عرض مشاركة مفردة
  #66  
قديم 09-06-2003, 01:31 AM
عاشقة القرآن عاشقة القرآن غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 101
إفتراضي

قصة وعبرة

إن هذا الصحابي آمن مباشرة وعرف توحيد الله في كلمتين كما بينها له النبي عليه الصلاة والسلام لم يحتج إلى فلسفات كلامية ولم يقل: أحتاج إلى أدلة أكثر حتى أقتنع كما يفعل بعض متمسلمي هذا العصر، بل آمن دون تردد إيمان الصادق في مسألته، فبادر في الحال ليعمل، فقال للنبي عليه الصلاة والسلام: اعهد إلي، أي أوصني بما أنتفع به، فقال له: لا تسبن أحدا، قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة. الله أكبر انظروا كيف الامتثال من صحابة رسول الله والتطبيق الفعلي لما أمروا به فلم يشتم هذا الصحابي أي شيء كائنا ما كان من إنسان وحيوان، فعلا إنهم كانوا يريدون الجنة فعملوا لها.

أما اليوم فالكل يتمنى الجنة ولكن دون عمل ولا تطبيق يسمعون الخطب والمواعظ والمحاضرات ولكن لا يتغير من سلوكهم المنحرف شيء

أيها الإخوة: لقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام هذا الصحابي عن سب الناس أتدرون لماذا؟ لأن ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر))، كما ورد في الحديث المتفق عليه.

وقال في حديث آخر: ((لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعاناً)) رواه الترمذي وهو صحيح.

وفي رواية أيضا: ((ليس المؤمن بالطعان (أي عيابا للناس) ولا اللعان (أي كثير اللعن) ولا الفاحش (أي فاعل الفحش وقائله بمعنى أنه الذي يشتم الشتم القبيح) ولا البذيء (وهو الذي لا حياء له بذيء اللسان لا يسلم منه أحد من شر لسانه) )).

وبين في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود: ((أن من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه))، فمن خصال أهل الإيمان الحياء وعدم السباب ومواجهة الإساءة بالإحسان فقد قال : ((الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والجفاء شعبتان من النفاق)).

أيها المسلمون: ابتعدوا عن الشتائم والسباب واللعن واحفظوا ألسنتكم من السوء فمن أكثر من شيء عرف به، فإنه ليس بين الإنسان والشر إلا الخطوة الأولى، والانحدار يسير وهين ولكن الصعود صعب شديد وحسبنا أن نجتهد في إصلاح أنفسنا وعلى الله التوكل وهو الهادي إلى سواء الصراط. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون .

منقول