الحديث أنه يبـزق تحت قدمه وفيه نقض ما أصلوه وفيه الرد على من زعم أنه على العرش [بذاته].اهـ

2-) وفي إرشاد الساري شرح صحيح البخاري للقسطلاني ما نصه: إن ربه بينه وبين القبلة إذ ظاهره محال، لتنـزيه الرب تعالى عن المكان، فيجب على المصلي إكرام قبلته بما يكرم به من يناجيه من المخلوقين عند استقبالهم بوجهه ومن أعظم الجفاء وسوء الأدب أن تتنخم في توجهك إلى رب الأرباب وقد أعلمنا الله تعالى بإقباله على من توجه إليه قاله ابن بطال.اهـ

3-) وقال الحافظ البيهقي في كتابه الأسماء والصفات قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: قوله: فإن الله تعالى قِـبَـل وجهه تفسيره أن القبلة التي أمره الله تعالى بالتوجه إليها للصلاة قِـبَـل وجهه فليصنها عن النخامة وفيه إضمار وحذف واختصار كقوله تعالى: {وأُشربوا في قلوبهم العجل} أي حب العجل، وكقوله: {واسئل القرية}‏ يريد [أهل القرية] ومثله في الكلام كثير وإنما أضيف تلك الجهة إلى الله تعالى على سبيل التكرمة كما قيل بيت الله وكعبة الله في نحو ذلك من الكلام. وقال في قوله: إن ربه بينه وبين القبلة معناه أن توجهه إلى القبلة مفض بالقصد منه إلى ربه.اهـ

خلاصة الكلام يا أخي أن القرآن الكريم فيه ايات محكمان هن ام الكتاب اي نعود إليهن في بناء اعتقادنا وفيه ايات متشابهات فالايات المتشابهات والاحاديث التي احتوت على المتشابه لا نأخذ بظاهرها لأن الظاهر قد يتناقض بينما يكون الكلام يحتمل اكثر من معنى فعلينا ان لا نأخذه على محمل لا يليق بالله عزوجل.
انتهى
__________________
[size=3][align=JUSTIFY]قال الله تعالى: {ليس كمثله شيء}، الشرح: إن الله لا يشبهه شيء من خلقه، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وقد جاء في العقيدة الطحاوية المعتمدة عند عموم أهل السنة والجماعة: [من وصف الله بمعنى من معاني البشر –أي بصفة من صفات البشر- فقد كفر، من أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر].
كان بطل ملوك الاسلام ومحرر الأقصى [السلطان صلاح الدين الأيوبي] أشعريا. كذلك [[color=red]السلطان محمد العثماني[/CO