الموضوع: من أنا<< يا أمي
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 29-07-2007, 02:06 PM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة اوراق الثريا
من أنا يا أمي

آه ..... لو أستطيع الكلام...



حتى حروفي تبكي معي الآن ؟؟؟

ليس بوسعي شيء إلا الصلاة ...

صلاتي لك يا أمي ...

صلاتي لك يا حبيبتي


في كلِّ صباح ... في كل مساء ...

فاتحة ٌ لكَ ذراعي


تعَال إلي ..
مستعدة أنا .. لكلِّ أنواع الهلاك ...

اه كم اتمنى لو انك على قيد الحياة...
أقبّل رأسك ...

مَنْ جبينك حتى أخمص قدميك ...

أركع ساجدة أمام ركبتيك...

حين أكتب لك يا أمي ...

أنسى الكتابة واستخدامَ المفردات ...

فتهرب مني كلماتي...

وأتذكر لغة من أجمل اللغات ...

لغة علمتني إياها الحياة في غيابك ...

لغة خشوعي وسجودي لكلِّ الأمهات

الله يرحمك يا امي ويجمعني بك في القريب العاجل

أهاجك الوجدُ أم شاقتك أثـارُ
كانت مغانيَ نعم الأهل والدارُ

وما لعينيكَ تبكي حرقةً وأسى
وما لقلبك قد ضجت به النارُ

على الأحبة تبكي أم على طـللٍ
لم يبقَ فيه أحبــاءٌ وسمارُ

وهل من الدهر تشكو سوء عشرته
لم يوفِ عهداً ولم يهدأ له ثارُ

هيهات يا صاحبي آسى على زمن
ساد العبيد به واقتيدَ أحرار

أو أذرف الدمع من حبٍّ يفاركني
أو في اللذائذ والأمالُ تنهارُ

فما سبتني قبل اليوم غانيةٌ
ولا دعاني إلى الفحشاء فجَّارُ

أمتُّ في الله نفساً لا تطاوعني
في المكرمات لها في الشر إضرارُ

وبعت في الله دنياً لا يسود بها
حقٌّ ولا قادها في الحقِّ أبرارُ

وإنما حزني من صبيةٍ درجوا
غفـلٍ من الشرِّ لم توقد لـهم نارُ

قد كنت أرجو زماناً أن أقودهُمُ
للمكرماتِ فلا ظلم ولا عارُ

والآن قد سارعت دربي إلى كفنٍ
يـوما سيلبسه برٌّ وجبـارُ

بالله يا صبيتي لا تهلكوا جـزعاً
عــلى أبيكم طريق الموتِ أقدارُ

تركتم في حمى الرحمن يكلؤكم
مــن يهدِهِ الله لا توبقـــــه أوزارُ

وأنتمُ يا أهيــــلَ الحيِّ صبيتكم
أمانة عندكم هـل يهمل الجارُ؟

أفـــدي بنفسيَ أمَّاً لا يفـارقها
همٌّ وتنــــهارُ حـزناً حين أنهارُ

أفـــدي بنفسيَ أمَّاً لا يفـارقها
همٌّ وتنــــهارُ حـزناً حين أنهارُ

أفـــدي بنفسيَ أمَّاً لا يفـارقها
همٌّ وتنــــهارُ حـزناً حين أنهارُ

فكيفَ تسكنُ بعد اليوم من شجنٍ
يا لوعةَ الثكـلِ ما في الدار ديارُ

وزوجةً منحتني كلَّ ما ملكت
من صادق الودِّ : تحنانٌ وإيثارُ

عشنا زماناً هنيئاً من تواصلنا
فكم يؤرقُ بعد العزِّ إدبارُ

وإخوةً جعــــــلوني بعد فقد أبي
أباً لآمالهم روضٌ وأزهارُ

أستودعُ الله صحبا كنت أذخرهم
للنائباتِ لنا أنس وأسمارُ

الملتقى في جنان الخلد إن قبلت
منا صلاةٌ وطاعاتٌ وأذكارُ

***

أفـــدي بنفسيَ أمَّاً لا يفـارقها
همٌّ وتنــــهارُ حـزناً حين أنهارُ

فكيفَ تسكنُ بعد اليوم من شجنٍ
يا لوعةَ الثكـلِ ما في الدار ديارُ
__________________
]
الرد مع إقتباس