عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 17-08-2002, 02:14 PM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

تابع مقال انا الوافي

أنا هنا أستغرب أن تتبنى سيدة "أكاديمية" هذا المنهج غير العلمي و ترسل من خلال هذا الأسلوب رأيا تراه نافعاً من حيث تضعه في غير موضعه الصحيح على فرض صحته!

قد يحق لنا أن نُناقش السيدة السعد فيما ذكرته عن أمريكا ليس من باب الدفاع ولكن من باب "الحوار" ولكن إن تحدثنا عن أمريكا فماذا سنجني في النهاية؟ أي تغيير سنجلبه لفتاة الريف المثقلة بتقاليد لا عرف لها عند الرب؟ و أي روح إنسانية لذيذة سنعلمها لأطفالنا و نحن نقول لهم إن انتقدكم أحد أو بين عيوبكم فعليكم أن تستجروا مساوئه التي ترون لأنكم ببساطة أنتم الأفضل دائما وليس فيكم عيوب إطلاقاً؟!

إنني باعتباري سيدة سعودية أعتقد أن لي ولغيري الحق في مناقشة ما ذكر في الاجتماع الذي عُقد وناقش وضع المرأة في السعودية بحيث نحاول الاستفادة من تلك النقاط التي ذكرت عن حال المرأة وعن التطرف الديني و العنصرية العرقية في بلادنا؛ و لنرَى ما إذا كانت تلك النقاط تعكس واقعاً معيناً فنسعى لإزالته ونساهم في تغيره نحو الأفضل، أو أن تلك النقاط هي نسج من خيال أعضاء مجموعة حقوق الإنسان في الكونجرس الأمريكي؛ وهنا يجدر بنا أن نبين واقعنا الحقيقي عن طريق الرد "الواقعي" و "المنهجي" على كل ما ذكر وما سيذكر.. أما أسلوب شم الأقدام و افتعال الفتن للتعتيم على الموضوع المطروح فهذا هو أسلوب المراوغ الذي يعلم بخطئِهِ و لا يرى سوى أسلوب "قذف الطين" لينفذ من العقاب و تطفأ عنه الأضواء!

إنني بالفعل أتعجب كيف أن البعض ممن تتاح لهم الفرصة للكتابة في صحفنا يُمارس طريقة التموّج في الخطاب وإدخال القضايا بعضها ببعض للتدليس على القارىء ومن ثم يتم الخروج عن الموضوع الأساس بغتة و الناس ملتهين في الكلمات حول موضوع آخر !

ولست أدري حقيقة كيف أن السيدة السعد تتعاطى هذا الأسلوب المراوغ و هي ممن يفترض فيهم الوعي على الأقل استناداً لمؤهلها العلمي الذي تحرص على ذكره في مقالاتها!

إن مقالة السيدة السعد السابقة هي كلام "في" أمريكا و "عن" أمريكا وحديث عن جانب واحد فيها، ولا أدري كيف يسمى هذا نقاشاً لبنود الاجتماع أو المؤتمر الذي نحن بصدده هنا. ولابد أن يلاحظ القارىء أن السيدة السعد لم تتكلم أبداً عن المرأة السعودية أو انتهاك حقوق الإنسان في السعودية و التعصب الديني و العرقي الذي ناقشه بعض السعوديين و الأمريكيين في اجتماع الكونجرس؛ ومع هذا فإنها لم تشعر بالحياء وهي تقول في بداية مقالتها إنها تريد "مناقشة ما ذُكر في الاجتماع"؟!

كما نلاحظ أن السيدة السعد "تستعمل" المشاعر العدائية ضد أمريكا عند البعض في هذه الأوقات و توظفها في كتاباتها لتصل لنتيجة معينة أو غاية مُبيّتة لديها. هذه "فرضية" لا أدعي صحتها من خطئها لكن يحق لنا كقراء أيضاً أن ننتقد ما نقرأ و نحاول الإشارة إلى الأخطاء التي نراها عائمة بشكل فاضح مما يؤثر على الفكر العام لدى متلقّي موضوعاتها. وقد نجد مندوحة إذا قلنا بأنه ربما تكون هذه الممارسة غير العلمية هي أقصى ماتدركه السيدة السعد حول "النقد المنهجي". وقد يُقال في أحسن الأحوال أنها لم تتأكد من صحة بعض أو كل بنود المؤتمر و أرادت أن يُقال بأنها كتبت مدافعة عن المرأة السعودية، وحينما صُدمت بأنه ليس لديها مادة دفاعية؛ قامت بالمراوغة والكلام عن أمريكا مؤسسة مبدأ غريباً وهو " ابدأ بنفسك أولاً" لكي تبيح من خلال هذا المبدأ أن تستطرد بالخروج عن الموضوع ثم لاتعود إليه!

6. كما نشرت السيدة السعد جزءاً ثانياً لرأيها في اجتماع الكونجرس حول انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية بتاريخ 6/18/2002 م. ويبدو أن السيدة السعد هي من ذلك النوع الذي يشعر بتوتر ونفور حينما تذكر "أمريكا" لمجرد ذكر الاسم قبل إكمال ماوراء ذلك! أي أنها تبدأ بذهن مليء بالرفض للمادة ليس بسبب المادة وإنما بسبب أنها مصدرها غير مرفوض، وبهذا فإن هذه العقلية تحرم نفسها من الاستفادة من المادة التي قد تتضمن حكمة مفيدة. أظن أننا لو اعتبرنا "أمريكا" هنا طرفًا رمزيًا و حاولنا التعرف على مع ما ذكر في مؤتمر الكونجرس وتعاطينا معه بروح تريد الاستفادة لاستطعنا أن نضع عقولنا على الأمر؛ فالمغزى هو نفع البلد و تصحيح الخطأ إن وُجد والمساهمة في البحث عن حلول لمشكلاته. ومع ذلك قد يرى من هو خارج حلقتنا أفضل مما نراه نحن بحكم انه قد يعتلينا الإرهاق و التعود الروتيني بما يدور حولنا فنرى ظروفنا صحية وهي قد تكون خلاف ذلك..

تقول السيدة السعد في مقالتها:

"ما نوع العدالة التي يعيشها المجتمع الأمريكي حالياً؟ وهو يعيش فساداً في الأنظمة والقوانين الدولية، وما يمارسه جهاز الاستخبارات الأمريكية والمباحث الفيدرالية هناك ضد المسلمين والعرب أبشع مما تمارسه بعض الأنظمة ضد شعوبها في العالم النامي.. ذلك أن رفع شعار الحرية والديموقراطية في المجتمع الأمريكي كان ينبغي أن يستمر قائماً طالما أن الإدارة الأمريكية تدعي أنها تحارب قوى الشر والظلام في العالم الإرهابيين!!"

إنه من الواضح أن السيدة لم تكتفِ بما ذكرته عن أمريكا مسبقاً؛ فقد استمرت بأسلوبها الهجومي متجاهلة بشكل واضح كل معطيات المؤتمر. و في المقطع السابق المنقول من كلام السيدة السعد- نلاحظ استعمال ردة الفعل الأمريكية في ملاحقة الإرهابيين كوسيلة "قصيرة" لدفع مشاعر القارئ العام نحو ما تقول. و هذه طريقة ملتوية في كسب الشعبية ومنهج عاطفي يسعى إلى تعميق الألفة بين قلمها و مشاعر القراء!! بما يُغيّب عقولهم عن متابعة الموضوع ذاته والالتهاء بما تبثه من مشاعر خارج الموضوع.

ثم ما ذكرته السيدة السعد عن المجتمع الأمريكي في بداية المقطع المنقول لا يمكن اعتباره حقيقة أبداً خصوصاً في هذا الوقت الذي بات الناس على علم بكل ما يجري في العالم الآخر و تعددت مصادر المعرفة وصار الناس لا يحتاجون إلى "وجهة نظر" أحد في مجتمع معين يُلزم غيره برأيٍ يقولب في إطار خرساني محاولاً تجسيد الحقيقة في حين أن الحقيقة قد لا تطابق ما ينقل.

