عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-02-2007, 12:46 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

حصار عرفات
وأمام كل هذه المؤامرات التي تستهدف (ياسر عرفات) والتي لم تؤثر بعزيمته وعُنفوانه وعناده قرر (شارون) الذي جاء بعد (باراك) وكان مجيئه مُتوافق مع مجيء (المحافظين الجدد في أمريكا بزعامة بوش) تركيع الشعب الفلسطيني وقائده وتعهد أن يكون ذلك خلال مائة يوم, فقام بتشديد الحصار والضغط على (ياسر عرفات) بأساليب مختلفة فعمد على قضم المقاطعة المحاصر فيها (ياسر عرفات) جزءاً جزءاً حتى أنه لم يبقى منها إلا صالة وغرفتين, حيث قام بنسف جميع أجزائها وسلط مُكبرات الصوت باتجاه المقاطعة وهي تصدر أصوات مُزعجه جدا لمنعه من النوم وللتأثير على أعصابه ومنع عنه الماء والطعام وقطع الكهرباء, ولكن (ياسر عرفات) استمر صامداً لم يتزحزح عن موقفه فما كان من (شارون) إلا أن وجه الإنذار الشهير لـ(ياسر عرفات) بأنه إذا لم يخرج من المقاطعة مُستسلماً زاحفاً راكعاً خلال نصف ساعة فإنه سيهدم المقاطعة على رأسه فما كان من (ياسر عرفات) إلا أن أجاب (شارون) بمنتهى العزة ولكرامه ( يريدوني أسيراً أو طريداً أو قتيلاً فأنا أقول لهم بل شهيداً شهيداً شهيداً), وأثناء هذا الإنذار كان يُعقد اجتماع في (رام الله) يضم المتآمرين (أبو مازن, دحلان, نبيل عمرو, نصر يوسف , حسن عصفور) استعداداً ليحلوا محل (ياسر عرفات) عند قتله من قبل (شارون) بحُجة عدم حدوث فراغ سياسي, وقام هؤلاء المُتآمرون بإرسال رسالة عبر الفاكس لـ(ياسر عرفات) يطلبون منه التنازل عن جميع صلاحياته حتى يستطيعوا منع (شارون) من قتله وهدم المقاطعة على رأسه , وذلك من باب قيام الحجة على (ياسر عرفات), فما كان من (ياسر عرفات) رحمه الله إلا أن أجابهم وعلى نفس الفاكس وبخط يده (إلى اجتماع العار في عمارة العار الخزي والعار لكم) والشعب الفلسطيني الآن يُسمي العمارة التي يسكن فيها (أبو مازن) عمارة العار .

وعند سماع الشعب الفلسطيني في (الضفة الغربية وقطاع غزه) إنذار (شارون) الذي يُهدد به قتل (ياسر عرفات) خرج بأطفاله ونسائه ورجاله وشيوخه وشبانه وفي مدنه وقراه ومخيماته تأييداً لـ(ياسر عرفات) وفي (رام الله) حيث المقاطعة المحاصر بها (ياسر عرفات) قاموا بالزحف عليها في ظل منع التجول وفي منتصف الليل لحماية زعيمهم وقائدهم ورمز صمودهم الذي رفض أن يتنازل عن حقوقهم ورداً على المتآمرين, ونتيجة لهذا الزحف الكبير العفوي تراجع (شارون) عن جريمته ولكن إلى حين, وعندما يأس (اليهود والأمريكان والانقلابيون المتآمرون) من استسلام (ياسر عرفات) قرروا اللجوء إلى استخدام الأسلوب الأخير وهو تصفية (ياسر عرفات) جسدياً والتخلص منه نهائيا ولكن بأيدي خائنه وعميله وكما نصحهم (دحلان) بما عُرف بالوثيقة المشهورة (وثيقة دحلان موفاز) حيث قال ( دحلان