عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 16-04-2005, 11:41 AM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي

عباد الله: لا تغتروا بكثير من الرموز الزائفة التي تزينها لكم القنوات الفضائية وتصورهم مجاهدين، فوالله إنهم على غير هدى ، بل هم دعاة ضلالة وفتنة ؛ لا يزالون بكم حتى يهيجوا عليكم أمم الكفر بأعمالهم التخريبية والواقع يشهد بذلك0
أخبروني00 بأي وجه تفجر سفارة لدولة كافرة في حال السلم؟ وبأي حق تفجر باخرة؟ وبأي وجه يقتل رجل وإن كان كافراً قد أمّنه حاكم المسلمين أو استعان به على دفع عدو؟ إن هذا لا يجوز، وإن الغدر ليس من شيم الإسلام على ما يلحقه هذا العمل الإفسادي من النتائج التي لا تحمد عقباها ؛ نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا شر الفتن ؛ والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
كم ستفتح علينا هذه الحوادث من الفتن ؟!
أين الفقه في الدين ؟؟ إن بغض الكفار واجب ؛ وكراهيتهم واجبة ؛ ولكن هذا لا يعني الاعتداء على من أمنه الحاكم المسلم في بلاده فانه قد جاء بأمان ودخل بأمان؛ على أن هذه الحوادث مما تزيد الكفار حقدا على المسلمين وتشوه صورة الإسلام أكثر من ذي قبل فيجتمع رأيهم على حرب الإسلام وأهله 0
لا بد للمسلم أن يعمل بتعاليم الإسلام ولا يتتبع آراء الحمقى والجهلة والرموز الزائفة ، وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عليه هذا السؤال : ما حكم الاعتداء على الأجانب السياح والزوار في البلاد الإسلامية ؟ فقال: ( هذا لا يجوز الاعتداء لا يجوز على أي أحد ؛ سواء كانوا سياحاً أو عمالاً لأنهم مستأمنون ؛ دخلوا بالأمان فلا يجوز الاعتداء عليهم). هـ
فيا أيها الدعاة00 إن كنتم تريدون وجهَ الله ودعوةَ الخلق إلى الحق فأخرجوا الدنيا من قلوبكم0
لماذا بدأ البعض ينافس على الزعامات والرئاسة ولو كان المقابل أن يشتت الأمةَ ويجعلَها " فرقا وأحزابا "؟
إن بعض الناس قد قتله الغرور والعُجب ؛ وحاله في ذلك "كحال الذبابة التي حطت على شجرة فلما أرادت أن تطير قالت للشجرة : أثبتي"0
ألا ترون00 أن بعض الدعاة بدأ يتصرف وكأنه قائد دولة ؟! يأمر وينهى00 ويخاطب رؤساء الدول الكافرة ويراسلهم .
وبعضهم يقوم بتهديد الدول وكأنه قد ملك الجيوش الجرارة والأسلحة الفتاكة0
أما نظر إلى حقيقة نفسه قبل أن يقدم على هذا الفعل؟..
نخشى من عاقبة هذا الغرور والتصرفاتِ غير المنضبطة التي ستجلب للدعوة الفشل..
لماذا ننطلق عالياً وما أرسينا قواعدنا؟؟
شبابُنا يعانون من التوهانِ 000تكفيرٌ.. ضعفٌ .. انهزاميةٌ 00؛ونريد أن نستكثرَ بهم..!!
ما أجملَ الرجوعَ إلى الدعوة على منهاج النبوة لاسيما في وقت اتخذ الناس فيه رؤوسا جهّالا ؛سئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا0
إن تعليم الناس هو الأصل وهو النجاة وهو الرصيد الباقي عند الله تعالى..
فمتى نخلص في دعوتنا بعيدا عن البهرجة والزخرفة الكاذبة ؟00
قال بعض السلف" ما أخلص لله عبدٌ أحب الشهرة"، وقال غيرُه" ما أحبَّ عبدٌ الرياسة إلا بغى وظلم وأحب ألا يذكر أحدٌ بخير".
واعلموا أن العبد كلما خلصت نيتُه لله تعالى وكان قصده وهمه وعلمه لوجهه سبحانه؛كلما كان اللهُ معه؛0000 فإنه سبحانه ( مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )0 ورأسُ التقوى والإحسانُ خلوص النية لله في إقامةِ اوالله سبحانه لاغالبله فمن كان معه فمن ذا الذي يغلبه أو ينالُه بسوء؛ وإن كان الله مع العبد فمن يخاف؟00 وإن لم يكن معه فمن يرجو؟ وبمن يثق؟ ومن ينصرُه من بعده؟0
فإذا قام العبد بالحق على غيره وعلى نفسه أولاً؛ وكان قيامُه بالله ولله لم يضره شيء؛ولو كادته السماوات والأرضُ والجبال لكفاه الله مؤنتَها وجعل له فرجا ومخرجا؛ وإنما يؤتى العبد من تفريطه وتقصيره 0
ومن كان قيامه في باطل لم ينصر ؛ وهو مذموم مخذول0
وإن قام في حق لكن لم يقم فيه لله وإنما قام لطلب المحمدة والجزاءِ من الخلق؛ أو التوصلِ إلى غرض دنيويٍّ جعله هو المقصود الأول لعملِه؛ وإنما جعل القيامَ في الحق وسيلةً إليه؛ فهذا لم تُضمن له النصرة فإن الله إنما ضمن النصرةَ لمن جاهد في سبيله وقاتل لتكون كلمةُ الله هي العليا؛ لا لمن كان قيامُه لنفسِه وهواه؛ فإنه ليس من المتقين ولا من المحسنين؛ وإن نُصر فبحسَب ما معه من الحق فإن الله لا ينصر إلا الحق0
قال صلى الله عليه وسلم : (من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله الناس؛ ومن أسخط الله برضى الناس وكله الله إلى الناس )0
أيها الشباب 00إن الداعية الناصح هو الذي يحب الخير للناس جميعاً فيجتهد في إصلاحِ أحوالهم وتآلفهِم ، ويعمل كلَّ ما فيه مصلحتُهم في الدين والدنيا 0
اجتهدوا في إصلاح أحوالِ بلادكم بكلِّ تعقلٍ وحكمة وسدادِ رأي فإن هذا من شكر النعمة 00
مالِ بعض الشباب يتصرف وكأنه ملَّ الأمنَ وسئم الرفاهية ، فبدأ يعملُ بطيش يريد أن يغير هذا الواقعَ الجميلَ إلى واقع بئيس0
فأين يذهب هذا وأمثالُه من سطوةِ الله وأليمِ عقابه 00
إن منتهى الخزي أن ترى بلادَك يعمل ضدها الكافرُ والمنافقُ وداعيةُ الفجور فتقومَ معيناً لهم ومناصراً دون أن تشعر ، بدلا من أن تقف مناصراً لبلدك التي تعبدُ الله فيها بمنتهى الراحة ودون إرهاب ، وتوفرُ لك سبلَ المعيشة ..
أأجعلها تحت الرحى ثم ابتغي
خلاصا لها إني إذن لرقيع

إن بلاداً تحكم بالزندقةِ والرفضِ والإلحادِ والكفرِ تجدُ أبناءها يخافون عليها ويحبونها ويفدونها بالغالي والنفيس،فمالِ بعض شبابنا تخاذلوا عن نصرةِ بلادهم والمحافظةِ على أمنها وهي تدينُ بالإسلام وترفع لواءه، وفيها تقام شعائر الإسلام 00
واللهِ إنّا في نعمة00 بل أعظم النعم00
أخشى أن بعض الناس سئم الألفةَ والمودة واحترامَ الدينِ وعلوَّ مكانتِه في القلوب فاشتاق لبلدٍ يكثُر فيه البطشُ والإهانةُ والتعذيبُ كما يُفعل في بعض الدول الغاشمة الظالمة00
أين هؤلاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه،قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتحمل من البلاء ما لا يطيق".
متى يعرف الشبابُ في بلاد الخير أن بين صفوفِهم أُناساً يحسدونهم على عقيدتِهم الصافية ويريدونها خرافةً وضلالات، ويحسدونهم على أمنهم، ويريدونها أن تكون كغيرها من البلاد يكثر فيها الكفرُ والخوفُ والرعبُ وقطعُ السبيل..
فيا أيها الشباب إن هؤلاء أفسدوا بلادهم ووضعوا الشبابَ في حلوقِ الحكام وجاءوا ليعيدوا الكرة معكم..
وهاهو بعضهم يعيش بين أحضان الكفار؛ أو يعيش في بلاده في مأمن ولا يفتر عن تهييج الشباب 00فإذا وقعت الطامة وقتل الأبرياء ( قال قد أنعم الله علي إذلم أكن معهم شهيدا )0
وإذ بآخر يصرح أنه ضدَّ الأعمال الإرهابية 00
إذن من الذي دفع الشباب البريء إلى الفتنة ؛ ومن الذي غذاهم بهذا الفكر المتشدد؟
__________________