عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 09-11-2006, 06:53 PM
د.ماهر الصيفي د.ماهر الصيفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
الإقامة: فلسطين - أرض الرباط
المشاركات: 8
إفتراضي

السؤال الذي يجب أن يطرح هنا و دائمًا يجب أن يشغل أذهان وأبحاث القادة والعلماء والمفكرين والأئمة والمشايخ في زماننا هذا ، ويُجاب عنه بأمانة وموضوعية هو:

لماذا نجح صلاح الدين في تحرير القدس بالرغم من مرور 88 سنة على احتلالها، وفشل قادة أمتنا وهم في تحقيق ذلك التحرير والنصر ، بل صار اليهود بعد 88 سنة من اغتصابها أكثر إحكامًا لقبضتهم عليها؟

لو سمحتم لي أولاً توضيح بسيط ..............

عندما يضع الإنسان له أهداف في حياته ، فإن أي فعل يقدم علية ، أما تجعله يقترب من هذه الأهداف أو تجعله يبتعد عنها فأنت من يقرر الاقتراب من الهدف أو الابتعاد عن الهدف ؟

نجح صلاح الدين الأيوبي في تحرير القدس في 27 رجب 583هـ/ 2 أكتوبر 1187م، أي بعد 88 سنة ميلادية من سقوطها في أيدي الصليبيين، وبعد أيام يكون قد مضى على سقوط القدس في أيدي الصليبيين الجدد 'الإنجليز' ثم في أيدي اليهود من بعدهم 88 سنة ميلادية، إذ استولى عليها الإنجليز في 9 ديسمبر 1917م، وقال قائدهم أللنبي وقتها في خطابه: 'اليوم انتهت الحروب الصليبية'، أما القائد الفرنسي الذي احتل سوريا فقد توجه إلى قبر صلاح الدين وركله بقدمه وقال: 'ها قد عدنا يا صلاح الدين'.

والسؤال الذي يجب أن يطرح دائمًا ويشغل أذهان وأبحاث القادة والعلماء والمفكرين في زماننا، ويُجاب عنه بأمانة وموضوعية هو: لماذا نجح صلاح الدين في تحرير القدس بالرغم من مرور 88 سنة على احتلالها، وفشل قادة أمتنا في تحقيق ذلك، بل صار اليهود بعد 88 سنة من اغتصابها أكثر إحكامًا لقبضتهم عليها؟!

إن الإجابة الكاملة الأمينة على هذا السؤال تتطلب دراسات طويلة معمقة، لكنني سأحاول اختصارها بالنقاط الموجزة الآتية:
أولاً: لأن القدس الطاهرة المباركة المقدسة لن تحرر إلا على أيدي المجاهدين الطاهرين الربانيين الأتقياء الذين يعرفون قدرها ومكانتها، فيبذلون من أجلها أموالهم وأرواحهم وأوقاتهم وجهودهم، وقد اتصف صلاح الدين بهذه الصفات؛ إذ تربى منذ طفولته على التقوى وحب الجهاد، حيث ولد في بيت مجاهد بقلعة تكريت أثناء ولاية والده عليها، ثم انتقل مع أسرته إلى الموصل ثم إلى بعلبك التي تولاها أبوه بتكليف من نور الدين محمود، وفيها تعلم القرآن والحديث والفقه والنحو والتاريخ والأدب, إضافة إلى الفروسية وفنون القتال. وقد وصفه أحد المؤرخين المعاصرين له بأنه 'حسن العقيدة، كثير الذكر، شديد المواظبة على صلاة الجماعة، ويواظب على السنن والنوافل، ويقوم الليل، وكان يحب سماع القرآن، وينتقي إمامه، وكان رقيق القلب، خاشع الدمعة، إذا سمع القرآن دمعت عيناه، شديد الرغبة في سماع الحديث، كثير التعظيم لشعائر الله، وكان حسن الظن بالله، كثير الاعتماد عليه، عظيم الإنابة إليه، عادلاً رءوفًا رحيمًا ناصرًا للضعيف على القوي، كريمًا حسن العشرة، لطيف الأخلاق، طاهر المجلس لا يُذكر أحد بين يديه إلا بخير، طاهر السمع، طاهر اللسان، طاهر القلم، فما كتب إيذاءً لمسلم قط، وكان شجاعًا شديد البأس، قال يومًا وهو قرب عكا: 'في نفسي أنه متى يسر الله تعالى فتح بقية السواحل قسمت البلاد وأوصيت وودعت، وركبت هذا البحر إلى جزرهم أتتبعهم فيها حتى لا أبقي على وجه الأرض من يكفر بالله أو أموت'، وقد مات رحمه الله ولم يكن لديه من الأموال ما تجب فيه الزكاة، فقد استنفدت صدقة النوافل جميع ما ملكه، ولم يخلف في خزائنه من الذهب إلا 47 درهمًا ناصرية، ودينارًا واحدًا ذهبيًا، ولم يخلف ملكًا ولا دارًا ولا عقارًا ولا مزرعة، وقد عزم على الحج في السنة التي توفي فيها، ولكنه تعوق بسبب ضيق ذات اليد وضيق الوقت.