ذكرت أيضاً:

"ومن أجل هذه الحرب هي تدشن عهداً جديداً في العالم مركزه نيويورك وواشنطن يصدر للعالم الإسلامي العدوان والتدمير في مختلف صوره من سجن للمشتبه فيهم، وتجفيف منابع المؤسسات الخيرية بدعوى أنها تمول (الإرهاب).."



وهنا تتبنى السيدة السعد رأياً يمكن وصفه بأنه شاذ لأنه لايستند على أدلة و براهين تدعم هذا الادعاء الخطير؛ و كأنها بذلك وقعت في الخطأ نفسه الذي تزعمه في بنود المؤتمر من البت في أمر أجنبي لا يعنيهم و بلا أدلة من الواقع !

هذا إلى جانب أن ما ذكرته يُعدّ مما يحفز القارئ على المزيد من العداء و النفور، و هي بذلك تروي المشاعر السلبية على حساب الحقيقة التي من المفترض ألا تعتقد السيدة السعد أنها أمور قطعية الصحة بشكل مطلق؛ ولكن من يتتبع كلامها سيلحظ أنها تعتقد الصحة في كل كلمة تكتبها ويبدو أن ذلك عائد إلى أن السيدة السعد تعطي نفسها عصمة معينة تجعلها تنقل رأيها الشخصي بشكل قطعي لا مجال للخلاف فيه، وهذا بحد ذاته خلل قوي في منهجية الحوار الحر و استغلال لمساحة النشر المتاحة في الصحيفة. و لعلي أزيد أن طريقة إنبات الحقد ضد الآخر في سبيل كسب القبول إما للشخص ذاته أو للرأي المطروح هي في حقيقة الأمر وسيلة مهلهلة و جوفاء فهي لا تمت للخُلق ولا للمنهجية بصلة، وهذا بحد ذاته قد يكون سبباً في التشكيك بالرأي المطروح بالكامل لانعدام الأمانة في النقل و توصيل المعلومة.

أيضا ذكرت السيدة السعد:

"وكم هو مهم لو استثمرت هذه المجموعة جهودها في النظر في حقوق (الزنوج) في الولايات المتحدة الأمريكية الذين لا يزالون يعانون من العنصرية.. وما بثته القنوات الأمريكية الفضائية من اعتداءات الشرطة الأمريكيين ذوي البشرة البيضاء!! على الأمريكيين السود.."



وهنا تستطرد الكاتبة في حديثها عن أمريكا مُهملة الموضوع الأساس مرة أخرى. و لكن يلاحظ أمرٌ ما حول ما ذكرته في المقطع المنقول؛ فقد أظهرت أن هناك عنصرية واضحة ضد الزنوج واعتداءات متكررة عليهم من قبل الشرطة الأمريكية و قد لا ننكر أن بعض السود في أمريكا لازالوا يشعرون ببعض العنصرية من أصناف معينة في "المجتمع" ولكن تلك العنصرية لم تتبناها الحكومة، وكل القوانين و الأنظمة تنص على المساواة و تطبقها بين فئات المجتمع. ذكرت هذا لأوضح أن السيدة السعد قد "استغفلت" القارئ و أوهمته أن العنصرية هي منهج مطبق ضد السود أو ذوي الأعراق الأخرى و بشكل رسمي، وهذا الكلام غير صحيح. و تزيد الكاتبة قائلة:



"إن الادعاء بأن الظلم على النساء في مجتمعنا يتمثل في النقاط التي سبق ذكرها اعلاه أو في مقالتي السابقة.. لا يقارن بما هو مطلب للشعوب في بقاع الأرض كافة وهو (حرية المعتقد، وتحقيق الأمن) وما عدا ذلك فهو جزئيات تكمل إطار الحياة السوية.."
__________________