عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 23-03-2001, 07:37 PM
أبوأحمد الهاشمي أبوأحمد الهاشمي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 251
Post

بارك الله بكم يا إخوان . ونحن ننتظر رد الأثري وأصحابه .
وأحب أن اشارككم الرد فأقول وبالله التوفيق :
أولا - جعل الأثري من عدم تبرك الصحابة بغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم دليل على خصوصية التبرك في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
أقول :
هل جواز التبرك بغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم متوقف على فعل الصحابة ؟!
هل العلم بأن التبرك خاص به صلى الله عليه وآله وسلم متوقف على فعل الصحابة ؟!
إلا أن يكون قصده أن عند الصحابة دليل من النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمنعهم من التبرك بغيره . فإن كان كذلك فهل علمه الأثري وأصحابه وجهلناه نحن !! أين هو ؟! فإن الصحابة لا يكتمون علما حاشاهم ؟! وأنى للوهابية ذلك وإنما دليلهم الظن !!
إن مجرد عدم فعل الصحابة -إن سلمنا له ذلك- ليس بدليل ، لأن الشارع محسوم في وقت النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمت ورضيت لكم الإسلام دينا )) ولا ينتظر عصر الصحابة أصلا لنتحقق من تلك الخصوصية !! وليس لهم إلا الأول وحاشا الصحابة أن يكتموا علما !!

ثانيا - لله در الأخ العويني حين قال : "فالنبي أولى ألا يتبرك به ، فهو أعظم مكانة في نفوس المسلمين من غيره ."
فهذه العبارة مفحمة . ولو نغير العبارة بعد إذنه إلى "فالنبي أولى أن لا يقبل أن يتبرك به أحد"
لأنه صلى الله عليه وآله وسلم من أوائل من يسد الذرائع الموصلة إلى الشرك وليس الوهابية !!
والأخ العويني قال ذلك ردا على النقطتين اللتين ذكرهما الأثري .
فماذا رد عليه الأثري ؟
قال : "اولاً أنه ثبت للنبي مالم يثبت لغيره , "
هذا ليس برد ، لأن الأخ العويني يقول لو كان ما ذهبت إليه أنت صحيح لما جوزه النبي عليه الصلاة والسلام لنفسه .
قال : " ثم ان فعل ذلك مع غيره صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أن يفتنه وتعجب نفسه فيورثه العجب والكبر والرياء , وهذا غير متصور من جهة النبي صلى الله عليه وسلم "
والتوسل بالصالحين الأحياء الذي تقولون به ألا يمكن أن يورث العجب والغرور ؟ قصد العالم الفلاني كابن باز مثلا للتعلم بين يديه ومدحه ألا يمكن أن يورث العجب والغرور !

ونسي الأثري أو تناسى النقطة الأخرى وهي : "خشية غلو الناس في هذا الرجل المتبرك به " وهي أهم ما في الأمر . فإذا كان ذم التبرك لأجل أنه يورث غلو الناس في المتبرك به لما قبل به سيدي رسول الله لنفسه من باب أولى إذ هو الحريص على أن لا يغلو به أحد ! أليس كذلك يا أثري ؟ أم تريد دليلا على قولي أن سيدي رسول الله حريص على أن لا يغلو به أحد ! وأنتم أهل خبرة بذلك !!!!!!
وقد رد عليه أخونا العويني قائلا : "ولكن هل الناس معصومون عن آفة الشرك حتى تقول لي قياس مع الفارق ؟؟؟"
فماذا كان رد الأثري ؟ قال : "ولأجل أن الناس غير معصومين عن آفة الشرك جاءت الشريعة بمنع التبرك سداً لذريعة الشرك"
يبدو أنك يا أثري لم تستوعب جيدا فإن الكلام لا يزال يخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم !!
إذا كانت الشريعة على حد زعمك جاءت بمنع التبرك خوفا على الناس من الشرك فلماذا جوزت التبرك بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وآثاره ؟! نحن إن سلمنا أن التبرك بغيره صلى الله عليه وآله وسلم مذموم خوفا من أن يدخل العجب والكبر في نفس المتبرك به بخلاف النبي عليه الصلاة والسلام لأنه معصوم من ذلك ، فلا نسلم لك عدم وقوع المتبرك في الشرك والغلو سواء كان المتبرك به هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو غيره . بل الشرك والغلو في النبي عليه الصلاة والسلام أقرب إلى النفوس من غيره لمنزلته وجاهه العظيم عند الله تعالى !!

اسمع لما رواه مسلم في صحيحه :
... فقالت -أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها- هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخرجت إلي جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج وفرجيها مكفوفين بالديباج فقالت هذه كانت عند عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي صلى اللهم عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها .
لماذا هذا الفعل بالذات يستحيل أن يأت منه غلو وشرك ؟!

ثالثا- أنت بقولك "جاءت الشريعة بمنع التبرك" قد افتريت على الله تعالى ورسوله لأن الشريعة لم تمنع التبرك بل أنت الذي شرعت منعه ، والدليل على كذبك جواز التبرك بالنبي عليه الصلاة والسلام ، فإن قلت هذا خاص بالنبي ، لم يجز لك أن تدعي بأن الشارع منع ذلك هكذا !! وكان عليك أن تقول : أن الشريعة جاءت تمنع التبرك بغير النبي . لكن أين ذلك وأنت تستنتج من فعل الصحابة وبعض الحجج الباطلة التي رد الأخوان عليها !!