عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 28-12-2004, 07:57 AM
مشتاق للحور مشتاق للحور غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: مصر
المشاركات: 59
إفتراضي

#الحلقة (12)#

الوسيط .... الطريق الى السلام:

الآن فقد فقدت صديقتى النصرانية معظم ثقتها في الكتاب المقدس،وأصبحت أكثر قربا الى الحق. فهي لا تتبنّى الأن فكرة قبول الدين دون تفكير, والتسليم بالشيىء وضده فى آن واحد... هذا إجراء حاسم في حياتها. إنّ الإيمان والدين مسألة ليست بالمعضلة, ولا هى شيىء غامض الفهم. رسمت لها على صفحة بيضاء كنيسة ومسجد كلا فى طرف الصفخة. وطلبت منها أن تحدد مكانها هى على الرسم, فامسكت بالقلم ورسمت علامة أكس على باب المسجد .

حرّرت صديقتي نفسها من قفص الكنيسة الذى سيطرعلى عقلها لمدة 27 عاما.

شعرت بهذا ، فقرّرت إختيار أكثر المواضيع خطورة على الأطلاق لمناقشته

انه الخطاب العاطفي للسيد المسيح قبل ان يعتقلوه مباشرة. الخطاب الذى القاه إلى توابعه في العشاء الأخير.

القديس جون هو الوحيد الذى يسرد حادثة الحوار الأخير مع الحواريين في نهاية العشاء الأخير وقبل اعتقال السيد المسيح مباشرة فى انجيله. ، أربعة فصول (14 إلى 17) يكرّسها جون لـهذه الرواية التي لم تذكر فى أي مكان في الإناجيل الآخرى . هذه الفصول تتعامل مع موضوع المستقبل الذى سيكون بعد رحيل المسيح. انه حوار عاطفى جدا بين السيد وتوابعه مباشرة قبل الوداع..... استمع للمسيح يقول..

أنا ذاهب إلى الذي أرسلني، رغم ذلك لا أحد منكم يسأل أين تذهب؟ لأننى قلت هذه الأشياء, أنتم مملوؤن بالحزن, لكنّي أقول لكم الحقّ انه خير لكم اننى ساذهب عنكم... فمالم اذهب فسوف لن يجيء إليكم الوسيط ، لكن إذا ذهبت فأنا سأرسله إليكم... وعندما يجيء فهو سيدين عالم الذنب فيما يتعلق بالذنب والإستقامة والحكم....... عندما تجيء روح الحقيقة فهو سيوجّهكم إلى كلّ الحقيقة. هو سوف لن يتكلّم بنفسه ، هو سيردد فقط ما يسمع , وهو سيخبركم بالذي لم يحدث بعد. هو سيجلب مجدا لي بالأخذ منى وجعله معروف لكم. ” جون 16:5-15

هذا المشهد التوديعي المؤثّر جدا الذي يحتوي تعليم السيد المسيح الروحي يغيب عن ماثيو ومارك ولوك غيابا كليّا. كيف نفسر غياب مثل هذا الخطاب من اناجيل الحواريين ؟ . قد يسأل احدنا السؤال التالي: هل وجد النصّ في أول الأمر فى الإناجيل الثلاثة ثم حذف بعد ذلك؟

بالإضافة، يمكن أن نقرأ في نفس الموضوع عن نبؤة المسيح بقدوم احد ما من بعده، من إنجيل جون ايضا :

“ إذا تحبونّني فأنتم ستبقون وصاياي وأنا سأصلّي للأبّ وهو سيعطيكم مستشار آخر لكي يكون معكم إلى الأبد ” 14: 15

“ لكن المستشار،، الروح القدس الذي سيرسله الأبّ في اسمي سيعلّمكم أنتم جميعا الأشياء ويجلب إلى ذكراكم كلّ ما قلت إليكم 14:26

“ عندما يجيء المستشار الذى سأرسله إليكم من الأبّ، روح الحقيقة التي تخرج من الأبّ، هو سيشهد عنيّ ” 15:26

من الآيات أعلاه ، يمكن أن ننتزع حقيقة واحدة... وهى عن شخص ما سوف يجيء وهو لن يجيء حتى يترك السيد المسيح هذه الأرض... هو سيسيطر على قاعدة التعليم وتوجيهنا إلى طريق الله. هو سيلعب نفس الدور الذى لعبه السيد المسيح في حياته وسيكون مشابها له. السيد المسيح يصفه بكلمة“ مستشار آخر. ” على أية حال، جون يصفه في النصّ اليوناني، الذي كان اللغة الأصلية لإنجيله بالمصطلح اللآتينى parakletos ،. هذه كلمة مستعملة حاليا بين اليهود و تعني الشفيع أو المدافع. إنّ مرادفها فى الأنجليزية هو paracelete وترجمتها في الأ نجليزية تعني ,الوسيط، أو المستشار ولاتعنى باى حال من الأحوال الروح القدس

في النسخة الدولية الجديدة، هذه الكلمة إستعملت عددة مرات وفى كل مرة ، كانت تترجم إلى عبارات مختلفة تعتمد على الموقع. فقد ترجمت كما نرى الى : روح القدس، روح الحقيقة والمستشار. بينما فى نسخة الملك جيمس فاننا نجدها تستعمل مرادف كلمة paraklwtos اللآتينية وهى paracelete فى الأنجليزية ولاتستخدم أى مرادف آخر للكلمة.