ثانيًا: لأنه حدد هدفه منذ طفولته، وجعله واضحًا سامقًا، وهو تحرير المسجد الأقصى، وأيقن أن هدفه لن يتحقق إلا بالإعداد والجهاد، فدعا إليه وحرض عليه، وطلب من كبار وزرائه وكتابه أن يؤلفوا له كتبًا عدة في موضوع الجهاد، فيبينوا فضائله وآدابه، يقول العماد الأصفهاني: 'وكنت قد جمعت له كتابًا في الجهاد بدمشق'، ويقول القاضي الفاضل: 'وأنا ممن جمع له في الجهاد كتابًا جمعت فيه آدابه وكل آية وردت فيه وكل حديث روي فيه'، وكان يحث الأمراء التابعين له على الجهاد، ويرسل الرسل إلى الحكام غير التابعين له ليدعوهم إلى التمسك بالجهاد، ومن ذلك سفارته إلى دولة الموحدين بالمغرب لاستنفارهم بعد سقوط عكا في أيدي الصليبيين وهناك عبرة يجب علينا أن نتوقف عندها " عن قصة سقوط عكا " . كما طالب العلماء بالقيام بواجبهم في دعوة الناس وترغيبهم في الجهاد، وكان حريصًا على شن المعارك في أيام الجمع، لا سيما في أوقات صلاة الجمعة، تبركًا بدعاء الخطباء على المنابر. وكان الشعار الذي ينادي به عندما يشتد القتال في ساح الوغى هو: 'يا للإسلام'، وكثيرًا ما يدعو جنوده قبل أن تبدأ المعركة إلى البيعة على الجهاد والاستشهاد.

ثالثاً: لأنه لم ينسَ الجرائم والمجازر التي ارتكبها الأعداء ضد المسلمين، بل جعل منها وقوداً يشعل حماسه وحماس جنوده، وكان دائمًا يهب لنصرة المسلمين وينتقم من المعتدين، وبالرغم من أنه ولد بعد أربعين سنة من المذبحة الرهيبة التي ارتكبها الصليبيون في المسجد الأقصى، حيث قتلوا غدرًا أكثر من سبعين ألفًا من المسلمين بينهم كثير من الأئمة والفقهاء والقراء والعباد، إلا أنه لم ينسها، وأصر على دخول القدس عنوة والانتقام للمسلمين الذين غدر بهم قبل 88 سنة، ولم يعطهم الأمان الذي طلبوه إلا بعد أن هددوا بحرق المسجد الأقصى وكنائسهم وأموالهم وقتل خمسة آلاف أسير مسلم كانوا في أيديهم، ثم الخروج للقتال حتى الموت. وبعد الانتصار الكبير الذي حققه المسلمون في معركة حطين، حيث قتلوا ثلاثين ألف صليبي وأسروا ثلاثين ألفًا، وكان بين الأسرى ملوك وأمراء صليبيين، أصر صلاح الدين على ذبح أرناط حاكم الكرك بيده انتقامًا للحجاج المسلمين الذين قتلهم أرناط، وللنبي محمد – صلى الله عليه وسلم - الذي شتمه ذلك الصليبي الحاقد.

