عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 07-10-2003, 09:28 AM
الهبوب الهبوب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: عريني
المشاركات: 152
إفتراضي

يافاتح الباب ياوهاب


سفر (المتخصص)!! يفتري على الشافعية
فيزعم أن الشافعية لا يرتضون الأشاعرة ويذمونهم


من الغريب العجيب!! أنْ سفراً هداه الله تعالى ينقل معلومات مخطئة لا تثبت في ميزان التحقيق والنقد العلمي!! ومنها أنه يزعم بأن الأشاعرة مبتدعة أو غير مرضي عنهم عند السادة الشافعية!!
وإليكم قوله في ذلك مع تفنيده:
قال ص(18) من كتابه "منهج الأشاعرة" ما نصه:
[قال الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني وقد كان معاصراً للأشعري: "لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة...."].


وأقول: هذا كلام باطل غير صحيح وانظر الآن كيف ينهدم (تخصصه!!) وأنه مبني على التقليد! والعصب! الفارغ!!
اعلموا أنّ ابن سريج لم يقل هذا وذلك لأنّ ابن سريج مات قبل الأشعري بـ(21)سنة، وأبو الحسن الأشعري عاش (64) سنة ولما مات ابن سريج كان عمره (43) سنة ولم يظهر إذ ذاك مذهب الأشعري بعد، لأنه كما ذكر عنه أنه صحب الجباني يدرس عليه ويتعلم ويأخذ عنه (40) سنة، وهو خاله، وكم كان عمره لما بدأ بالأخذ عنه؟ ربما كان عشر سنوات أو ثمانية مثلاً فيستحيل إذ ذاك أن يدرك ابن سريج الأشاعرة حتى يقول ما نقله سفر عنه بواسطة ابن قيم الجوزية!!
ومن هنا البيان تعلموا بأن سفراً مفلس من معرفة علم الجرح والتعديل إفلاساً تاماً!! وأنه في ذلك مقلّد لا غير يردد قول ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية" ص (101) من طبعة دار الكتب العلمية الأولى 1404هـ وهي التي بين يديْ.
وابن القيم مخطئ في ذلك!! بل مدّلس وقليل نظر وتحقيق!! فإنه بعد أن ذكر تلك العبارة المكذوبة عن ابن سريج (في اجتماع جيوشه) قال:
"- هذا- آخر كلام أبي العباس بن سريج الذي حكاه أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني في أجوبته...."
قلت: وهذا سند منقطع عن ابن سريج زيادة على كونه كذباً مخالفاً للواقع لوجهين:
(الأول): أن هذا الكلام محكي حكاية عن ابن سريج ولفظ الحكاية من ألفاظ التضعيف والتمريض كما هو مقرر عند أهل الفن.
أنظر المجموع (1/63). فهو غير ثابت والذي يؤكد ذلك الوجه:
(الثاني): وهو أن الزنجاني هذا الذي يحكي هذا الكلام عن ابن سريج ولد بعد وفاة ابن سريج بنحو (80) سنة تقريباً فالإسناد منقطع.
فقد توفي ابن سريج كما قدّمنا نقلاً عن "سير أعلام النبلاء" سنة (303) هـ والزنجاني ولد سنة (380) هـ كما في "سير أعلام النبلاء" (18/385) فاستيقظ!
ولم يذكر الزنجاني سند الكلام على فرض صحته إلى ابن سريج فلا حجة فيه مع مخالفته للواقع.
والله الهادي.
فهل بعد هذا يمكن أن يقال بأن سفراً يملك الأدوات التي تؤهله للخوض في مثل هذه المسائل؟!
وهل أسلوبه قريب من المنهج العلمي الموثّق المتعقل الرصين؟!!
لا يؤسفني يا أخ سفر أن أقول لك: لا!!
ارجع إلى كتابك المذكور ص (6) وتأمل هناك ما قلته من سطر (8-11) جيداً!! لتدرك أن ذلك الكلام منطبق عليك تمام الانطباق!!

ثم ذهب سفر (المتخصص) !! ليستكمل عملية إقناع قرائه السذّج بأن الشافعية يذمون الأشعري والأشاعرة فأورد كلام رجل يسمى الكرجي فقال ص (18):
"قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس الشافعية ما نصه: لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرأون مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه.."


قلت: من اعتمد على الشيخ الحراني وتلميذه ابن القيم في نقل أقوال الناس ومذاهبهم فقد بنى بناءه على جرف هارٍ!!
وذلك لأن هذا الكلام مكذوب على الكرجى كما نص على ذلك الحافظ عبد الوهاب السبكي رحمه الله تعالى في" طبقات الشافعية الكبرى" (6/ 140-146) والكرجي هذا شبه مجهول عند الشافعية وليس هو من أئمتهم البتة!!
فانظروا كيف يأتي هذا (المتخصص)!! المقلّد برجل مجهول فيجعل كلامه ممثلاً للسادة الشافعية في ذم الأشاعرة لا سيما والكلام الذي نقله عنه مكذوب مدسوس عليه أيضاً!!
فتأملوا يا ذوي الألباب!!
وقد ترك سفر الأئمة الذين يعوّل إلى كلامهم ويرجع إليهم حقاً وصدقاً عند الشافعية كالحافظ البيهقي والشيخ أبي إسحق الشيرازي وأبو محمد الجويني وإمام الحرمين والغزالي وأبو بكر الشاشي والإمام النووي وابن عساكر والخطيب البغدادي والعراقي والحافظ ابن حجر وغيرهم كثير، وكثير من المتأخرين أيضاً كالشيخ زكريا الأنصاري وابن حجر المكي والرملي والخطيب إلى يومنا هذا !! فلا ندري أين ذهب عقل هذا (المتخصص)!! عن هؤلاء!!




يتبع ان شاء الله


اسلم تسلم
__________________
كل عام وانتم بخير