قلت لصديقتى"في الترجمة، يختار المترجم الكلمات بقدر ما يجاري المعنى المضبوط. الترجمة الصادقة لا تتضمّن تفسير المترجم للنصّ. على سبيل المثال أذا اردنا ترجمة الجملة he slept on the bed فيجب ان نترجمها الى " هو نام على السرير” ولايجوز ان نترجمها الى " نام الرجل على السرير, او نام خالد على السرير" حتى وان كان الكاتب يتكلم عن خالد.. حيث أن الأخيرة ستكون تفسير وليس ترجمة . فإذا أردت إضافة تفسيري الخاص أو فهمي الخاص إلى النصّ، فيجب أن أتضمّنه بين الأقواس حتى يعرف القارئ بأنّ هذه الكلمات لا تعود إلى الكاتب لكن إلى المترجم

الآن في ترجمة الكلمة parakletos اللاتينية الى الأنجليزية ، لم يكن عندي إعتراض على الكلمات التى إستعملها المترجم ماعدا كلمة واحدة ...الروح القدس فى الآية . لكن المستشار،، الروح القدس الذي سيرسله الأبّ في اسمي سيعلّمكم أنتم جميعا الأشياء ويجلب إلى ذكراكم كلّ ما قلت إليكم إنّ إستعمال كلمة الروح القدس كترجمة لكلمة parakletos هنا هو استعمال مجازي ويعكس فقط تفسير المؤلف. فالسيد المسيح لم يقول الروح القدس بل قال parakletos حسب النص اليونانى القديم و parakletos لاتعنى الروح القدس بل تعنى ( وسيط) ولو أراد المسيح أن يقول أن الذى سيأتى من بعده هو الروح القدس فانه كان سيقول ذلك صراحة حيث انه قد تكلم مرارا عن الروح القدس ولم يصفها بأى وصف

من هذه المقدمة الطويلة، بدأت مع صديقتي ثانية.

سألتها ان كانت تؤمن بالثالوث. لا يوجد نصراني لايؤمن بالثالوث بالرغم من أنه لا أحد منهم يفهمه. صديقتي، أيضا، آمنت بالثالوث لكنها لم تفهمه وقد اعترفت بذلك. طلبت منها تصحيحي إذا أرتكبت خطأ في تعريفى للثالوث.....

قلت , “الثالوث يعني بأنّ، الله هو واحد في ثلاثة..و ثلاثة في واحد. يجب أن تؤمن بالله الأبّ، الله الإبن والله الروح القدس لكنّهم ليسوا ثلاثة بل واحد. ”. أضفت , “ لا أحد منهم أرفع شأنا من الآخر ولا أحد منهم معتمد على الآخر و لا أحد منهم متميز على الآخر ، هم شخص واحد لكن في ثلاثة أشكال . شعرت صديقتى النصرانية بالسرور ازاء هذا التفسير.

طلبت منها العودة لخطاب السيد المسيح فى وصفه لهذا الوسيط الذى سياتى من بعده . بدأت القراءة ثانية فقاطعتها في....... هو سوف لن يتكلّم لوحده، هو سيردد فقط الذي يسمع ”. سألتها من هذا الذى سيسمع ويردد ؟ هل هو الروح القدس قالت بعد تردد.... نعم..... جون بنفسه وصفه بروح القدس في إنجيله. سألتها ثانية “الروح القدس لا يتكلّم لوحده لكن سيتكلّم فقط الذي يسمع؟

حسب معرفتي، فان الروح القدس هو الله. كيف يوجّه السيد المسيح مثل هذا الإتّهام الى الله؟ من الذى سيملي على الروح القدس؟ كيف لا يستطيع الكلام لوحده؟ اليس عنده السلطة للكلام؟. لماذا يحتاج لشخص ما لإملائه؟ قال السيد المسيح بأنّ هذه الروح ستخبرنا عن الغيب ، فهل يملى احدهم الغيب على الله ؟

تصبح المشكلة كما ترى أكثر تعقيدا بقدر ما امعنا النظر فى الأنجيل. نحن الآن نواجه إختبارا حقيقيا .

ان مشكلة النصّ تجيء في الحقيقة من آية واحدة فقط وهى ...لكن المستشار،، الروح القدس الذي سيرسله الأبّ في اسمي سيعلّمكم كلمة الروح القدس هنا هى محض اختراع و هي ليست ترجمة لكلمة parakelotes. هى بالأحرى تفسير الكاتب وفهمه الخاص لكلام المسيح. خلق هذا التفسير المشكلة الكاملة.فجعل الروح القدس، الذي هو الله غير قادر على الكلام لوحده؛ بالرغم من أن السيد المسيح لم يذكرالروح القدس مطلقا.. فهو لم يكن يتكلم عن الروح القدس بل عن وسيط آخر؟