رابعًا: لأنه علم أن الأمة لن تحرر القدس وتطرد الصليبيين من بلاد المسلمين إلا إذا توحدت تحت عقيدة واحدة وخلافة واحدة وقيادة واحدة، فقضى بذكاء ودون إراقة دماء على المذهب الشيعي في مصر، وعلى الخلافة الفاطمية الشيعية التي كانت كثيرًا ما تتآمر مع الصليبيين، ضد المسلمين السنة، وسبق أن عرضت على الصليبيين منذ أن بدءوا غزوهم لبلاد الشام أن تتنازل لهم عن القدس مقابل تركهم في مصر وبعض مناطق الشام، وقد أدى تخاذلهم إلى سقوط القدس سنة 492هـ/ 1099م، وكانت وقتها تحت حكمهم، وقد عينوا عليها واليًا يدعى افتخار الدولة. كما خاض قتالاً ضد الأمراء الذين أصروا على فرقة الأمة، وتحالفوا مع الصليبيين للمحافظة على كراسيهم، وتمكن من توحيد مصر والشام تحت حكمه، فواجه الصليبيين بأمة واحدة وعقيدة واحدة وهزمهم.
تلكم بعض الأسباب التي مكنت المسلمين من تحرير القدس وفلسطين تحت قيادة صلاح الدين؛ والأمة وقادتها مدعوون لدراسة هذه التجربة والإفادة منها في معركة تحرير القدس من أيدي المغتصبين اليهود، وعليهم أن يعلموا أن الله قد وعدهم بهذا التحرير في قوله تعالى:
{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً}،

لكن هذا الوعد لن يتحقق مهما طال الزمن إلا إذا أخذنا بأسباب النصر وسرنا في الطريق الذي سار فيه عمر بن الخطاب ففتحها، وسلكه صلاح الدين فحررها.................

وعليه ...... يجدر بنا نا توضيح مسألة اخرة ونخرج من دوائر التشخيص والتفلسف والنظريات إلى التطبيق ... العملي الفعلي ....
الإنجازات العالية المستوى خصوصا في مواقف تنافسية داخل مؤسسة ما يمكن ان تبرز من خلال دعوة المرء الآخرين إلى المشاركة في عملة الخاص وتقديم قدراتهم الفنية . احد المشرفين على العمل في مصنع حراري أعطى تفسيرا لتميز وحدة من التقنية بأدنى نسبة من الصرف أو التخلي عن العمل وبسجل ممتاز للفاعلية ومهمة تلك الوحدة التحقق من درجات الحرارة والضغط في الآلات الدقيقة وهو عمل رتيب ا تسم بالتكرار فأشار إلى قمصانهم الخضر التي تشبه قمصان الجراحين وقال : ( لقد جئت بالقمصان من عند ابني وهو جراح قلب وأخبرت عمالي : إننا نهتم بهذه الأنابيب مثلما يهتم الطبيب بقلوبكم ولن تكون ثمة سقطات في هذا المصنع ما دمنا نحن نعمل على صيانة شرايينه ) وبمزيج من ينادي الأخر بكلمة ( دكتور ) . ثمة شركات عدة تبرز وتتفوق لأنها تدع موظفيها يشعرون وكأنهم شركاء في مشروعهم . وعندما يمنح هؤلاء الموظفون مزيدا من الاستقلالية والمسؤولية وفرص التقدم يتحقق ارتفاع في الإنتاج وتحسين في نوعيته . مهمته الخاصة كانت البحث المستمر في الدافع إلى نجاح المتفوقين . وهي أدت إلى استنتاج حتمي :

فما يفعله هؤلاء المتفوقين ليس شانا غير عادي إنهم في غالب الأحوال أشخاص عاديين أصبحوا متفوقين بعدما بدلوا جهودهم لاستخدام ما دعاه الكاتب الألماني غوتة
( العبقرية والقوة والسحر ) الموجود فينا جميعا


نادراً ما نفكر بما نملك بل دائماً نفكر بما ينقصنا فقط ................ أسرار التفوق متوفرة فينا جميعا

دعا سقراط ضيوفه إلى مائدة، ولاحظ أحدهم أن ليس على المائدة ما ينبغي، وأنه ينقصها الشيء الكثير فقال له: كان ينبغي أن تهتم أكثر بضيوفك، وأن تعتني باختيار ألوان الطعام، فقال له سقراط: إن كنتم عقلاء فعليها ما يكفيكم، وإن كنتم جهلاء فعليها فوق ما تستحقون.