لموفاز) بموجب هذه الوثيقة عليكم بقتل (أحمد ياسين) و (عبد العزيز الرنتيسي) و (قيادة حماس ) أما (عرفات) فاتركوه لنا نتخلص منه بالسم ..... فصرح (شارون) في حينها بأنه سيُساعد الرب على قتل (ياسر عرفات), فهاهو هذا المجرم وبسبب هذه الكلمة جعله الله العزيز الحكيم عبرة لمن يعتبر فحوله إلى كتله من العظم واللحم لا حراك فيها فلا هو بميت ولا بحي وكأن الله القادر على كل شيء والذي يُحي ويميت يقول له من ذا الذي سيعينني على إماتتك, فهذه نتيجة حصاد لسانك أيها النمرود, وصرح وزير الدفاع (موفاز) بأن أيام (ياسر عرفات) أصبحت معدودة, و صرح قائد الجيش (يعلون) بأنه يجب التخلص من (عرفات), وصرح الرئيس (بوش) بأن (عرفات) عقبة في طريق السلام يجب التخلص منها, و صرح خامسهم كلبهم المدعو (دحلان) أمام مجموعه من الصحفيين الأردنيين في جلسة خاصة على العشاء في (عمان) بأن هذا القابع في المقاطعة على جماجم الشعب الفلسطيني يجب التخلص منه ويقصد بذلك ( ياسر عرفات).
التخلص من عرفات
وبالفعل كان السُم الوسيلة التي قرروا فيها التخلص من (ياسر عرفات) فدسوا له السم في الطعام, ففي (أول يوم من شهر رمضان المبارك) وفي أثناء صلاة التراويح وفجأة سقط (ياسر عرفات) وهو يُصلي حيث أصابته حاله إرهاق شديد وإغماء وتقيء وقال كلمته الخالدة (وأخيراً لقد استطاعوا أن يصلوا إلي من خلال المطبخ ), فأخذت حالة (ياسر عرفات) الصحية تتدهور بسرعة وبدلاً من الإسراع في استدعاء الأطباء فوراً لفحصه تلكأ من بيدهم الأمر داخل المقاطعة وخارجها حتى يأخذ السم مداه ويُصبح في وضع لا يمكن إنقاذه, وبعد أسبوع من وقوعه في الصلاة تم استدعاء أطباء من (تونس ومصر) وتم استدعائه طبيبه الخاص الأردني والذي يثق به كثيرا (أشرف الكردي) وتكونت قناعه عند الأطباء أنه مسموم ولكن غير معروف نوعية السم رغم جميع التحاليل التي أجريت على دم (ياسر عرفات), فكان القرار لابُد من إخراجه إلى (فرنسا) فورا لعلاجه وبدلاً من أخذ إجراء نقله على عجل تم التلكؤ بإجراءات النقل, وعمل (اليهود وأمريكا) على إعاقتها حتى يُصبح حاله ميئوس منها, وبالفعل وما أن وصل (فرنسا) حتى كان السم الذي دُس له من (الخونة والمتآمرين والجواسيس) تمكن من جسده, ففاضت روحه إلى بارئها (في ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) وشيع جثمانه في (أخر يوم من أيام رمضان المبارك), فاللهم اجعله من عتقاء شهرك الفضيل وتقبله في الشهداء, فأنا أعرفه عن قرب فأشهد له أنه كان يصلي ويصوم ويقرأ القرآن, حتى إنه عندما أصابه الإعياء نتيجة السم رفض أن يفطر رغم إلحاح الأطباء عليه, وكان دائما يركز على البعد الإسلامي للقضية الفلسطينية بذكره للآيات القرآنية الكريمة التي تتحدث عن بركة (القدس وفلسطين) وأن المسلمين سيدخلونها يوما فاتحين ويذكر الحديث النبوي الشريف الذي يتحدث عن الطائفة المنصورة .
