عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 25-05-2006, 01:56 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي طارق عزيز يحرج جلاديه

2006/05/25


كان ظهور السيد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي كشاهد في محاكمة الرئيس صدام حسين ورفاقه الحدث الابرز في جلسة يوم امس، لانها المرة الاولي التي يخرج فيها الي العلن منذ اعتقاله قبل ثلاث سنوات.
السيد عزيز كان صلبا متماسكا قوي الحجة والمنطق في دفاعه عن زملائه، وخاصة الرئيس صدام وشقيقه برزان ونائب الرئيس طه ياسين رمضان. واستطاع ان يقلب الطاولة علي القاضي والادعاء العام، عندما سألهما عن اسباب عدم محاكمتهما رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، ورئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري قائدي حزب الدعوة المسؤول عن محاولة اغتيال استهدفته في جامعة المستنصرية عام 1982.
وفاجأ السيد عزيز المحكمة، والمشاهدين، مرة ثانية عندما دافع بحرارة واحترام شديدين عن رئيسه صدام حسين، الامر الذي نسف كل الروايات التي سربها الامريكان عن استعداده للشهادة ضده، مقابل الافراج عنه لاسباب صحية.
المحاكمة تتحول تدريجيا من محاكمة للعهد البعثي الي محاكمة للعراق الجديد، ورموزه العراقية المرتبطة بالاحتلال الامريكي. ويساهم تدهور الاوضاع الامنية والسياسية علي الارض في ان تكون المحصلة لمصلحة من يقفون في قفص الاتهام، وليس الادعاء العام ومن يقف خلفه، ويحركه من وراء ستار.
الظاهرة الملفتة للنظر تلك المعنويات العالية لقادة النظام ورئيسهم صدام حسين. فقد كانوا اكثر صلابة، واقوي حجة من خصومهم، واستطاعوا سرقة الاضواء وجذب اهتمام ملايين العراقيين، وعشرات الملايين من العرب، الذين يتابعون هذه المحاكمات بادمان شديد.
وهذا الاداء العفوي والمحكم من قبل المتهمين امام المحكمة، جعل القاضي في وضع لا يحسد عليه، ولهذا بدا عصبيا فاقد السيطرة علي انفعالاته، وهو امر ليس من طبيعة القضاة، وينعكس سلبا علي مهنيتهم وموضوعيتهم.
فعصبية القاضي رؤوف عبد الرحمن اظهرته بشكل مهزوز امام المتابعين للمحاكمة، وجعلت اداءه مرتبكا، ولهذا خرج علي الاصول القضائية المتبعة، عندما رفض طلب هيئة الدفاع استجواب الشاهد طارق عزيز، وطلب منه مغادرة منصة الشهادة في اسرع وقت ممكن.
القاضي رؤوف وعد السيد عزيز بمحاكمة قادة حزب الدعوة الذين يتربعون علي سدة الحكم في العراق الجديد بتهمة محاولة اغتياله عام 1982. وما زال من غير المعروف ما اذا كان سيبر بهذا الوعد ام لا. ولكن من المرجح انه لن يفعل ذلك، ليس لانه لا يريد، وانما لكونه لا يستطيع، فالرجل ليس صاحب قرار، وانما مجرد أداة من ادوات الاحتلال.
لا بد ان نسبة كبيرة من ابناء العراق يترحمون علي زمن هؤلاء المتهمين، حيث كان بلدهم موحدا قويا مرهوب الجانب، يشكل قوة اقليمية رئيسية في المنطقة، وفوق كل هذا وذاك، كان بلدا آمنا تسوده الوحدة الوطنية، ولا يعرف الطائفية البغيضة في صورها البشعة التي نراها حاليا.