عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 17-08-2002, 02:17 PM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

و يُلاحظ أن الكاتبة لم تٌولِ المرأة السعودية ومشكلاتها أي عناية، ولست أدري هل الكاتبة تعيش قي بوتقة ولاتعلم ما يحصل للمرأة السعودية وما تفتقر إليه من أمور أساسية و ما تحتاجه من متطلبات؟ إنه من الواضح أنها تجد المرأة لدينا على خير حال ولا ينقصها شيء، فليس في مقالتيها شيء عن المرأة السعودية فضلاً عن مشكلاتها؛ فكل الحديث كان عن الولايات المتحدة الأمريكية.. ولا أدري كيف تدّعي السيدة السعد أنّها فنّدت ماتسميه "ادعاءات المؤتمر" بسرد أمور خارج الموضوع و إغفال جوهر الاختلاف؟

ولعلي أضيف هنا أن السيدة السعد بينت كما نقل أعلاه أن "حرية المعتقد و تحقيق الأمن" هما أهم شيء و ما عدا ذلك هو من الجزئيات التي لا تستحق النقاش. و هي بتجاهلها المرأة السعودية بينت أن المرأة في نظرها تدخل في باب ماتسميه " جزئيات تكمل إطار الحياة السوية" ! فكيف إذن يحق لشخص يتسم بهذا الفكر التصنيفي الذي يعتقد بشكل عنصري أن المرأة هي من جزئيات الحياة غير الضرورية- أن يدافع عن المرأة بكرامة و ارتقاء؟

ويبدو أن السيدة السعد بهذه النظرة التي تضع مطالب الشعوب في تصنيفات وتضع الثقل الأكبر على الأمن باعتبارنا وكأننا نعيش في أدغال وحشية، تعتقد أن حقوقاً مهمة كحرية التعبير وكرامة الإنسان و قيادة السيارة و حرية العمل و خلافه هي من الكماليات!

و قد ندعم السيدة الكاتبة في وضعها لحرية المعتقد كلبنة أساسية في المجتمع المتحضر ولكن هناك تساؤل حول مدى وصولنا إلى هذه اللبنة من حرية المعتقد؟ أتمنى ألا يغيب عن ذهن الكاتبة واقعنا المؤلم من هذه الناحية وأصداء العنصرية المقيتة التي تمثلها قضية الدكتور محمد الحسن لاتزال ملتهبة، حيث فُصل أطفاله من إحدى المدارس في الرياض لالذنب اقترفوه وإنما بسبب انتماء أهلهم الديني!

وتستطرد الكاتبة بقولها:

"إن علينا نساء ورجالاً في مجتمعنا هنا عدم السماح لهؤلاء بالتدخل في شؤوننا وحياتنا.. وينبغي أن نقف صفاً واحداً ضد أي تدخل سافر على منظومتنا العقدية، حتى لو حاولوا التسلل من خلال بنود اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على أشكال التمييز ضد المرأة التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18ديسمبر عام 1979م.. وبدأ العمل بها في 3سبتمبر 1981م"



و هنا تصوير عدائي ذو طبيعة بدائية تفترض أن كل ماهو "غيرنا" هو بالضرورة "عدونا" وهذا أمر غير صحيح منطقياً وواقعياً، فليس من الممكن أن يتقوقع أحد على نفسه بسبب توهم شخصي أسبل عليه صفة عاطفية. لقد سأمنا من الخطابات العدائية التي تعمق الفرقة والعداء بين الناس لكي تتفرد وحدها في الكون غير آبهة بالعالم وبشعوب الأرض الأخرى. إن مثل هذه الكتابات تظهر العالم و كأنه مكان مفترس لكل ما هو إسلامي، وهذا الاعتقاد لا يمكن اعتباره صحيحاً بأي حال من الأحوال و إلا فقدنا الثقة في العالم و انكفأنا على أنفسنا، و هذا مالا يدعو إليه ديننا الحنيف الذي يريدنا أحياء نعيش نِعَم الله علينا و نمارس حياتنا شكراً له و عبادة. ثم إنّ الإسلام يُنشر و يُمارس في الدول الغربية بكل يسر و حرية وفق حرية الاعتقاد في الغرب؛ فكيف لنا إذن اعتبار الغرب عدواً لدوداً للإسلام بصورة مطلقة كما تتوهّم الكاتبة؟

ويلاحظ أن السيدة تقع فيما تنهي عنه، فهي لاتريد من أمريكا مناقشة قضايانا، ولكنها في الوقت نفسه تسمح لنفسها لمناقشة قضايا أمريكا وتبدي رأيها الأحادي فيها؛ فهل هذا التصرف المتناقض هو نتيجة حتمية للتناقض الفكري أو هو نتاج التلقين الذي يعاني منه أناس يحسبون على أنهم أكاديميون؟ أم أن غياب الموضوعية في العرض هو الذي جعل السيد السعد متناقضة وغير دقيقة؟

ومرة أخرى فإنني أتمنى ألا تقحم السيدة السعد أراءها بين السطور على هيئة حقائق تستوجب الإتباع, فهذا أسلوب مخادع لايمت للمنهج العلمي بصلة. إنه من الواضح أن السيدة السعد تنتهج هذا المبدأ في كتاباتها، فهاهي تختم مقالتها بقولها:

"(لحرب على الإرهاب)، هي في حقيقتها (حرب على المسلمين).. وفي هذه الحرب الشرسة يستخدم الأعداء كل الأسلحة العسكرية والمالية والثقافية ليكسبوها.. فهل نحن مستسلمون؟؟"

إنها تُقدم رأيها الشخصي على أنه فرضية معينة ثم تُصدقها هكذا سبهللا بدون مسوغ معتبر، وتحوّلها من كونها مجرد رأي شخصي لتكون حقيقة تطالب الجميع أن يٌسلموا فيها، فهي ترى مثلاً أن الحرب على الإرهاب هي حرب على المسلمين، وكان لها أن تقول هذا الرأي بشكل نسبي يخصها إن رأت أدلة تثبت ذلك، لكن أن يتحول هذا الرأي الشخصي ليكون حقيقة دامغة تتبناها وتطالب القراء بطاعتها من خلال اختتامها المقالة السابقة بجملة استعطافية تحريضية للقاريء.






انتهى مقال انا الوافي في منتدى الساحات والذي نقل فيه موضوع فاتن في منتدى الوسطيه
وسأعلق عليه 00 واوضح علاقة السفارة الامريكيه
__________________