خطف فتح
وبعد أن تخلص (الانقلابيون المتآمرون) من (ياسر عرفات) بدأوا يُعدون لمرحلة ما بعد (عرفات), وذلك بالعمل على بسط سيطرتهم ونفوذهم وقبضتهم أولاً على (حركة فتح) تمهيدا لتفكيكها وإعادة تشكيلها بما يخدم المهمة الموكلة إليهم من قبل العدو, فهذه الحركة العملاقة والتي كان الشرف لي أن أنتسب إليها وأنا في سن الثالثة عشر, كانت القوة المقاتلة الحقيقية قبل ظهور (حماس والجهاد الإسلامي), فهي العمود الفقري لجهاد الشعب الفلسطيني لمدة أربعين عاماً بقيادة (ياسر عرفات), فاستطاعت أن توقف مسيرة التيه والضياع والتذويب للشعب الفلسطيني فثبتته بقوة على الخارطة الجغرافية والسياسية لمنطقتنا والعالم, واستطاعت أن تحجم (الكيان اليهودي) وأن تعيده إلى المربع الأول حتى أضطر هذا الكيان أن يبني سور مصغر (لسور الصين العظيم) لحماية نفسه , واستطاعت أن تسجل أول انتصار على (الكيان اليهودي) في عام 1968 في (معركة الكرامة), واستطاعت أن تواجه عام 1982 – (280) ألف جندي من (حلف الأطلسي) بالإضافة إلى جيش (الكيان اليهودي) في (لبنان) لمدة 90 يوماً, فلذلك كان لا بُد من تصفية (حركة فتح) لكسر العمود الفقري لجهاد الشعب الفلسطيني وذلك بعد تصفية زعيمها ومؤسسها التاريخي الذي قادها أربعين عاماً وتحويلها إلى أشبه ما تكون (بجيش لحد) أي ( تحويلها من حركة تحرر عصية على الاستيعاب والسيطرة من قبل أية جهة كانت حيث أن ياسر عرفات خاض معارك طواحنه مع بعض الأنظمة العربية من أجل الحفاظ على استقلالية حركة فتح وقرارها السياسي إلى مشروع صهيوني يهودي لحدي), وذلك بإحالة جميع كوادرها التاريخيين الذين اشتركوا في جميع معاركها إلى التقاعد, وبإعادة تفكيك جميع أطرها التنظيمية (المجلس الثوري واللجنة المركزية) للتخلص من جميع الكوادر المخلصة والنظيفة وإعادة تشكيلها من مجموعة من المشبوهين والمجاهيل والجواسيس والعملاء, وحتى تصبح لديها القابلية على تنفيذ كل ما يطلب منها إسرائيلياً وأمريكياً وتنفيذ ما رفض (ياسر عرفات) تنفيذه وكل من يعترض سيتم تصفيته كما صُفي (ياسر عرفات), وبالفعل تم إحالة جميع ضباط (فتح) التاريخيين الذين رافقوا مسيرتها التاريخية منذ التأسيس إلى التقاعد واستبدالهم بشباب مراهقين ظهروا فجأة, وكان هذا الفعل أشبه ما يكون ( بمجزرة بضباط فتح ), ولقد سمعت المدعو (دحلان) يقول في مقابله على (قناة العربية) بتاريخ 18-12-2006 بأن (حركة فتح) الآن أصبحت تحت قيادة أخ كان مسجون في سجون الاحتلال لمدة خمسة عشر عاما وهو ينفذ الأوامر بطريقه حديدية, ومهمة الحركة الآن هي حماية القيادة من الاغتيال وكان يتحدث بمنتهى الثقة بأن (فتح) أصبحت طوع بنانه, فهل حقا حركه عملاقه (كفتح) تقبل أن تكون طوع بنان من هم على شاكلة (دحلان), وهل تقبل أن تصبح مهمتها بدلا من قتال العدو إلى حارس عند (دحلان) وأمثاله, وهل تقبل هذه الحركة العملاقة أن يقودها شخص قد انقطع عن العالم مدة خمسة عشر عاما بسبب السجن ومن هو هذا الشخص المجهول فهل ممكن أن تقاد (حركة فتح) من مجهول وهي حركه علنية, وتمهيدا أيضا لهذه المرحلة قام الكيان اليهودي باعتقال (مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح) صاحب الشعبية الكاسحة في (حركة فتح) وخصوصا (كتائب شهداء الأقصى) وعند الشعب الفلسطيني والذي يعرف (المتآمرون الانقلابيون) وأسيادهم أن بقاءه طليقا سيعرض مخططهم للفشل, (فياسر عرفات) كثيرا ما كان يلمح بأن الذي سيخلفه (مروان البرغوثي) فك الله أسره .
