ضرورة إجبار إسرائيل دولياً
مع تصاعد العدوان الإسرائيلي علي لبنان والذي تجاوز كل الخطوط الحمراء في الصراع العربي الإسرائيلي بات المجتمع الدولي مطالباً بأن يتدخل بصورة سريعة لإنقاذ الشعب اللبناني الذي دمرت إسرائيل كل منشآته وبنيته التحتية ولم تترك الأخضر أو اليابس.
ورغم ان قمة الثماني والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات ودولا أخري قد أجرت اتصالات واتخذت قرارات أدانت فيها إسرائيل إلا ان هذه الإجراءات حتي الآن ليست كافية لردعها وإجبارها علي وقف اعتداءاتها علي لبنان والدخول فورا في محادثات جادة سواء كانت مع اللبنانيين أو الفلسطينيين لطي ملف الأسري وجميع الملفات العالقة والتي تتسبب في بؤر التوتر دائما بين إسرائيل وحماس والفلسطينيين من جهة وبين إسرائيل وحزب الله ولبنان من جهة أخري.
لقد كان بيان قمة الثماني واضحا وطلب من إسرائيل ايقاف هجومها علي لبنان وسحب قواتها وآلياتها العسكرية من غزة إلا ان المطلوب إلزام إسرائيل دوليا وبشكل قاطع بوقف جميع اعتداءاتها علي لبنان والفلسطينيين خاصة وان الجانبين اللبناني والفلسطيني لم يرفضا محادثات مباشرة أو غير مباشرة بخصوص التوصل لاتفاق حول قضية الأسري.
يعيش لبنان كابوسا من الدمار والخراب والعالم يتفرج ولم يتخذ أي إجراء وحان الوقت ان يتدخل المجتمع الدولي بصورة عاجلة لمواجهة الموقف حتي لا تؤدي هذه العمليات الانتقامية الإسرائيلية إلي كارثة خاصة في ظل استهداف المدنيين العزل كما تم السبت في مروحين وأمس في صور .
ولذلك فإن زيارة خافيير سولانا والوفد الدولي إلي بيروت يجب ان تكون البداية الحقيقية لتدخل دولي جاد لايقاف الاعتداءات الإسرائيلية أولا وليس للضغط علي لبنان بشأن حزب الله باعتبار ان حزب الله أصبح يمثل رمزا للمقاومة اللبنانية في مواجهة إسرائيل.
لقد تزامنت هذه التطورات الدولية الجديدة مع الدعوات لقمة عربية طارئة والتي أصبحت ضرورة ملحة للدفع بالجهود الدولية والإقليمية لإرغام إسرائيل علي وقف هجماتها التدميرية المقصودة ضد البنية التحتية اللبنانية.