إن اليهود حين خططوا لاحتلال فلسطين رفعوا شعار: ادفع دولارًا تنقذ يهوديًا. فجمعوا الملايين واهتموا وركزوا على التنمية ، وبمرور الوقت وبدعم من القوى الغربية كان لهم ما أرادوا واحتلوا فلسطين وطردوا أكثر أهلها، واليوم يتكرر ما حدث بالأمس حصار وتشريد وتجويع والأمة غائبة أو مغيبة وكأنها فاقدة للوعي، إننا ندرك حجم الضغوط التي تمارس على الحكومات – ليس من باب التماس الأعذار، إنما من باب الإقرار بالواقع –

حوصرت الحكومة الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا وحوصر معها الشعب، ووصلت الأمور الاقتصادية إلى وضع حرج جدًّا ينذر بكارثة. نفسية وأخلاقية واجتماعية

إن الأمر الجلي الواضح الذي لا تخطئه العين أن الشعب الفلسطيني يعاقب على اختياره بأشد وأقسى أنواع العقوبات ومنها التجويع. نعم هم يريدون قتل هذا الشعب جوعًا عقابًا له على موقفه في الانتخابات يحدث هذا في الوقت الذي يرددون فيه الشعارات المبشرة بهبوب رياح الإصلاح والديمقراطية على المنطقة بأسرها بعد احتلال العراق ونشر الفوضى التي يسمونها الديمقراطية به .

نعم نرى هذا التكالب على شعبنا في فلسطين فلا يثير ذلك استغرابنا لأننا نعرف مقاصد القوم ونعرف سيرتهم وما يخططون له لكن المؤسف والمحزن أنه في الوقت الذي تتكالب هذه القوى الغربية على شعبنا الفلسطيني لا نجد من الأمة العربية والإسلامية موقفًا قويًا يدعم صمود شعبنا وأهلنا في فلسطين، اللهم إلا بعض المواقف هنا وهناك لكنها وإن جمعت إلى بعضها لا ترقى أبدًا إلى المستوى المأمول لرد العدوان ودفع شبح الجوع عن أهلنا في فلسطين. ولى في هذا الموقف بعض التساؤلات فهل من مجيب !

· أين دور الشعوب المسلمة والعربية؟
· كم دفع العرب حتى الآن لتوفير لقمة العيش لهؤلاء المرابطين على أرض فلسطين؟ هل وصلت ولمن وصلت ؟
· أين دور المنظمات الإسلامية والخيرية والإغاثة في هذه الأزمة؟ ومتى تتحرك؟
· أين الدعاة والخطباء وقادة الرأي والفكر والعلماء و ... ؟ ما هو التطبيق الفعلي من قبلهم ؟
· أين رجال الأعمال والمؤسسات والشركات .... ؟ هل بطولة العالم لكرة القدم أهم ؟
· أم هل رضوا أن يساهموا في قتل إخوانهم الفلسطينيين جوعًا بتخاذلهم وغفلتهم ؟
· أم نفيق من غفلتنا فنتحرك على كل المستويات قبل فوات الأوان؟

لذا ....... دائماً فكر كيف تكون أنت ... وأنتي عنصر مؤثر إيجابي في الحياة فأنت أكثر مما تتوقع

"انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"

حيث ما كنتم ارتفعوا إلى مستوى الحدث واستجيبوا للتحدي ..... اللهم إجعلنا ممن يستمعون للقول ويعملون به
والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
__________________
اشتر زمنا في أرض الرباط
بدولار واحد أنت تطيل عمر المؤسسات في فلسطين
الهيئة العالمية للاستشارات والتدريب تقوم بدعم صمود مؤسسات فلسطين واستمرارها والعمل على تطوير القطاعات الأكثر حاجة في مختلف المجالات التطويرية والتنموية ورفع مستوى خدماتها في قطاع التدريب ، التأهيل ، التعليم، الشباب، الصحة، وقطاعات أخرى
في حالة الرغبة في دعم هذه القطاعات وبشكل دوري من خلال برامج الهيئة والمساهمة في المشاريع الخاصة التطويرية