الاستيلاء على السلطة
وأما الهدف الثاني للمتآمرين بعد اغتيال (ياسر عرفات) كان هو السيطرة على (السلطة الوطنية الفلسطينية) بواسطة انتخابات برلمانيه تشريعيه لم يكن أمامهم مجالا إلا إجرائها فلو كانوا يستطيعون عدم إجرائها لفعلوا ولكنهم لم يستطيعوا لأن (أمريكا) كانت تريد أن تظهر هؤلاء (الانقلابيون) بأنهم ديمقراطيون وأنهم قد جاءوا إلى السلطة باختيار الشعب الفلسطيني حتى يقوموا بالمهمة الموكلة إليهم بشكل أفضل وهي تصفية القضية الفلسطينية, وبأنهم يقومون بهذه التصفية بموجب تفويض من الشعب الفلسطيني, حيث أن تقاريرهم التي كانوا يرفعونها إلى أسيادهم (المخابرات الأمريكية والموساد) تؤكد أن الشعب الفلسطيني معهم وأن هزيمتهم لأي قوه منافسه سيتم بسهوله وصاروا يزيفون استطلاعات للرأي تعطيهم شعبيه كاسحه, فكانوا مخططين لما بعد نجاحهم بالانتخابات أن يُسيطروا سيطرة كاملة على جميع مفاصل (السلطة الوطنية الفلسطينية) السياسية والأمنية والمالية وعلى جميع مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية فيُصبحون الكل بالكل .

فكان المدعو (دحلان) مُجهز نفسه ليصبح (رئيسا للوزراء) وبيديه جميع السلطات, أما (المجلس التشريعي) فسيُعين رئيسا له أحد الموالين له من قادة الأجهزة الأمنية سيئة السمعة والصيت ومن الذين صنعتهم الأجهزة الأمنية (الموساد اليهودي), وسيعين صبيه ومراهقين من صبيان (جهاز الأمن الوقائي) الذين يُدينون لـ(دحلان) بالولاء المالي والنفعي قادة لجميع الأجهزة الأمنية, وتحويل (كتائب شهداء الأقصى) المجاهدة التي أذاقت العدو الأمرين والتي أنشأها (ياسر عرفات) لتكون الذراع الضارب في مواجهة اليهود وفي مواجهة جهاز (الأمن الوقائي) الذي فُرض عليه فرضاً إلى ميليشيات مُسخره في خدمة مُخططات اليهود والأمريكان التي يُنفذها المدعو (دحلان), أما (أبو مازن) فإنه سيصبح لُعبة في يد (دحلان) ورئيسا بلا سُلطات وإنما (رئيس بروتوكولي كملكة بريطانيا) وفي مرحلة لاحقة يتم عزله والحلول مكانه, وبذلك يُصبح الشعب الفلسطيني يعيش في (دولة أنطوان لحد) التي كانت في (جنوب لبنان) ويُلحق بالشعب الفلسطيني الخزي والعار, وتكون هذه نتيجة تضحياته وبطولاته ودم شهدائه والآلاف من الأسرى والمُعذبين في الأرض الذين قدمهم عبر مائة عام, ويظهر بأنه قد تنازل عن وطنه بمحض إرادته, ولكن (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ).