عرض مشاركة مفردة
  #21  
قديم 22-06-2005, 06:51 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ثانياً : العوامل النفسية :

يعتقد العديد من العلماء والمفكرين التربويين ، وفي المقدمة منهم العالم [ فرويد ] أن القلق يعتبر عاملاً أساسياً في حدوث المشكلات النفسية لدى الطفل خلال مراحل النمو ، ابتداءً من الميلاد وحتى الطفولة المبكرة ، حيث يواجه الطفل ضغوطاً مستمرة من الوالدين وغيرهم من أفراد الأسرة

المحيطين به ، لكي يستطيع التكيف مع العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية ، وهم يسعون إلى كفّ غرائزه الأولية ومنع إشباعها الفوري .

أما الطفل فيحاول نتيجة تلك الضغوط كبت الغرائز غير المقبولة لدى الأسرة ، والتي غالباً ما تنطوي على رغبات جنسية وعدوانية ، بسبب تلك الضغوط المسلطة عليه أثناء عملية تدريبه وتنشئته الاجتماعية من قبل أسرته ، غير أن شدة تأثير وسيطرة تلك الغرائز على الطفل تحول دون كبتها بصورة تامة ، حيث تبقى ضاغطة على الطفل طلباً للإشباع ، وهذا ما يؤدي إلى أن تصبح الغرائز مصدراً للتهديد بالظهور والإفصاح عن نفسها من وقت إلى آخر . (19)

ويسود الاعتقاد لدى العلماء أن تهديد الغرائز بالظهور إلى منطقة الشعور ، ومحاولة الطفل إشباعها

تعتبر السبب الأساسي لحدوث[ القلق ] لدى الطفل ، حيث يُجبر على

بذل أقصى الجهد لمنع ظهور تلك الغرائز إلى الشعور ، وقد يؤدي إخفاقه في كبت غرائزه إلى التعرض إلى [القلق الحاد] ، وربما إلى [الهلع ] لدى البعض الآخر ، وقد يتسبب ذلك في حدوث أعراض جانبية أخرى كالمخاوف المرضية ، والشكوى من بعض الأشياء البيتة ، والشكوى من بعض الآلام الجسمية دون سبب عضوي واضح ، وقد يوجه الطفل دوافعه العدوانية إلى نفسه ، حيث يظهر ذلك في صورة أعراض [الاكتئاب] ، [والخوف ] من الانفصال عن الوالدين ، أو من المدرسة ، كما يمكن أن يحدث الاكتئاب نتيجة محاولة الطفل التحكم في الغضب ، والحزن ، لاشعورياً ، وذلك بتوجيه تلك المشاعر نحو الذات .

ويرى العالم [ أريكسن ] أن خبرة الطفل في اكتساب الثقة بدلاً من الشكوك تعد مرحلة مهمة في حياته ، والتي سوف يبني بموجبها علاقاته مع الآخرين ، ومع العالم من حوله مستقبلاً، فإذا أخفقت تلكالخبرات المبكرة في توفير مشاعر الأمن والارتباط بالآخرين فإنه سوف ينظر للعالم من حوله باعتباره عالماً مخيفاً لا يوفر الأمن الكافي والتقبل به ، وهذا يقود بدوره إلى أن يصبح القلق أمرٌ حقيقي في وجوده ، وقد يتعرض في المراحل التالية من حياته إلى نتائج مدمرة تسبب له القلق واليأس وتشمل تلك المراحل في نظر [ أريكسن ] الاستقلال في مقابل الخجل والريبة ، والمبادءة مقابل الشعور بالإثم والذنب ، والمثابرة مقابل الشعور بالعدوانية ، والشعور بالهوية مقابل تشويه الهوية .

وبسبب عدم قدرة الطفل على التعامل مع العالم المحيط به بثقة ، فإنه يتعرض للشعور المزمن بالقلق ، والميول الدفاعية ، والانطواء ، وكل ذلك يؤدي في النهاية إلى نشوء مشكلات نفسية شديدة ، وقد تتخذ صور الجبن ، والعزلة الاجتماعية والاكتئاب .

ولابد أن أشير في النهاية إلى أن أساليب التخويف الذي تمارسها الأسرة تجاه الأطفال يمكن أن تتحول إلى محفّز أساسي للقلق ،ثم أن الخوف يتحول إلى حالة مرضية لدى الطفل من خلال المعايشة والمواجهات الاجتماعية ، فعندما يرى الطفل والده يواجه متطلبات الحياة باستمرار بحالة بخوف ،أو يتحدث أمامه بأسلوب يعبر عن اليأس والاكتئاب والقلق من المستقبل ،فإنه يمكن أن ينقل تلك المشاعر والأفكار المؤذية لطفله ، حيث ينتاب الطفل شعور بأن العالم من حوله مكان مخيف ، ويدفعه إلى الانكماش والانعزال ، والجبن ، والخجل الشديد ، والتخوف من النقد.

إن على الآباء والأمهات أن يدركوا أن أبناؤهم يراقبونهم دائماً في كل حركاتهم وتصرفاتهم ويقلدونهم ويتعلمون منهم ، ولذلك يتوجب عليهم أن يكونوا قدوة مثالية لأبنائهم ، ويمدونهم بكل ما هو جيد ومفيد ، ويبعدوا عنهم أي شعور بالخوف أو القلق ، ويوضحوا لهم أن الحياة شيء جميل ورائع مهما واجه الإنسان من مصاعب ، وأن السعادة كل السعادة في أن يواجه الإنسان الصعاب ويتغلب عليها بجده وجهاده ، ولا شك في أنه قادر على تحقيق ذلك إذا شاء .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس